شعار المرحلة «التمرد»، وبالمفهوم الواسع فإن هذه الكلمة الساحرة تتضمن كل المعانى من مقاطعة ومن ثورة ومن غضب ومن عصيان ومن رفض ومن تجاهل. فالتمرد يعنى رفض الأمر الواقع والتحليق فى فضاء الأمانى والأحلام والتخطيط لترجمة ذلك فى واقع حى جديد. وبدلًا من أن أقول قاطعوا يا شعب مصر بكل فئاته بضائع الإخوان -وليس منتجات- لأنهم لا ينتجون ولا يصنعون بل يتاجرون وسطاء بين المنتجين والجمهور مقابل هامش السمسرة والعمولات، فهم تجار، وكما قال إبراهيم عيسى هم «بقّالون» مع احترامى لأصحاب هذه المهنة. فالوسطاء لا ينتجون شيئًا فى أى مجال، ولذلك فهم يتاجرون فى كل شىء. وقد بدأ رجال المرحلة الإخوانية -وهى مرحلة عابرة فى التاريخ المصرى سرعان ما ستزول بدرجة سرعان وصولهم إلى السلطة على أكتاف ثورة 25 يناير، وهى بريئة منهم باعتبارهم متآمرين. فهم «الإخوان المجرمون»، لأنهم تاجروا بالدين وخلقوا مذهبًا جديدًا ينسب إلى حسن البنا- ذلك المدرس المتواضع صنيع الإنجليز من الإسماعيلية ماليًّا ومعنويًّا، ومن ثَم فهم يتاجرون بكل شىء. وبدلًا من أن تكون الأمانة هى شعار التاجر، والصدق هو حديثه، والتقوى هى سلوكه، والشرف هو عنوانه، فقد أخذوا التجارة بالمفهوم السلبى، فانعدام المبادئ والقيم ونقص العهود والوعود، وكذب الحديث وخيانة الأمانة، وفُجر الخصومة، هى صفاتهم، وطبقًا لحديث الحبيب النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، فهم منافقون ومرّاؤون وفاجرون وكذابون، ولا يجوز التعامل معهم لأنهم غير أمناء. لذلك فإن مقاطعة بضائعهم التى يبيعونها للناس ويزعمون أنها بأقل الأسعار، فهم كذابون، وغير أمناء، ومن الخطورة على الصحة والمجتمع الشراء من عند هؤلاء تأديبًا لهم من الشعب، وتعبيرًا عن الرفض الشعبى، حتى يصيب الكساد بضاعتهم، ربما يسهم ذلك فى علاجهم النفسى ويدركون حجم الجرائم التى يرتكبونها باسم الدين، والدين الإسلامى منهم برىء بطبيعة الحال. فقد ثبت أن أكثر الناس حديثًا عن الشرف أو الأمانة أو الصدق هم الأبعد عن هذه الصفات الجميلة، وأقل الناس حديثًا عنها هم الأكثر تمسّكًا بها والأكثر صدقًا مع النفس. وقد ثبت أن أخطر ما يصيب أى دولة رأسمالية فى المقدمة أمريكا، أن ترتفع وتيرة الأصوات المطالبة بمقاطعة منتجاتها، ونجاح المقاطعة قد يقود إلى تغيير سياسات هذه الدولة، لأنها تصبح غير قادرة على تحمّل الضغوط النابعة من داخل الدولة لما قد يصيب اقتصادها بالكساد والاقتصاد العالمى بالانهيار. وحتى تكتمل عملية الانهيار لجماعة الإخوان، فإن مقاطعة تجارها وبضائعهم، أيًّا كانت هويتها، إلى جانب مقاطعتها سياسيًّا يقودها إلى العزلة والسقوط ثم الانهيار التام. والآن بعد أن «تمرّد» الشعب على هذه الجماعة المجرمة الفاجرة بالملايين، وأعلن الشعب بقيادة الشباب موعد 30 يونيو القادم لإسقاط نظام مرسى/مبارك والمرشد والإخوان للأبد، فإن التمرد على بضائعهم وتجارهم يكمل حلقة الانهيار الكامل لهذه الفئة الضالة التى تاجرت بالدين ووظّفته لحسابها السياسى، ومؤدى ذلك سقوطها التام. وقد سبق أن أعلن فريق من النشطاء عن قائمة بالشركات التجارية للإخوان وأنصارهم وأسماء محلاتهم وسلاسلها المختلفة، التى تستوجب مقاطعة التعامل الشعبى معها لإجبار هذه الجماعة ورموزها على الخضوع لإرادة الشعب، وقد أيّدتهم وما زلت، وأكتب اليوم داعمًا لهذا التوجه ومنبّهًا للآثار الإيجابية المتوقعة من وراء ذلك على الحركة الشعبية «تمرُّد».. فيا أيها الشعب العظيم تمرّد اقتصاديًّا كما تمرّدت سياسيًّا بالملايين تحقيقًا لانتصار الثورة. واعلم أنك صاحب الحق فى محاكمة هذه الجماعة الضالة عن المليارات التى يمتلكونها ومصادرها فى الوقت الذين يصرون على رشوة بعض الفئات الفقيرة بالزيت والسكر، كسبًا لأصواتهم، تحقيقًا للسيطرة على البلاد للأبد، وهم واهمون. فالشعب يقظ لشره وعطش السلطة الذى يسيطر عليهم. موعدنا فى 30 يونيو للخروج الشعبى الكبير لإخراج هؤلاء ومحاكمتهم على كل الجرائم التى ارتكبوها.. الثورة مستمرة وستنتصر بإذن الله، وما زال الحوار متّصلًا.