في مفاجأة غير متوقعة شهدت بعض مدارس محافظة الغربية اختفاءا للطلاب عقب اجازة العيد وخاصة مدارس التعليم الثانوي العام, بالإضافة إلي المدارس الفنية الصناعية والتجارية, ما زالت خالية من الطلاب, والمدرسين أيضا حيث انصرف المدرسون, خاصة في مدارس التعليم الثانوي العام, إلي التفرغ لإعطاء الدروس الخصوصية, في نفس مواعيد المدرسة, في الوقت الذي يجلس بعض الطلاب علي المقاهي; انتظارا لموعد دروسهم الخصوصية, في حين يظل البعض الآخر نائما في البيت, حتي حلول موعد الدرس, وقد ذهب ولي أمره إلي عمله, مما جعل أولياء الأمور في حيرة من أمر التعليم في بلد, يسعي بعد ثورتين شعبيتين(25 يناير و30 يونيو) إلي إحراز تقدم علمي واقتصادي, بل والتطلع إلي الوقوف في مصاف الدول العظمي!!! ولكن هيهات, ولم يبق من الوزارة المسئولة عن التعليم في مصر إلا اسمها, ولم يعد هناك لا تربية ولا تعليم!! الأهرام رصد حالة الغياب المستمر للطلاب والمدرسين في مدرسة قطور الثانوية المشتركة التابعة لإدارة قطور التعليمية, والتي تعمل فترتين, إحداهما صباحية, مخصصة لطلاب وطالبات الصف الأول, وطالبات الصف الثاني, في حين تم تخصيص المرحلة المسائية لطلاب الصف الثاني, وطلاب وطالبات الصف الثالث( الذين لم يحضر منهم أحد حتي الآن), علما بأن المدرسة تضم نحو60 فصلا دراسيا, بكل منها( علي الورق فقط) نحو50 طالبا, بإجمالي3 آلاف طالب وطالبة, ويؤكد كثير من الطلاب واولياء الامور ان ظاهرة الغياب بالمدارس متكررة منذ بداية العام الدراسي وليس فقط عقب العيد, أحد الطلاب بالصف الثاني الثانوي( رفض ذكر اسمه حتي لا يصيبه أذي من إدارة المدرسة والمدرسين) يؤكد أن الفترة المسائية, التي تضم10 فصول للصف الثاني, لا يحضر بها إلا عدد قليل جدا من الطلاب, لا يتجاوز كثافة فصل واحد فقط; وذلك بسبب عدم حضور المدرسين, مشيرا إلي أن مواعيد الفترة المسائية تبدأ من الساعة12 ظهرا, ومن المفترض أن تستمر حتي الرابعة والنصف عصرا, إلا أنه منذ بدء الدراسة والعملية التعليمية غير منتظمة بهذه الفترة, حيث نخرج أو يتم إخراجنا, بعد حصتين علي الأكثر, مما أدي لغياب الطلاب, وجلوس البعض علي المقهي المقابل للمدرسة, انتظارا لمواعيد دروسهم الخصوصية في المنازل المحيطة بالمدرسة. ويشير إلي أنه لا توجد أدني رقابة علي عملية الدخول والخروج من المدرسة, مما قد يتسبب في دخول البلطجية أو المخربين, دون أن يسألهم أحد إلي أين يذهبون!! ويضيف أن طلاب وطالبات الصف الثالث لم يحضروا للمدرسة يوما واحدا منذ بداية الدراسة, ولعل ذلك يفسر ما قامت به المدرسة من جعلهم في الفترة المسائية!! ويؤكد محمد أحمد( ولي أمر) أنه علي الرغم من حرصه الشديد علي أن ينتظم ابنه في الدراسة من أول يوم; إيمانا منه بأهمية دور المدرسة في التربية والتعليم, إلا أنه يعاني كثيرا من عدم حرص إدارة المدرسة نفسها علي الانتظام والالتزام سواء من جانب الطلاب أو المدرسين علي السواء. ويضيف أنه اتصل بالسيدة فاطمة خضر, وكيلة وزارة التربية والتعليم بالغربية, علي هاتفها الشخصي, ليشكو لها حال مدرسة قطور الثانوية المشتركة, في الفترة المسائية, إلا أنه فوجئ برد مدير مكتبها, الذي أخبره أنه سيتم عمل اللازم, كما اتصل بمكتب اللواء محمد نعيم, محافظ الغربية, وكذلك مكتب وزير التربية التعليم, وحتي الآن لم يحدث أي شيء. ويتساءل: متي تنتظم الدراسة, وقد غاب المدرسون عن مدارسهم خلال الأسبوع الأول, مما أدي لغياب الطلاب أيضا؟ ويطالب بضرورة وجود المدرسين في مدرستهم, ومعاقبة الطلاب المتغيبين, بل وتغريم أولياء أمورهم ماديا, كما يطالب بتكثيف لجان المتابعة سواء من قبل مديرية التربية والتعليم, أو محافظ الغربية, أو وزارة التربية والتعليم نفسها, إذا كان هؤلاء المسئولون جادين حقا في تعليم أبنائنا في مدارسهم الحكومية التي تخرج فيها كبار رجال الدولة حاليا. ويختتم قائلا: إذا لم تقم المدرسة بدورها, فلا داعي لتخصيص الدولة ملايين بل مليارات الجنيهات لبناء مدارس جديدة.. ولتنتصر دولة الدروس الخصوصية علي دولة المؤسسات!!