عم منصور المصري(55 سنة) يشكو من أن مهنة سواق الحنطور في طريقها للاندثار فبعد أن كانت عربات الحنطور تملأ الميادين في الزمن الجميل ليستمتع الناس بنزهة العصاري علي الكورنيش. وكانت أجدع زفة في الإسكندرية هي زفة الحناطير لولاد الباشوات, تلاشت أعداد الحناطير,وبات أصحابها تحت رحمة شرطة المرافق التي تطاردهم في كل وقت مما يعرض الخيول الي الكثير من الحوادث, بالإضافة الي رفض منح التراخيص لأصحاب هذه المهنة الجميلة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ المدينة, كل هذا أدي الي عزوف الكثيرين عن ممارسة هذه المهنة التي هجرها أصحابها, بالإضافة الي غلاء تصنيع عربة الحنطور التي قد تصل الي بضعة آلاف من الجنيهات بدون سعر الحصان الذي يستلزم الكثير من النفقات ما بين تغذية ورعاية صحية وتوفير مكان آمن للإقامة مما قد يفوق إمكانيات صاحبه. زمان: كان لهذه المهنة عائلات تتوارثها تتركز في المناطق الشعبية, ولها مواقف خاصة في الميادين الكبري مثل ميدان محطة الرمل ومحطة مصر, وكانت هناك تسعيرة للركوب تبدأ من3 صاغ وحتي خمسه عشر صاغا لزيارة القلعة والمرسي أبو العباس والحي اليوناني ومحطة مصر وكان كل سائق حنطور ملزم بوضع التسعيرة في مكان بارز ليراها الركاب. وكان الحنطور هو وسيلة الانتقال الأكثر انتشارا في مصر حتي بدايات القرن الماضي وهذا ما تؤكده الوثيقة التي بين أيدينا وهي عبارة عن رخصة عربة ركوب صادرة عن- نظارة أو وزارة الداخلية رقم147 بتاريخ16 أبريل1898 بإسم أم النصر بنت سالم وصناعتها معلمة أو ريسة وهي مولودة في منطقة المسلة بمديرية الإسكندرية قسم العطارين والمقصود بمنطقة المسلة هي المكان الذي كان يوجد به مسلة كليوباترا علي شاطئ البحر في محطة الرمل حاليا وقد أعطيت لها هذه الرخصة لأجل تشغيل هنتور لف بجوز خيول حتي أربعة أنفار بمعني أنه تصريح لتشغيل حنطور يمكنه اللف في شوارع المدينة ويتسع لركوب أربعة أشخاص... الله علي مصر زمان.