في الوقت الذي تسعي فيه وزارة التربية والتعليم للقضاء علي الفترة المسائية بالمدارس تتجه بعض الإدارات التعليمية للتوسع في ذلك النظام دون مراعاة للسنوات التعليمية التي يتم التوسع فيها. الكثير من المدارس قامت بتخصيص الفترة الصباحية للبنات والمسائية للبنين مما أضر البنين في سنوات الشهادات حيث لا يجدون وقتا للمذاكرة ومراجعة دروسهم مما يضر بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب والطالبات. في البداية تري البنات أنهن من حقهن المطالبة بحمايتهن من البنين حيث ان المرحلة العمرية تفرض الحرص بين الجنسين كما انهن يتعرضن للمعاكسة والتحرش في الفترة المسائية ويمكن للبنين أن يتحملوا لأن بنيانهم يساعدهم علي ذلك ما دام لا توجد مدارس تكفي اعداد الطلاب وتسمح بأن يكونوا جميعا فترة صباحية. تقول دينا صبحي طالبة بالصف الثاني الثانوي بمدرسة الوراق الثانوية بنات انه بعد قرار الفصل وتحويلنا من الفصول المشتركة إلي الفترة الصباحية اختفي القلق والخوف الذي كان يلازمني بسبب وجود البنين معي في مدرستي وبالتالي تفرغت للانتباه لشرح الدروس.. وتؤكد مروة عبدالله طالبة بالصف الأول بنفس المدرسة ان وجود الطلاب الذكور بالمدرسة يسبب العديد من المشاكل كما اننا يمكن أن نكون عرضة للتحرش لذا فإن قرار الفصل إلي فترتين جاء لمصلحة الجميع. وتري هدير رمضان طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الزهراء الثانوية بنات بعين شمس انه لا يمكن أن تكون البنات فترة مسائية حيث ان المدرسة بعيدة عن محل اقامتنا كما ان وقت النهار بالشتاء قصير وخروجنا بالفترة المسائية فيه خطر علينا ويعرضنا للمعاكسات أو الخطف. تضيف رشا أحمد طالبة بالصف الأول تجاري خدمات بمدرسة البدرشين التجارية بنات ان وجود الطلاب معنا يؤدي للعديد من المشاجرات بينهم وبين الطلاب الابتدائي بالمدرسة المجاورة لنا بالإضافة لإمكانية وقوع حوادث تحرش لذا فإن قرار الفصل يريح الجميع. الطلاب رافضون وعلي الجانب الآخر فإن الطلاب خاصة طلاب الشهادات منهم يرفضون التمييز بينهم وبين البنات وتحويلهم إلي الفترة المسائية التي لا توفر لهم وقتا للمذاكرة ومراجعة دروسهم. يقول عادل ابراهيم ولي أمر طالب بمدرسة الوراق الثانوية المشتركة ان المدرسة منذ انشائها من عدة سنوات وهي بنين وبنات وكذلك الصف الأول في الفترة المسائية والصفان الثاني والثالث الفترة الصباحية وفجأة وبعد بداية العام الدراسي الحالي وانتظامه تم تحويل المدرسة لمدرستين بحيث البنات صباحي والبنين مسائي وبالتالي تعرض مستقبل البنين للضياع.. ويضيف محمود صابر طالب بنفس المدرسة ان البنين مثل البنات يحتاجون للمذاكرة وبعد أن أصبحنا مسائي لم يعد هناك وقت حيث ان موعد الانصراف الساعة 5.30 مساء والدروس الخصوصية تبدأ الساعة 6مساء وبالتالي لا يمكننا المذاكرة مع اننا ثانوية عامة مثلهن. ويري محمد علي طالب بالصف الثاني بالمدرسة أيضا ان مبني البنين منفصل عن مبني البنات وليس هناك داع للنقل مادام يوجد اشراف وتواجد أمني بالمدرسة كما انه يمكن التحرش بالبنات أو معاكستهن في أي مكان وليس كل البنين غير محترمين علما بأننا نقابل البنات وقت انصرافهن الذي يكون مع موعد دخولنا كما ان قرار الفصل تم من قبل المجلس المحلي بالمحافظة وليس وزارة التربية والتعليم فالناحية التعليمية لم تؤخذ في الاعتبار. ويؤكد أحمد سيد طالب بالصف الأول بالمدرسة بأنه لابد من إيجاد حل للظلم الواقع علي البنين بجعل الثانوية العامة لهم مساء وجعل الفترة الأولي للبنات صباحا حتي يكون هناك تكافؤ فرص.. ويوافقه في الرأي أحمد خالد طالب بالصف الثالث الثانوي حيث يؤكد ان تحويلهم للفترة المسائية يضر بمصلحتهم ومستقبلهم الدراسي حيث معدل المذاكرة يكاد يكون صفرا بسبب عدم توافر الوقت. يقول عبدالحليم توفيق ولي أمر طالب بمدرسة البدرشين الثانوية انه فوجيء بنقل البنين ومن ضمنهم نجله لمدرسة بمنطقة مزغونة وهي تبعد عن محل السكن عدة كيلو مترات مما يعد إرهاقا علي أولادنا. ويري عادل أحمد طالب بالمدرسة ان المعاكسات للبنات تحدث في كل مكان كما ان هناك شبابا يقفون أمام المدرسة أثناء خروج الطالبات وليسوا طلابا بالمدرسة ولا يتخذ أي إجراء ضدهم أما تحويل طلاب الشهادات الثانوية للفترة المسائية فهو الخطر الذي يضر بمستقبلهم!! ويشير خالد محمد طالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة الحرية الاعدادية بنين بعين شمس إلي ان المدرسة تحولت للفترة المسائية لنقل مدرسة الزهراء الثانوية بنات إلي مدرستنا لحين الانتهاء من بناء مدرستهم والضحية البنين رغم احتياجهم للمذاكرة. فالفترة المسائية تقضي علي مستقبلنا لصالح البنات.
