انفض المولد كما نقول فى ثقافتنا.. ففى صباح اليوم التالى لحفل الختام كان عمال الشاحنات يفككون الديكورات وينقلونها على موعد فى العام المقبل.. وطوال المهرجان كنا نلمح عناوين الأفلام العربية المشاركة أو نقرأ قليلا عن قصتها نتشوق لمعرفة كيف سيعالجها طاقم العمل..فهى موضوعات بالغة الحساسية . وسنجد أيضا لحظات قليلة تدخل البهجة إلى قلوبنا فى «فيف» نامور السينمائي الدولي للأفلام الفرانكوفونية (الدول الناطقة بالفرنسية) الذى أقيم فى بلجيكا في دورته رقم 27، فى الفترة من 28 سبتمبر الماضى حتى 5 أكتوبر الجارى. وفى أمسية ممطرة على الطريقة الشمالية.. فاز فيلم «كل شخص فى عائلتنا» Everybody in our Family، إنتاج رومانى هولندى ومن إخراج رادو جود، بجائزة بايار الذهبية لأحسن فيلم روائى طويل، كما فاز بطل الفيلم سيربان بافلو، بجائزة أحسن ممثل والذى يتناول المشاكل الأسرية من خلال زوج مطلق. وفازت جميلة صحراوى، بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم « يما» Yema أى «يا أمى»، من إخراجها وإنتاج فرنسى جزائرى حول معاناة أم بعد مقتل ابنها وشكوكها حول ابنها الثانى أنه القاتل، وتدور الأحداث فى أجواء قاسية فى منطقة نائية. وفاز فيلم «يا خيل الله» Les Chevaux de Dieu إنتاج مغربى فرنسى بلجيكى مشترك ومن إخراج نبيل عيّوش، بجائزتين إحداهما خاصة من لجنة التحكيم والثانية من لجنة تحكيم الشباب، وذكر خاص لبطلى العمل الشقيقين عبد الإله وحكيم رشيد.بالإضافة لجوائز أخرى متنوعة، وهو بالفعل من أبرز الأفلام التى عرضت هذا العام. ألوان مصرية فيلم »السيدة العذراء والأقباط وأنا La Vierge,les coptes et moi « إنتاج مصرى فرنسى قطرى مشترك وإخراج نمير عبد المسيح، ويناقش قضية ظهورات السيدة مريم العذراء فى مناطق مختلفة من مصر، والتى أثارت جدلا واسعا ما بين مؤيد ومعارض، لكن فى نفس الوقت يتطرق لعلاقة المسيحيين والمسلمين ببعضهم بعضاً فى إطار فكاهى خفيف. وأكثر ما جذب الجمهور البلجيكى هى الألوان الصاخبة فى صعيد مصر والضوء الذى يملأ المكان ويفتقدونه بشدة فى بلادهم، البشرة البرونزية للمزارعين والخضرة الفاقعة لأفدنة. كذلك الفيلم القصيرBahari إنتاج مصرى، وإخراج أحمد الغنيمى، الذى يدور فى إطار عبثى عن المرجيحة التى يركبها الأطفال فى منطقة شعبية فى الإسكندرية، وتتمتع بزينة فولكلورية مدهشة، مما تثير خيال أحدهم فيقرر تصويرها، لكن ذلك لا يقابل برضا سكان المنطقة! عرب وأوروبييون شارك عدد من الأفلام المغاربية، والتى تعرض أحداث عنف حقيقية مثل «يا خيل الله» هو محاولة لإعادة قراءة تفجيرات مدينة «الدارالبيضاء» فى عام 2003 من زاوية أخرى، فيقترب من منفذى العملية ويتعرف على الظروف التى أدت بهم إلى ذلك! كذلك فيلم «التائب Le Repenti» إنتاج فرنسى جزائرى وإخراج مرزاق علواش، حول الشاب رشيد الإسلامى الجهادى الذى ينبذ العنف، ولكن هل سيستطيع أن يحيا حياة طبيعية بعد ذلك؟ وهى تعتبر خطوة جريئة فى مناقشة عالم الجهاديين وتوجيه نقد للحكومات.. والفيلم الوثائقى التونسى «لقد كان أفضل غدا» إنتاج تونسى، وإخراج هند بوجماعة، حول فترة ما بعد الثورة التونسية والمطالب الفئوية، وفيلم »بلد الحلم» الوثائقى من إنتاج فرنسى لبنانى وإخراج جيهان شعيب، وهو مستوحى من تجربتها الشخصية وقت الحرب الأهلية اللبنانية . وفيلم يجمع بين فكرتى الحياة فى أوروبا والاختلاف الثقافى وبين أحداث دامية جرت على أرض الواقع فى «جوال الدقيق Le Sac de Farine» إنتاج مغربى بلجيكى وإخراج خديجة لوكلير، حيث يتطرق لأحداث انتفاضة الجوع التى عرفت باسم «انتفاضة الأوباش» فى عام 1984. ويطرح فيلم »الامتناع Rengaine» إنتاج فرنسى وإخراج رشيد جيدانى قضية الزواج المختلط بين فتاة جزائرية وشاب أسود فى أوروبا، وفيلم »سينما إن شاء الله Cinema Inchallah» إنتاج بلجيكى ويدور حول مجموعة من الشباب المغاربى الهاوى للسينما ومناقشتهم لفكرة الحلال والحرام فى الفن.