قام العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي المعروف باسم أمير الشهداء و قائد مجموعة الأشباح «المجموعة 39 قتال» والذي استشهد في 19 أكتوبر 1973 بأمر من إدارة المخابرات الحربية في اختيار العناصر الصالحة لتكوين المجموعة 39 قتال وقد اختار رأس النمر لتكون شعار المجموعة وأطلق عليها اسم الأشباح موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك لأنهم لا يتركون أي أثر لهم بعد انتهاء أي عملية و قاموا بتنفيذ أكثر من 91عملية علي العدو. ولقد ظلت هذه المجموعة تقاتل علي أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من أكتوبر وحتى نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان, من رأس شيطاني حتى العريش ومن شرم الشيخ حتى رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين الي ثلاث في اليوم بإيقاع أذهل مراقبي الاستخبارات الإسرائيلية لسرعتهم وعدم افتقادهم للقوه أو العزيمة رغم ضغوط العمليات. وقد هاجموا محطة بترول بلاعيم صباح 6 أكتوبر لتكون أول طلقة مصرية في عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من أكتوبر ثم رأس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من أكتوبر. ولقد كان للهجمات علي أبار البترول اثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية. ولقد تشرفت بلقاء احد أبطال المجموعة 39 قتال وهو أمين سر المجموعة والذي روي لنا أهم العمليات التي شارك بها. قام البطل ''سمير نوح'' بعد حصوله على دبلوم المدارس الصناعية عام 64/65 بالتقدم للتطوع بالقوات البحرية ليتحقق له حلم الانخراط بصفوف القوات المسلحة، لتبدأ رحلة صعوده إلى المجد والترقي داخل رتب القوات المسلحة، ومرت سنوات الدراسة والتدريب إلى أن تم اختياره للانضمام إلى صفوف الصاعقة. وحصل على فرقة الصاعقة البحرية عام 1966. في لقاء خاص معه أوضح لنا البطل أنة شارك خلال الحرب في حوالي 35 عملية من عمليات المجموعة خلال حرب الاستنزاف, والتي شملت عمليات إغارة على مواقع العدو الحصينة على ''خط بارليف''، وعمليات الكمائن ضد دوريات العدو والذي تم خلاله أسر أول أسير إسرائيلي وهو العريف ''يعقوب رونيه'' على الجبهة المصرية خلال حرب الاستنزاف. ، وهى العملية التي جن جنون القيادة الإسرائيلية من أجلها وطالب موشيه ديان بمحاكمة الكوماندوز المصريين الذين نفذوا هذه العملية. وأضاف أنه قد شارك في عمليات زرع ألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء، وعمليات استطلاع ورصد وتصوير المواقع الإسرائيلية تمهيداً لضربها، كما شارك في عمليات حرب أكتوبر 1973 بضرب مستودعات البترول في مناطق بلاعيم، وشراتيب، وضرب مطار الطور العسكري عدة مرات، ومهاجمة مواقع العدو ب''رأس محمد'' بالقرب من شرم الشيخ في أقصى جنوبسيناء مما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة. وعن كيفية التدريب علي عبور القناة أشار نوح الي ان التدريب كان يتم في النيل من ناحية القصر العيني.. وكنا نسبح ضد التيار.. علما ً بأن مياه النيل أثقل من المياه المالحة حتى نصل إلي الناحية الأخرى وبمجرد الوصول نعود مباشرة إلي الناحية الأخرى. ولعل من أهم العمليات التي شاركت بها كانت عمليه كرانتينة عيون موسي , فالمطلوب كان نسف السقالة التي يأتي عليها الإسرائيليون ومنعهم من إحضار الترفيه لجنودهم.. وقمنا بتلغيم المكان فانفجرت السقالة وصنعت نارا ً شديدة جدا ً وشاركت أيضا في عملية «الكمين» وكان معي فرقة المهندسين العسكريين. وكنت مكلفا بحمل ألغام مع الزعانف والسلاح والذخيرة. وكنت أنا وزميل لي نضع الألغام علي جانب الطريق. وكل منا جهز حفرة وانبطح فيها ممسكا ً برشاشه.. وفجأة مرت السيارات من على الألغام ولم تنفجر, ولذا قمنا بضرب الأر بي جيهات علي السيارات وأصبحت معركة. حينها قالت القوات الإسرائيلية أن من قام بهذه العملية أكثر من كتيبة, أما نحن فلم نكن نتعدى ثلاثة وعشرين فردا . ولعل من أهم العمليات التي افتخر بها عملية «التمساح» حيث قمنا بعبور القناة في حوالي الساعة التاسعة مساءً بالاتفاق مع الأب الروحي للمجموعة العميد مصطفى كمال وبدأ التعامل بتبادل إطلاق النيران بين المدفعية المصرية و الإسرائيلية أثناء ركوبنا و بداية تحرك اللنشات في المياه تجاه الموقع وظلت المدفعية تضرب حتى اتصل الشهيد إبراهيم الرفاعي بالعميد مصطفى كمال لإبلاغ المدفعية بوقف الضرب لخطورة ضرب المدفعية على الفرقة وقمنا بالنزول علي مسافة خمسين متراً يمين الموقع فقط وقامت كل مجموعة مثل خلية النحل بالتفرق نحو موقعها فالبطل أحمد رجائي عطية المسئول عن الدشمة الأولي وأنا ومحمد شاكر وهنيدي والجيزي والمجموعة الثانية علي نفس المنوال ومجموعة قطع الطريق صعدت لموقعها فصعدنا فوق الموقع و قمنا بالوقوف فوق الدشمة حتى نجد أحداً فلم نجد. واكتشفنا أن الإسرائيليين مختبئون داخل الخنادق لكن لحسن الحظ كان ضمن تجهيزنا قنابل دفاعية وهجومية. ولقد قمنا بتنفيذ العملية في ليلة ذكرى الأربعين لوفاة الشهيد عبد المنعم رياض يوم 19 أبريل لعام 1969 و ليس صبيحة استشهاده كما زعم البعض. وقمنا بالقضاء علي من تبقي وتم قتل 44 جندياً من جنود العدو بينما حصرنا أنا وهنيدي القتلى في موقعنا وكانوا 30 جندياً من جنود العدو وتم تفجير مخزن سلاح وآخر للوقود ودبابتين ومدرعة موجودة في المنطقة. جدير بالذكر ان الرائد سمير نوح قد حصل على عدد من الأوسمة والأنواط والنياشين منها نوط الجمهورية العسكري'' من الطبقة الثانية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ''عملية الكمين''، وأسر أول أسير علي الجبهة وحصل علي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس السادات. كما حصل علي نوط منظمة سيناء العربية عام 1975 من إدارة المخابرات الحربية فرع الخدمة الخاصة ''مج 35'' أثناء العمل مع مجاهدي سيناء وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة وميدالية أكتوبر والعبور من القوات المسلحة بالإضافة لعدد كبير من شهادات التقدير نظيراً لبطولاته. .