اكتب لكم لضيقي الشديد بما حدث خلال ال7 أشهر الماضية, فأنا مواطن مصري دون اتجاهات حزبية أو سياسية أو عقائدية معينة. وأنا لم اشعر في يوم من الأيام بالفخر والسعادة بأني مصري إلا عندما زرت ميدان التحرير عدة مرات أيام الثورة المجيدة وحتي ازاحة الرئيس السابق المخلوع؟ لقد انفض رجال الثورة بعد خطاب التنحي دون تحقيق أي من أهدافها, وفوضوا أو تركوا تحقيق المطالب للمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. واليوم وخلال الأسابيع الماضية, نجد هجوما علي المجلس من مختلف الطوائف لعدم تحقيق تلك الأهداف وعدم وجود جدول زمني محدد لتسلم السلطة. وكما هي كالعادة فنحن دائما نلقي اخطاءنا علي الغير ونعيش نظرية المؤامرة, هل نظر رجال وشباب الثورة والطوائف السياسية إلي أنفسهم قبل اتهام المجلس. للننظر ماحدث بعد التنحي: انسلخ بعد الثورة فصيل مهم الإخوان المسلمين ذهبوا يتمسحون بالمجلس العسكري للحصول علي مكاسب مستقلة سياسية وهمية لا أساس لها دون وجود دستور دائم للبلاد. اما باقي الفصائل فاتجهت إلي تكوين احزاب سياسية للحصول بها علي مقاعد بمجلس شعب غير معروف هويته الكل يريد جزءا من الكعكة بالرغم من عدم نضوجها, وقامت بعض الشخصيات السياسية البارزة بإعلان ترشيحها للرئاسة, ولا ادري علي أي اساس يتحدثون دون وجود خطوط واضحة ودستور دائم للبلاد وكيف يتحدثون عن الترشيح وهناك احتمالات ألا يكون هناك رئيس جمهورية بالانتخاب في حالة إقرار النظام البرلماني في الحكم وكيف يتحدثون عن الترشيح ولم يفتح باب الترشيح ولايوجد موعد للانتخابات. إني أري أن كل ماحدث من رجال الثورة عبث بمقدرات البلاد وإذا كانت النيات الحسنة من الطرفين الثوار والمجلس لكان حدث مايلي وهو لم يحدث فدعنا نتحدث عنه كحلم كنا نتمناه ومن حقنا ان نحلم: تتضامن جميع القوي السياسية والمجلس علي تعيين100 شخص يوم15 فبراير مثلا لوضع دستور دائم للبلاد وهذا يستغرق علي الأكثر شهرا. انتخاب رئيس جمهورية في خلال شهرين. انتخاب مجلس شعب في خلال3 أشهر. وهذا الحلم ان كان تحقق لكانت مصر اليوم في حالة استقرار تام امني واقتصادي وسياسي اما باقي الشعب أو مايطلق عليه الاغلبية الصامتة فوقفت موقف المتفرج علي الأحداث وهم يعانون الآن معاناة شديدة مقصودة أو غير مقصودة من انفلات أمني وتدن اقتصادي جعل الكثير منهم أو بعضهم يترحم علي ايام مبارك وبدأ الشعب المصري تظهر عليه مايطلق عليه عقدة ستوكهولم وهي حالة نفسية معروفة. ان شعبنا بمساندة القوات المسلحة الذي قام بأجمل ثورة في التاريخ الحديث نسي دماء الشهداء الشباب الذين ضحوا بزهرة شبابهم من قتل وتشويه في سبيل غرض نبيل:عدالة,حرية,كرامة دون أي مسعي لهدف ذاتي مالي أو سياسي. وأنا لضيقي الشديد وانقباض صدري لما حدث للأسف أري ان شعبنا وانا منهم لايستحق دماء هؤلاء الضحايا ولايستحقون الثورة وكان يكفيهم حكم الرئيس السابق. افيقوا أو سندفن جميعا.. الثورة التي لاتحقق كل اهدافها تدفن ابناءها. وتحيا مصر أستاذ بكلية طب جامعة القاهرة المزيد من مقالات منجى عبد القادر