أعتقد أن هذا الاهتمام الزائد بمواصفات الرئيس القادم الذى تحلم به مصر بعد انطفاء رماد ودخان حرائق السنوات الثلاث العجاف الماضية ليس متعلقا بشخص الرئيس ومرجعيته الفكرية والاجتماعية والسياسية وإنما هو منطلق من جوف السؤال الأهم المتعلق بمستقبل ومصير هذا الوطن! ولأن شخصية الحاكم ودوره المركزى والمحورى فى تسيير شئون الدولة المصرية كانت دائما جزءا أصيلا من اهتمام الشعب المصرى منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم فإن هذا الاهتمام الراهن بمن سيحمل أختام الدولة المصرية أمانة بين يديه ليس سوى محاولات صادقة لاستكشاف المستقبل الذى يتطلع إليه الناس خاليا من الخوف والرعب والفزع ومؤمنا ضد الفقر والحاجة والعوز! إن البحث عن رئيس جديد لمرحلة جديدة فى تاريخ هذا الوطن يرتبط بأحلام الناس فى بناء قوة حقيقية تؤمن وحدة هذا الوطن وتضمن استقلالية قراره وتؤمن العيش الكريم لأهله وناسه. والحقيقة أننى لست من الذين يقبلون بمسمى مرشح «الضرورة» وإنما شأنى مثل كثيرين من أبناء هذا الوطن نحلم بالرئيس «المنقذ» لأن مستقبل مصر ومصيرها أكبر وأعمق من أن يرتبط بضرورات ظروف استثنائية أشبه بسحابة عابرة سوف تنقشع وتهطل بعدها أمطار الخير التى تحتاج إلى منقذ يجنبها مخاطر الغرق ويوفر لها آليات الاستثمار الأفضل لأى فيضانات قادمة! مصر تحتاج إلى رئيس واعد لا يخاطب ضرورات الأمر الواقع وإنما رئيس يستطيع أن يحلق فى سماوات الطموحات والأمانى المشروعة والممكنة مستفيدا من مناخ اليقظة الذى جسدته حركة الجماهير فى 30 يونيو لتجىء بعدها قرارات 3 يوليو التى منعت حدوث أى فراغ سياسى وأطلقت إشارة البدء باتجاه خارطة طريق ترسم ملامح مستقبل جديد لهذا الوطن! أتحدث عن رئيس قادر على استثمار قوة الدفع الهائلة التى فجرتها جماهير 30 يونيو للإسراع بمركبة القيادة صوب الأهداف المرجوة تحت مظلة الوعى والإدراك بسرعة الأحداث فى عصر ازدادت فيه حدة تعقيد وتشابك القضايا بدرجة يصعب معها الفصل بين ما هو محلى وما هو دولى وعالمي! خير الكلام: العلم وقود النجاح والجهل جرثومة الفشل.. وآفة الحياة الكسل ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله