من يقرر الدخول لمشاهدة فيلم أفريقي عليه أن يكون في حالة مزاجية رائعة تسمح له بالاستعداد لجرعة من المعاناة..فالقارة السوداء مازالت تعيش تحت وطأة الفقر والجهل والمرض. البعض يسعي لتقديم الواقع مهما يكن صادما لعل الآخرين ينتبهون والبعض الآخر يحاول تضميد الجراح أو اعطاء نظرة تفاؤلية لعل الآخرين يشجعونهم أكثر..هذا هو ملخص الأفلام العشرة التي تتناول قضايا أفريقية بمزيج من الألم والأمل عرضت خلال مهرجان نامور السينمائي الدولي للأفلام الفرانكوفونية واختصاره فيفFIFF في دورته ال28, ببلجيكا. ونظرا لارتباط الكونغوليين بالبلجيكيين بعد تاريخ من الاستعمار, فنجد الفيلم الوثائقي أطفال كينشاسي من انتاج بلجيكي فرنسي, الذي يستعرض البؤس التي يغرق فيه المواطنون ولا سيما الصغار في الكونغو الديمقراطية, فحتي لو كان للطفل أسرة ترعاه, نجد أن الأطفال يقضون وقتا طويلا في الشوارع عرضة لمخاطر عديدة, ولا يجدون أي تسلية سوي أن يغنوا ويرقصوا أحيانا اذا وجدوا أحدهم يعزف علي آلة بدائية أو ربما يصطحبهم لاستوديو للتسجيلات فتكون بمثابة رحلة ترفيهية رائعة, ونجد أحد هؤلاء الأطفال يقلد نجم البوب الأمريكي مايكل جاكسون.. وهؤلاء يعبرون عن الأمل بينما الألم تجسده الأم التي يقع عليها العبء الأكبر في تربية الأولاد. وهناك فيلم آخر مشابه له بعنوان كنشاسا بلد مهيب من انتاج بلجيكي كونغولي, ويمنحنا الفيلم نظرة تفاؤل علي مستقبل الكونغوليين, ومنهم من يعيش في عمارات وبيوت سكنية أكثر تطورا, والشرطة تقوم بدورها في القاء القبض علي الخارجين عن القانون لارساء الأمن, وحتي أن أحد تجار الأسلحة البيضاء قام بعمل قطعة فنية بالسكاكين فصنع قفص يتوسط المدينة وجاء التليفزيون لتصويره وتقديم تجربة للتخلي عن العنف, وبجانب الفن التشكيلي نجد كذلك الأغاني التي يحبها السكان.الفيلم الثالث من النوعية الوثائقية أيضا من انتاج بلجيكي ولا يبتعد عن الغناء, فيروي السيرة الذاتية لمغني الأوبرا الكونغولي سيرج كاكودجي بعنوان حلم كاكودجي وكيف سافر الي أوروبا للبحث عن النجاح.وتبدو الفنون عموما ملاذا للأفارقة, فهم يحبون الحياة برغم الظروف القاسية. بالاضافة للأفلام الأفريقية التي تعرض فكرة تداعب خيال الكثير من الأفارقة عن حلم السفر وايجاد فرصة في الغرب مثل الفيلم الروائي الطويل نجوم من انتاج فرنسي سنغالي عن قصة زوجة ترغب في اللحاق بزوجها وتدوراحداثه بين3 مدن وهي داكار الي نيو يورك عبر تورينو. والفيلم الروائي الطويل يام دامYamDam من انتاج بلجيكي, ويتناول قصة طبيب بيطري بلجيكي يقرر التواصل عبر شبكة الانترنت مع الشابات الأفريقيات اللائي يحلمن بالسفر الي الغرب من أجل حياة أفضل وفاز بجائزة أفضل فيلم بلجيكي, والفيلم الروائي الطويل بعنوان جريجري من انتاج فرنسي تشادي الذي يركز علي الأمل في بلاده فرغم مشاكله ووجود اعاقة في ساقه يحب الشاب التشادي جريجري ممارسة الرقص الذي يحبه! وفاز بجائزة أحسن تصوير, ويبرع مخرج الفيلم محمد صالح هارون في المزج بين الروائي والوثائقي.