هذا الجدل الدائر حول وجود أو عدم وجود مشروع للنهضة ينبغي أن يتعدل مساره إلي حوار مجتمعي حول كيفية بناء نهضة وطنية ترتفع بمصر إلي مستوي الأحلام والطموحات المشروعة. وبما يتفق مع ما لديها من طاقات بشرية وموارد ذاتية وعلاقات دولية. إن نهوض أي مجتمع لا يرتبط بوجود خطط بعينها, وإنما النهوض ينبع من تزاوج الوعي الشعبي مع الإرادة السياسية الناضجة تحت مظلة مشتركة من صدق الضمائر وطهارة الذمم والتوافق علي تغليب المصلحة العليا للوطن فوق أي مصالح حزبية أو فئوية! أتحدث عن الحاجة إلي نهوض مجتمعي ينطلق من صدق الرغبة باتجاه إعادة النظر في مفردات الثقافة المجتمعية وبما يؤدي إلي سرعة التخلص من كل الثقافات المريضة التي تتراوح بين الحقد علي الغير أو اليأس من الغد أو المبالغة في الإحساس بتضخم الذات عند البعض إلي حد الترويج الكاذب بأن القيادات البديلة قد انعدمت وأن الكفاءات الموهوبة لم يعد لها وجود! إن نهوض أي مجتمع يرتبط أساسا بمدي القدرة علي توفير الأجواء الكفيلة بضخ الكفاءات ومنحها الصلاحيات وحمايتها من الدسائس والمؤامرات التي تستهدف إحراق كل وجه جديد يطل علي ساحة العمل العام... ثم إن النهضة لا تتحقق بمجرد التمني وإنما تستلزم إصلاحا وظيفيا جذريا يضرب كل أشكال الشللية والمحسوبية والإقطاعيات الوظيفية ويؤدي إلي ترسيخ مؤسسية العمل تحت رقابة شفافة وصارمة تجهض الفساد قبل حدوثه. أتحدث عن إصلاح وظيفي ومعيشي يمثل قوة جذب للخبرات والكفاءات لأن الرواتب المجزية ليست فقط ضرورة مستحقة وإنما لأنها تمثل درع الحماية ضد الفساد والرشوة. خير الكلام: نحن نشعر بالسعادة عندما نفعل الخير باختيارنا! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله