لا أحد يعرف متي تنتهي.. لكن المؤكد أن تلاميذ المدارس دفعوا ثمن الأحداث السياسية التي شهدها الشارع المصري بالغياب الاضطراري خوفا من أي مخاطر ربما تلحق بهم, وفضل أولياء الأمور بقاء الأبناء في البيوت, وتراكمت الدروس, وصار التلاميذ في ورطة تكثيف المناهج وصعوبة الاستيعاب والاستسلام للدروس الخصوصية. يؤكد وليد إسماعيل مدير العلاقات العامة باحدي الهيئات الحكومية ومقيم بمدينة السادس من أكتوبر أنه رغم بعد الأحداث عن مقر إقامته ورغم حرصه علي انتظام ابنه الوحيد وهو في الصف الثالث الابتدائي بالذهاب إلي المدرسة إلا أن المحصلة في النهاية بالنسبة له واحدة خاصة مع تدهور مستوي التعليم الذي يحصل عليه ابنه وتحول المنزل إلي مدرسة بديلة, وأكد وليد أنه في حال شعوره بوجود أي خطورة علي ابنه بسبب التظاهرات فإنه وبالتأكيد لن يتردد في بقائه بالمنزل. ومن جانبها, أكدت داليا أحمد حسن ربة منزل ومقيمة بالتجمع الخامس أنه وبالرغم من أن المدرسة التي يدرس بها ابناؤها وهي مدرسة خاصة تقوم بإخطارهم تليفونيا بعدم الحضور لوجود إضطرابات أمنية فإنها أعربت عن اسفها لعدم وجود خطط بديلة من جانب وزارة التربية والتعليم تساعد المدارس والمدرسين علي مواجهة مشكلة تكدس المقررات الدراسية بشكل لا يثقل كاهل الطلاب في الفترات التي غابوا فيها عنها. كما أشارت إلي أن الاعتماد في الكثير من البيوت الآن بات بشكل أكبر علي الدروس الخصوصية والمذكرات والكتب الخارجية لسد الفجوة المعلوماتية لدي الطلاب. ومن ناحية أخري, أكدت ناظرة بالمرحلة الإبتدائية بإحدي المدارس الحكومية بمدينة نصر ان ظاهرة الغياب عن الدراسة تزيد بشكل ملحوظ خلال الأيام التي تشهد خروج مسيرات أو مظاهرات وبشكل خاص في مسار هذه المظاهرات وهو ما يدفع المدرسين إلي تكثيف المناهج في فترة زمنية قليلة وهو ما يجعل من الصعب علي الأطفال مواصلة حياتهم الدراسية والاستفادة من المقررات بالشكل المطلوب. وفي الوقت نفسه أشارت مدرسة العلوم للمرحلة الإعدادية بذات المدرسة إلي أن الاضطرابات السياسية تؤثر علي تحصيل التلاميذ مما يدفع أولياء الأمور إلي اللجوء إلي الدروس الخصوصية لتعويض مافات أبناؤهم وأوضحت أنها كمدرسة تحاول وبقدر الإمكان تجنب شرح مناهج جديدة خلال الفترة التي تشهد نسبة غياب مرتفعة وتحاول التركيز علي مراجعة الدروس السابقة. أما هالة وهي وكيلة إحدي المدارس بمصر الجديدة فأكدت أن ارتفاع نسبة الغياب بسبب الأحداث السياسية يوجد الكثير من المشكلات خاصة مع اقتراب موعد امتحانات نصف العام أهمها عدم امكانية التواصل مع الطلاب لتحديد المحذوف من المقررات الدراسية بالإضافة إلي تراجع المستوي الدراسي للطالب نتيجة تغيبه لفترات طويلة عن المدرسة وهو ما يجعل أولياء الأمور يرجعون هذا الفشل إلي المدرسة والمدرسين. وفي السياق ذاته, أكدت آلاء سالم وهي طالبة بالصف الثاني الثانوي بإحدي المدارس التجريبية في مدينة نصر أنها تحرص علي الذهاب إلي المدرسة حتي مع تصاعد حدة الأحداث السياسية مشيرة إلي أن ذلك يرجع إلي رغبتها في عدم إهدار الوقت دون جدوي خاصة أن المدرسين في مدرستها لايتوقفون عن شرح دروس جديدة كل يوم حتي لو كان عدد الحضور لايزيد علي طالب أو اثنين وأضافت أن المدرسة لاتوجد لديها أي خطة لمواجهة مثل هذه الظروف الطارئة.