واصلت قوات الحماية المدنية بالقاهرة والأكثر من30 ساعة عمل متواصلة جهودها في عمليات اخماد وتبريد حريق محكمة جنوبالقاهرة بباب الخلق والذي اندلع أمس الأول, وتجددت النيران مساء أمس مما دفع اللواء سامي يوسف مدير الحماية المدنية بالقاهرة. في نشر القوات والدفع ب6 سيارات إطفاء وسلم هيدروليكي لتبريد النيران وحتي عصر أمس مازالت القوات تبذل جهودا مضنية للسيطرة وإخماد الدخان الكثيف, والذي غطي سماء المنطقة بالكامل بسبب احتواء المبني علي كمية كبيرة من الأخشاب والتي تغطي سقف المبني بالاضافة الي مادة البلاك والتي ساعدت علي انتشار ألسنة اللهب بكثافة وتجددها مرتين, مما واجه رجال الاطفاء والانقاذ صعوبة بالغة. في المقابل, اصيب بعض سكان العقارات المجاورة بحالات اختناق خاصة ضباط وأفراد مبني مديرية أمن القاهرة والملاصق لمبني المحكمة, في الوقت الذي اغلقت فيه المحلات أبوابها أمس الأول منذ اندلاع الحريق. في الوقت نفسه, تفقد الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة مساء أمس المبني, وقرر تشكيل لجنة هندسية لمعاينته وبيان مدي تأثر الانشاءات بالحريق وبالمياه, خاصة أن المبني يتكون من بدروم و3 طوابق علي حوائط حاملة وأسقف خشبية. من ناحية أخري, صرح اللواء جمال حلاوة نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة بأن كمية المياه الرهيبة والتي استخدمت في عمليات الاطفاء والتبريد أثرت علي المبني وتساقط أجزاء من جدرانه مما يعرضه الي السقوط والانهيار. وأضاف أن النيابة العامة بدأت تحقيقات موسعة لمعرفة أسباب الحريق, وأن الموظفين والعاملين بالمحكمة يقومون بنقل الأوراق والملفات والقضايا حاليا تحت حراسة الشرطة وأعضاء النيابة ووضعها في مكان آمن. وقد صرح مصدر قضائي بأن ملف مصر القضائي اتحرق تماما, وأن وزارة الداخلية هي المسئولة الأولي لاندلاع الحريق لكونها تقوم بتأمين المبني وحمايته. من ناحية أخري, فجر المستشار حمدي منصور المحامي العام الأول لنيابات وسط ال قاهرة مفاجأة بثت الطمأنينة في قلوب المواطنين, بأنه قام بنفسه بانتشال ملفات مهمة من بين أدراج مكتبه قبل أن تلتهمها ألسنة اللهب, كما تمكن من انقاذ عدد من قضايا الرأي العام, وأضاف أن القضايا التي التهمتها النيران جميعها قضايا أموال عامة وقضايا جنائية تتعلق بجرائم القتل والسرقة وغيرهما. في الوقت نفسه, واصلت نيابة جنوبالقاهرة الكلية باشراف المستشار طارق أبوزيد المحامي العام الأول تحقيقاتها في الحريق, حيث استعجلت النيابة المعمل الجنائي لاعداد تقرير يوضح أسباب الحريق وبدايته ونهايته. وكشفت المعاينة الأولية التي أجراها إسماعيل حفيظ رئيس النيابة الكلية عن أن الحريق بدأ في احدي غرف نيابة بولاق أبوالعلا من جهاز تكييف وبعدها انتشر في نيابات وسط القاهرة وحي باب الشعرية والنيابة الكلية ومكتب المحامي العام ثم امتد الي نيابتي منشية ناصر والجمالية والتهمت ألسنة اللهب النوافذ والأبواب وبعض القضايا. واستمع محمد غانم رئيس النيابة الكلية الي أقوال بعض الشهود وهم موظفة بنيابة غرب القاهرة, والتي أكدت أنها دأبت الحضور لعملها في الساعة السابعة صباحا بمجرد دخولها الي مكتبها سمعت صوت انفجار مدو, وبعدها بدأت ألسنة اللهب تتصاعد من نيابة بولاق أبوالعلا, وبعدها اتصلت بشرطة النجدة لابلاغهم بالحريق, كما استمعت الي أقوال قائد حرس المحكمة وعدد من المجندين وأكدوا أقوال الموظفة.