أكثر من 1000 سائق حنطور ببني سويف يعيشون في معاناة حقيقية بعد ان قاربت مهنتهم علي الاندثار كغيرها من المهن القديمة مثل صانعي الطرابيش ومكوجي الرجل والفوانيس البلدي خاصة في ظل عزوف المواطنين علي ركوب الحناطير ولجوئهم الي التاكسي واخيراً "التوك توك" بمدن ببا والفشن وبني سويف والتي تتركز فيها عربات الحنطور. "روزاليوسف" التقت بسائقي الحناطير لرصد المشاكل العديدة التي باتت تواجههم في الآونة الأخيرة. زكريا جوهر "من اصحاب الحناطير بالفشن" يقول انه متزوج ويعول 5 ابناء بجانب والدته واشقائه الخمسة وبدأ العمل علي الحنطور منذ اكثر من 30 عاماً عندما كان وسيلة مواصلات الاغنياء مشيراً إلي أنه بعد ظهور التاكسي انخفض الاقبال علي ركوب الحناطير ثم اختفي نهائياً عقب انتشار مركبات "التوك توك" في القري مما ادي الي القضاء علي مصدر رزقه وعدم قدرته علي الوفاء بإلتزاماته والانفاق علي اولاده واشقائه. ويضيف قرني جحرود "من سائقي الحنطور" ان هناك عائلات بأكملها تعمل في مجال الحنطور ففي مركز ببا يوجد اكثر من 350 حنطوراًً وفي الفشن يصل عددهم إلي 150 حنطوراً اما مدينة بني سويف فيعمل بها 600 حنطور لافتاً الي ان هناك عائلات تمتلك عشرات الحناطير ومنها عائلات بو جبل وولاد عيد قرني وموسي حيث تمتلك العائلة الواحدة اكثر من 25 حنطوراً. ويشير ياسر شلبي "صاحب حنطور" إلي أنه بالرغم من انعدام دخل اصحاب الحناطير وحصولهم علي التراخيص من ادارات المرور إلا أن الوحدات المحلية تصر علي مطاردتهم وتحصيل مبالغ مالية منهم خاصة في ظل عدم تخصيص موقف لعرباتهم حيث تقوم بسحب الحصان وتحصيل 10 جنيهات كرسوم عن كل يوم يقضيه الحصان في اسطبل الوحدة ليصل اجمالي ما يسدده اصحاب الحناطير في حالة الوقوف بالاماكن غير المخصصة لهم الي 300 جنيه شهرياً هذا بالاضافة إلي توقف عرباتهم عن العمل. ويوضح احمد خليفة "من سائقي الحناطير" ان العاملين بالمهنة يعيشون في حالة يرثي لها ويقيمون في حجرات صغيرة بمنازل مشتركة مشيراً الي ان البعض منهم اضطر الي الاستدانة لسداد باقي اقساط الحناطير. ويلفت محمد حسني "صاحب حنطور" الي ان المحافظة وعدت اصحاب الحناطير بتخصيص اكشاك لهم ليعملوا بها ويتركوا المهنة بعد ان اصبحت مهددة بالاندثار إلا ان هذه الوعود لم تتحقق حتي الآن.