فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد والتى تجعلنا فى أمس الحاجة إلى تشجيع الاستثمارات المحلية، ودفع عجلة الإنتاج إلى الأمام .. يعطل الروتين الحكومى – كعادته- إقامة مشروعين لخدمة الأشخاص ذوى الإعاقة، المشروع الأول هو مجمع لتصنيع الأجهزة التعويضية يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط لتصنع الأجهزة محليا والقضاء على استيرادها من الخارج، والثانى « مجموعة الحياة للمعاقين» عبارة عن 8 أجهزة تعويضية حاصلة على براءة اختراع وجاهزة للتنفيذ. لذلك تناشد الصفحة السيد رئيس الجمهورية سرعة التدخل لإنقاذ هذين المشروعين بعد فشل محاولات عديدة مع الوزارات المختصة، وقبل هروبهما إلى دولة الإمارات التى تفاوض أصحاب المشروعات للسفر إليها وإقامة المشروعين هناك، لأنهما يمثلان تطورا حقيقيا لخدمة الأشخاص ذوى الإعاقة فى مصر. المشروع الأول: مجمع لتصنيع الأجهزة التعويضية جهز أحد الأشخاص ذوى الإعاقة مشروعا قوميا يعد الأول من نوعه فى مصر يتمثل فى إنشاء صرح لتصنيع أحدث الأجهزة التعويضية تحاكى مثيلتها فى الدول الأوروبية، ولكن الروتين الحكومى يهدد بقتل المشروع ويساعد على نقله إلى مدينة دبى بالامارات وذلك بسبب عدم تخصيص قطعة ارض فى مدينة العبور. يقول شريف ياسين - صاحب الفكرة: بداية التفكير لإنشاء المشروع كان نتيجة النقص الشديد لجميع الأجهزة التعويضية فى مصر مما يضطرنا إلى استيرادها من الخارج، وهذا المشروع فى حال تنفيذه سيقضى نهائيا على عملية اللجوء إلى الاستيراد، وسيكون 75% من العاملين فى المشروع من ذوى الإعاقة وهذا سيجعلهم شركاء فى تنمية الوطن وتفعيل مشاركتهم بحق فى العمل. ويضيف: سيتم بناء المشروع تحت مظلة شركة مساهمة كبرى تتضمن مجموعة شركات، أولاها شركة لاستيراد وتجميع وتصنيع أحدث الأجهزة التعويضية الخاصة بالأشخاص ذوى الإعاقة والتى تحاكى مثيلتها تماماً فى الدول الأوروبية، والشركة الثانية لتصنيع وسائل الإضاءة بتكنولوجيا LED الموفرة للطاقة والمتعددة الاستخدامات، وتكشف الدراسة أن استخدام كل مليون وحدة سيوفر 300 مليون دولار للدولة ومن الطاقة ما قيمته 50 ميجاوات هيرتز وهو ما يعادل محطتان كهرباء وهذا لو تم استخدامها فى المنازل فقط، وهذا سيقضى على مشكلة انقطاع الكهرباء فى مصر، والشركة الثالثة لصناعة السخان الشمسى وهو الاتجاه المستقبلى للسخانات بمعظم المنازل فى مصر التى تتمتع بمصدر شمسى لأكثر من 10 ساعات فى اليوم طوال العام، وسيطرح فى الأسواق بسعر السخان الكهربائى العادى، وتكشف الدراسة عن أن استخدام كل 33 ألف سخان شمسى سيوفر 300 مليون دولار للوطن. ويكمل: يعد هذا المشروع الذى عملت على دراسته مع رجل أعمال يعمل مهندسا وخبيرا بالامارات - الذى سيقوم بتمويل المشروع بشكل كامل - أملاً جديداً للمستقبل، والبدء فى التفكير نحو الإنتاج والتعمير داخل مصر، وقد تم التخطيط لهذا المشروع الذى سيتم بتمويله ذاتيا بمبلغ 28 مليون جنيه، وتمت دراسته على أعلى مستوى وإعداد دراسات الجدوى والخطة والرسومات الهندسية والماكيتات والمعدات الخاصة به وعقد البروتوكولات اللازمة مع كبرى الشركات العالمية التى تحتل المراكز الأولى فى المجالات الصناعية التى يستهدفها المشروع، لننشئ بذلك أكبر أول صرح من نوعه فى الشرق الأوسط. ويوضح: تقدمت لوزارة الاستثمار بطلب لتخصيص قطعة أرض فى مدينة العبور لتنفيذ المشروع، وهو المكان الذى أقيم فيه - حتى استطيع مباشرة العمل من خلال الكرسى المتحرك الذى استعين به فى تحركاتى - بالإضافة إلى قرب مدينة العبور من مختلف محافظات الجمهورية مما يؤدى إلى سهولة الوصول إلى مكان العمل بالنسبة للعاملين من ذوى الإعاقة أو بالنسبة للمتعاملين مع الشركات والمصانع التى سيحتويها هذا الصرح.. وحتى الآن أنتظر ردا من المسئولين فى الحكومة، ولكن إلى متى الانتظار؟!. ويختتم شريف حديثه قائلا: حبى لهذا البلد يمنعنى من إقامة المشروع بالخارج، لذلك أطالب السيد رئيس الجمهورية بالتدخل والاستجابة لتحقيق حلمى وحلم الملايين ذوى الإعاقة، وتخصيص قطعه أرض فى مدينة العبور بعد الاطلاع على دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع وفقاً لقانون الاستثمار رقم 8 لعام 1997.
المشروع الثانى:
اختراعات «مجموعة الحياة للمعاقين»
إجلال راضى
مى مجدى الحسينى فتاة مصرية مثل أى فتاة كان لها صديقة مقربة تربطها بها علاقة قوية, تعرضت لحادث أليم عام 2003 نتج عنه شلل رباعى .. هنا عاشت مى تفاصيل ومأساة صديقتها بكل جوانبها، وتألمت لألمها، وفكرت فى مساعدتها للتكيف مع حياتها الجديدة. تقول مى - حاصلة على ليسانس الحقوق عام 2003: بدأت رحلة البحث عن تفاصيل حياة ذوى الإعاقة والأجهزة التى يستخدمونها بداية من السرير والكرسى المتحرك وتناولهم الطعام وقضاء حاجتهم, فذهبت إلى الأماكن التى تباع بها الكراسى ووجدت أغلبها يتم استيراده من الخارج, وذهبت إلى مركز تأهيل طبى شهير وعلمت أن العلاج الطبيعى يأخذ وقتا طويلا، وتكاليفه باهظة والنتيجة تختلف من شخص لآخر تبعا لحالته النفسية ومدى استجابته, وهنا زاد إصرارى على خدمة هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم .. وتوصلت إلى اختراع أطلقت عليه «مجموعة الحياة للمعاقين «عبارة عن 8 أجهزة، الأول: سرير مكون من جزءين متحركين، جزء خلفى يشبه السرير العادى ومزود بمحركات تسمح بالتحرك لأعلى وأسفل ومن الخلف توجد سوستة حلزونية تسمح بالارتفاع والانخفاض عن طريق التحكم الآلى ببصمة الصوت أو العين، أما الجزء الأمامى فيحتوى على زلاجاتين مثبتتين على جانبى السرير الأيمن والأيسر وتسمحان بصعود وهبوط المقعد المتحرك كى تساعدان الشخص ذوى الإعاقة على صعوده وهبوطه على السرير بالمقعد، والثانى: الكرسى المتحرك، وهو مصنوع من مادة معدنية مقاومة لعوامل المجهود الثقيل ذات إطارات معدنية بعجلتين ومسندين كل مسند مزود بمنضدة تفرد وتثنى على جانب لتساعد الجالس على تناول الطعام، وبه من الأسفل قرص عجل دوار موصل بعمود حلزونى للصعود والهبوط والدوران حتى يتحرك الشخص بسهولة بدون مساعدة أحد، والجهاز الثالث: «التواليت» والذى يتكون من جزءين يساعد الشخص الذى لا يستطيع التحرك على قضاء حاجته دون مساعدة أحد، والرابع: «آلة طعام» على شكل صينية ذات دوائر مفرغة وبها عمود بداخله دوائر كهربائية لاستشعار الأوامر وأفرع ممتدة لتنفيذ الأوامر وبذلك يتمكن الشخص من تناول طعامه دون مساعدة أحد، والخامس: جهاز استحمام عبارة عن بدلة كاملة تشبه بدلة الغواص بها ثقوب من الداخل مثل المصفاة لتدفق المياه وسائل الاستحمام وبداخلها دائرتان لدخول وخروج المياه، والجهاز السادس: سيارة مصممة بطريقة تمكن ذوى الإعاقة من الصعود والنزول دون الحاجة إلى مساعدة، والسابع والثامن: يد وقدم كبدائل لفاقدى اليد والقدم وتعملان عن طريق جهاز استشعار يتلقى الأوامر وينفذها. وتضيف: تقدمت إلى مكتب براءات الاختراعات بأكاديمية البحث العلمى وقومت بتسجيل الاختراعات وحصلت على براءة اختراع باسمى، وبدأت رحلة البحث عن جهة تتولى تنفيذها، فتوجهت إلى المجلس القومى لشئون الإعاقة، وأعجب المسئولون بالأفكار، وتم ألحاقها بلجنة الإتاحة، ثم انتقلت إلى إدارة البحث العلمى والمشروعات وأخذت أبحث عن مهندسين يساعدوننى فى رسم ماكيت للاختراعات، وكلما وجدت من يساعدنى يكون رد المجلس الميزانية لا تسمح. وتختتم مى حديثها قائلة: تلقيت عرض من حاكم الشارقة فى دولة الٌإمارات، لأسافر إلى هناك ويتم تنفيذ المشروع، ولكن إيمانى وحبى لخدمة مصر جعلنى أطلب منهم أن يتم تنفيذ المشروع لصالح مصر، لذلك توجهت بخطاب إلى وزارة الدفاع والمشير عبد الفتاح السيسى بأن تتولى وزارة الإنتاج الحربى تنفيذ المشروع أو يتم السماح لى بالسفر إلى الإمارات ويتم تنفيذ المشروع ضمن تعاون مشترك بين البلدين حتى يستفيد منه ذوى الٌإعاقة فى مصر.