وكيلة الشيوخ تطالب بإزالة عقبات تطبيق النسب الدستورية في موازنة التعليم العالي    أكاديمية الشرطة تنظم ورشة عمل مشتركة مع الشرطة الإيطالية لتدريب الكوادر الأفريقية على مكافحة الهجرة غير الشرعية    الوادي الجديد تبدأ تنفيذ برنامج "الجيوماتكس" بمشاركة طلاب آداب جامعة حلوان    هيئة تمويل العلوم تُعلن عن فتح باب التقدم لمنحة سفر شباب الباحثين    وزير التموين: توريد 900 ألف طن قمح محلي حتى الآن    إسكان النواب توافق على موازنة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي    «إكسترا نيوز» تبرز ملف «الوطن» بشأن افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية    «معلومات الوزراء»: ألمانيا والصين الأكثر إصدارا للسندات الخضراء    توافق سعودي أمريكي حول ضرورة وقف إطلاق النار في غزة    الرئيس السيسي يستقبل رئيس البوسنة والهرسك في قصر الاتحادية    بسبب حرب غزة| طلاب الجامعات في واشنطن ينادون بتغييرات في العلاقات مع إسرائيل    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    الزمالك: الفوز على الأهلي ببطولتين.. ومكافأة إضافية للاعبين بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية    مباراتان في الدوري وتأجيل مثلهما.. ماذا ينتظر الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية؟    عامر حسين: لماذا الناس تعايرنا بسبب الدوري؟.. وانظروا إلى البريميرليج    ضبط خريج شريعة وقانون يمارس مهنة طبيب أسنان في المنوفية    إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم على طريق جمصة بالدقهلية    جامعة كفر الشيخ تنظم حملة للتوعية الأسرية والمجتمعية    الضحية أقوى من الجلاد.. أبو الغيط يهنئ الفلسطيني باسم الخندقي على فوزه بالبوكر    جهود مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة    دراسة تكشف العلاقة بين زيادة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم    التعاون الاقتصادي وحرب غزة يتصدران مباحثات السيسي ورئيس البوسنة والهرسك بالاتحادية    المشاط: تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري يدعم النمو الشامل والتنمية المستدامة    9 مايو أخر موعد لتلقي طلبات استثناء المطاعم السياحية من تطبيق الحد الأدنى للأجور    عبد الواحد السيد يكشف سبب احتفال مصطفى شلبي ضد دريمز    برشلونة أبرزها.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    تطور عاجل في مفاوضات تجديد عقد علي معلول مع الأهلي    البحوث الإسلامية يعقد ندوة مجلة الأزهر حول تفعيل صيغ الاستثمار الإنتاجي في الواقع المعاصر    الأنبا بشارة يشارك في صلاة ليلة الاثنين بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري    إصابة عامل بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    موعد إعلان أرقام جلوس الصف الثالث الثانوي 2023 -2024 والجدول    احالة 373 محضرًا حررتها الرقابة على المخابز والأسواق للنيابة العامة بالدقهلية    أمن القاهرة يضبط عاطلان لقيامهما بسرقة متعلقات المواطنين بأسلوب "الخطف"    ولع في الشقة .. رجل ينتقم من زوجته لسبب مثير بالمقطم    محافظ المنوفية يستقبل رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية    أسوشيتد برس: وفد إسرائيلي يصل إلى مصر قريبا لإجراء مفاوضات مع حماس    منهم فنانة عربية .. ننشر أسماء لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائى فى دورته ال77    «ماستر كلاس» محمد حفظي بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.. اليوم    مؤسسة أبو العينين الخيرية و«خريجي الأزهر» يكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين.. صور    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    بحضور وزير الخارجية الأسبق.. إعلام شبين الكوم يحتفل ب عيد تحرير سيناء    «الرعاية الصحية» تشارك بمؤتمر هيمس 2024 في دبي    خلي بالك.. جمال شعبان يحذر أصحاب الأمراض المزمنة من تناول الفسيخ    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    خسائر جديدة في عيار 21 الآن.. تراجع سعر الذهب اليوم الإثنين 29-4-2024 محليًا وعالميًا    تعرف على الجناح المصري في معرض أبو ظبي للكتاب    أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على طلاقها من أحمد العوضي    من هي هدى الناظر زوجة مصطفى شعبان؟.. جندي مجهول في حياة عمرو دياب لمدة 11 سنة    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    مصرع عامل وإصابة آخرين في انهيار جدار بسوهاج    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    "استمتع بالطعم الرائع: طريقة تحضير أيس كريم الفانيليا في المنزل"    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    بايدن: إسرائيل غير قادرة على إخلاء مليون فلسطيني من رفح بأمان    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نمسك بملامحنا في ظل غياب استراتيجية للجمع الميداني؟
صورة المرأة في التراث والمأثور الشعبي المصري
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 04 - 2016

يمكن القول بداية إن أية دراسة متعلقة بموضوع المرأة في المأثور والتراث الشعبي تعد عملا شائكا قد يوقع حتي الباحث المحترف في لجة اللاعلمية، خاصة مع عدم وجود عمليات جمع ميداني Fieldwork تتم وفق استراتيجية متبناة يعكف عليها مجموعة من الباحثين والجامعين الميدانيين، فضلا عن قلة الدراسات المكتبية disk work المتصلة بهذا الموضوع، وجمع عناصره المتنوعة من خلال العودة إلي ينابيع التراث العربي، وإعادة رؤيته من خلال علمي الفولكلور والأنثروبولوجية، فالجمع الميداني للمأثور الشعبي، إلي جانب قراءة التراث سيمكننا من رؤية المشهد في صورة شبه مكتملة لنعاين صورة المرأة من خلال عناصر الثقافة الشعبية .
إن المرأة في الثقافة الشعبية، أو بالأحري صورتها من خلال هذه الثقافة ليست مجرد مفردة أو مجموعة من المفردات بلا ظلال ممتدة ومتجذرة، إنما تشكل موضوعا متسعا يستعصي علي دراسة واحدة الإلمام به، حيث تشع بظلالها علي عناصر الثقافة الشعبية وتصنيفاتها كافة (القيم، التصورات والمعتقدات الخبرات والمعارف العادات والتقاليد الفنون: قولية، حركية، تشكيلية، درامية، تشكيل المادة ) إضافة إلي ما يتعالق بكل واحدة منها من تصنيفات تتسع وتضيق حسب نوع التصنيف ووجهته، من هنا يمكننا التأكيد علي عدة نقاط مهمة:
إن جمع عناصر المأثور والتراث الشعبي أصبح ضرورة علمية واجتماعية خاصة في ظل هيمنة وسائل الاتصال الحديثة، وسعي الشركات متعددة الجنسيات عبر بعض الباحثين إلي جمع هذه المواد، وإعادة تصديرها لنا مرة أخري في أشكال أكثر إبهارا من خلال وسائطها التي لم نمتلك معظمها بعد، وإن امتلكناها قمنا بتشغيلها كوسائط للرفاهية والمتعة، وهو ما يتيح لها محاربتنا بالسلبي منها من خلال تمكينه، والمساعدة علي نموه، واستثمار الإيجابي من خلال توظيفه واستلهامه بشكل موجه .
إنه بالرغم من الجمع الميداني الذي تم عبر سنوات من خلال الأجيال المتعاقبة في هذا الحقل العلمي لعناصر التراث والمأثور الشعبي فيما يتصل بموضوع المرأة إلا أن ما تم جمعه لا تحكمه سلسلة ممتدة تربط هذه العناصر جماليا واجتماعيا ، فجمع الأغنية الشعبية وحدها يحتاج إلي مجموعة عمل خاصة Team workوأن الأغنية ، تتضمن عدة عناصر (شعرية موسيقية حركية إلخ ) يحتاج كل واحد منها إلي باحث متخصص لتكتمل الجهود البحثية مؤدية إلي دراسة علمية حقيقية ، فما بالنا بعناصر الثقافة الشعبية التي تتداخل عناصرها بشكل لا يمكن فصل أجزاءه إلا للدراسة وحسب .
آن الأوان لتكاتف كل الأيادي وكل المؤسسات للقيام بمسح شامل لعناصر المأثور الشعبي ، خاصة ما يتعلق بالمرأة بوصفها حاملة للتراث ومنتجة له، ومتلقية أيضا ، وذلك اعتمادا علي الباحثين المحترفين ، الباحثين الهواة ، الجمع بالمراسلة ، إنشاء جمعيات أهلية للجمع الميداني ، تكليف تلاميذ المدارس الابتدائية بجمع العناصر الشعبية المتصلة بهم ، ودراسة ما تبثه فيهم من وعي .
من هنا فإن الكلام عن عناصر المأثور الشعبي المتعلقة بالمرأة وتحليلها قبل أن يتم جمعها جمعا علميا منظما يعد نوعا من العبث ، أو لنقل دربا من التأمل في الفراغ ، وبالتالي فإن تصنيف هذه العناصر سيكون منقوصا لأنه جاء معتمدا علي مادة لم يكتمل جمعها ، أو علي وجه أكثر دقة سيخضع لما تم جمعه ، وبالتالي لن يقبل عناصر جديدة قد يتم جمعها في أوقات تالية ، لذا فقد تعددت التصنيفات وتضاربت حتي إنها أدخلت محبي الثقافة الشعبية في تيه مظلم .
ولأن الحال سيظل هكذا طالما لا توجد استراتيجية للجمع الميداني يعتريه النقصان وتكلله الجهود الفردية ، وليس الكلام عن عدم وجود تصنيف علمي يعتمد علي الجمع الميداني يعني أنني امتلك عدة تصنيفية و تحليلية تستطيع أن تقيل هذا الاعتوار من مكمنه الراسخ منذ زمن بعيد ، لكنني أحاول هنا تقديم تصنيف لنوع واحد من أنواع الأدب الشعبي الذي يندرج تحت جنس الثقافة الشعبية وهو (شعر الغناء الشعبي) وجميع تصنيفاته تتعلق بالمرأة طفلة، ثم صبية ، ثم شابة ، ثم امرأة ، كذلك فمنها ما تغنيه أو تؤديه المرأة ، ومنها ما يُؤدي لها ، ومنها ما يؤدي أو يغني عنها ، كما أن هذا التصنيف سيطرح مدي مشاركة المرأة في إنتاج وأداء وتلقي هذه النصوص مقارنة بعالم الرجل .
واختيارنا لمصطلح "شعر الغناء الشعبي" يعد أكثر دقة ، لأننا بإزاء دراسة عنصر واحد هو "العنصر اللغوي " مشكلا ، وإن كنت أعترف أن دراسة النص الشعري الشعبي دون ملحقاته تعد بالتأكيد دراسة ناقصة ، خاصة أننا لم نعتمد اعتمادا كليا علي النصوص المجموعة ميدانيا وحسب، وإنما اعتمدنا أيضا علي المدون منها ، كذلك التراثي ، إضافة إلي قيام بعض الجامعين بجمع بعضها من أماكن متفرقات ، فضلا عن عدم درايتنا دراية المتخصص بعنصر أساس ، وهو (الموسيقي) الذي يشكل مع النص اللغوي ما يمكن أن نسميه "الأغنية الشعبية" ، فاللحن في بعض الأحيان يضيف الكثير إلي كلمات النص ، فيزيد من تأثيرها ويعمقه ، والنص إذا سمع مغني بالطريقة التي يؤديه بها المغني ، فإنه يكتسب دلالات قد تفتح أفقه في منطقة أعمق من تناول عنصر بعينه.
التصنيف المقترح لعنصر واحد
الثقافة الشعبية الفولكلور
أولا الشعر المؤدي غناء.
(1) شعر الغناء الشعبي المتعلق بالطفل.
يعد الشعر الشعبي أحد أنواع الأدب الأدب الشعبي ، وقد اقترحنا له ثلاثة أقسام هي : شعر الغناء الشعبي الذي يؤديه الطفل/ الطفلة - شعر الغناء الشعبي الذي يؤدي للطفل - شعر الغناء الشعبي عن الطفل، ويضم القسم الأول : نصوص عامة ، وتحتها تأتي التصنيفات التالية: عن الأشخاص - عن الحيوانات والطيور - عن الكُتِّاب والمدرسة ، ثم نصوص المناسبات التي يندرج تحتها عدة تصنيفات هي : عن الحصاد- عن المطر - عن رمضان- عن العيدين ، ثم نأتي للنصوص الشعرية المتعلقة بالألعاب لتضم نصوص : الأولاد - البنات - النصوص المشتركة بينهما، أما القسم الثاني فيضم أشعار الميلاد : عامة- ميلاد البنت - ميلاد الولد ، ثم يأتي فرع التهنين والهدهدة الذي يضم : التنويم - التدليل والملاعبة- الترقيص- الفطام - الذهاب للكُتَّاب - في الحكايات، بينما يأتي القسم الثالث ليشمل كل ما يتعلق بالطفل/ الطفلة في الأنواع الشعرية الشعبية كافة (السير- المواويل-شعر الغناء الشعبي الذي يؤدي أثناء الحمل إلخ ) لكنها لا تؤدي له مباشرة، ولا يؤديها بنفسه.
(2) شعر الغناء الشعبي المرتبط بالزواج .
ويضم هذا التصنيف عددا من العناصر منها : الخطبة - الشبكة- الحنة- تزيين وتجميل - العروس- حلاقة العريس - الدخلة - الاستحمام - الصباحية -
(3) الشعر الشعبي المتصل بالمناسبات الدينية والأعياد.
ويشتمل هذا النوع من الشعر علي : شعر
الغناء الشعبي المرتبط بجماعات الطرق الصوفية.
الأذكار في مجلس الذكر- أغاني الذكر - القصص والقصائد الدينية- أغاني الموالد - المشايخ و الأولياء - والقديسين- أغاني المولد النبوي (تتضمن غناء قصص السيرة النبوية)- الأغاني الكنسية- المدائح النبوية- الابتهالات- التخمير (يشمل التخمير في الحضرة)- أغاني الزار- أغاني الأعياد والاحتفالات- أغاني عيد الفطر - أغاني عيد الأضحي - أغاني الإسراء والمعراج- أغاني رمضان (بالفوانيس)- أغاني التسحير (في شهر رمضان)- أغاني الحج ( ذهابا وإيابا)- أغاني رأس السنة الهجرية- أغاني التقديس - الذهاب إلي التقديس(الذهاب للقدس) ويندر العثور علي رواة لها بعد انقطاع هذه الرحلة وتشمل: أغاني الذهاب والتوديع - أغاني العودة والاستقبال)- أغاني الأعياد المسيحية- أغاني عاشوراء- أغاني شم النسيم - أغاني خسوف القمر وكسوف الشمس.
(4)الشعر الشعبي المتصل بالعمل.
الصيد- الحرث والحصاد والجني - سقاية الإبل - أعمال البناء - نشل المياه من الآبار .
رعي الإبل - حداء الإبل- طحن الغلال (الرحايه)- الخبيز... إلخ .
(5) الشعر الشعبي المتعلق بالفرجة والرقص.
الأراجوز- خيال الظل- القرداتي- الأدباتية والمضحكين- المواوي- كف العرب (الكفافه)-
السحجة- الدحية - الأوكل (رقصة الحمامة: بالرطانة /لغة البجا) - الهوسسيت (السيف: بالرطانة /لغة البجا)- الدونيب (الدندنة: بالرطانة /لغة البجا)، وما يستجد من تصنيفات في البيئات المصرية علي تعددها وتعدد فنونها .
(6) الشعر الشعبي المتصل بالموت (العديد / المراثي الشعبية).
الموت غرقا - الموت محترقا- موت كبير السن - موت البنت - موت الزوجة - موت الابن البكري ... إلي آخر التصنيفات حسب الجنس والعمر ونوع الميتة.
ثانيا: الشعر المؤدي إلقاء (الشعر الشعبي).
(وتشترك معظم هذه الأنواع في كونها تغني أيضا، لكنها تكتسب شعريتها من خلال بنائها الذي يعد بناء مستقلا، ويمكن أن يؤدي دون غناء) ومنها : المجرودة - الشتاوة- قول الأجواد - التقدير- الحداء- الشباهة - العلم- القصدان (الواحات البحرية) - الدوبيت / هابيت (وهي المرادف بالرطانة لمفردة دوبيت)- شكر الإبل - شكر البنات - النبذ - الجنزير - نعناع الجنينه - فن الواو - المربع - الدوبيت - الموال (تصنيف حسب شكل عدد شطرات الموال)- الموال الرباعي - الموال الخماسي / الأعرج - الموال السباعي / الزهيري / النعماني - موال 13 زهرة / غصن - موال 19 زهرة غصن الموال المردوف - الموال ، فضلا عن تصنيف حسب عدد مضمون الموال، ويختلف الرواة فيما بينهم في هذا التصنيف)- الموال الأبيض الموال الأخضر الموال الأحمر - البلاليق.
ثالثا : الشعر الشعبي الذي يتخلل الأعمال النثرية (السير - الحواديت القصص ... إلخ) ونعني به كل الأشكال الشعرية التي تتضمن الأشكال السردية والحكائية الشعبية من مواويل وأغان)، لمزيد من التعرف علي تصانيف العناصر الشعبية يمكن مراجعة مكنز الفولكلور د. مصطفي جاد ، ولأننا لا نرغب في الوقوع في بعض المحاذير التي أشرنا إلي بعضها سابقا ، خاصة مع تعدد التصنيفات التي تندرج تحت موضوع متسع هو "المرأة" ، إضافة إلي تعدد السياقات والمناسبات التي تؤدي فيها "الأغنية الشعبية" لذا فقد آثرنا أن نختار ما يتعلق بعناصر الأدب الشعبي (السردي الشعري ) لمكاشفة صورة المرأة من خلال المخيلة الشعبية.
من هنا ينبغي التأكيد علي دور الوعي علي حد تعبير عبد الحميد حواس في كتابه أوراق في الثقافة الشعبية - لأن إهماله والتسليم بتغيره الآلي يعرضنا لمخاطر استمرار السلبي منه، لذا فمن المهم فحص مظاهر الوعي القائم وفرزها وتبين آليات عملها ، وحسن تفهم طبيعتها ووظائفها حتي يمكننا تنشيط الإيجابي منها وفتح آفاقه والارتقاء به متجاوزا المعوقات التي تكف عمله أو تلجم فاعليته ، وفي هذا الإطار جري الاهتمام بصور الوعي الاجتماعي للمرأة ، وفحص طبيعته وشروطه ، سعيا نحو فهم عيني أعمق لتعامل رشيد مع مكونات هذا الوعي ومقولاته ، وفي هذا السياق يحتل الاهتمام بمكونات الثقافة القائمة موقعا مركزيا في درس مظاهر الوعي الاجتماعي ، فالنتاج الثقافي ، وضمنه بالتأكيد النتاج الأدبي الشعبي يمثل حجر الزاوية في وعي الأفراد والفئات والاجتماعات الاجتماعية ، كما أن الأدب الشعبي يمثل التعبير العميق الذي يشكل مجري نهر الوعي ، بل ومياهه ، فالشعر الشعبي بما يحمل من أبنية ومن تشكيلات تمتزج بصور الوعي الاجتماعي وبرؤي منتجيه ومتلقيه ، كذلك فإن هذا الوعي يلتبس بوعي الدارس وكيفية إدراكه ، وما يحمله هو الآخر من قيم وتصورات ، لذلك يبدو من الطبيعي ظهور التعدد في الرؤي والمعالجات التي تتناول موضوع المرأة في التراث والمأثور الشعبي .
إن أية دراسة جادة ينبغي أن تعاين تصنيف النوع الواحد حتي تتمكن من القراءة المدققة ، فالقراءة الحقة يجدر بها أن تستهدف الهدم ؛ هدم السلبي ، بعيدا عن السعي للترميم والمدارة ، فما يستحق أن يبقي في الذاكرة الشعبية سيبقي وما ستطوله عجلة التغير المتسارعة التي لا راد لها سيذوي ويتلاشي أو يتخذ صورا جديدة ، أما مسألة الحفاظ أو الوقوف في وجه التغيرات التي تطرأ علي هذه المأثورات فهي ليست مرهونة بيد الدارسين ، ولكن تحكمها ظروف مجتمعية متشابكة ، فالعبرة ينبغي أن تقاس بمدي التقدم الذي يحرزه حملة هذا المأثور في السلم الحضاري ، من هنا يكون الهدف هو التأكيد علي القيم الموجبة وترسيخها أو بكشف القيم السالبة وتركها للموات لأنها تعرقل بالفعل أية محاولات للتحديث ، وهذا الدور هو علي ما أعتقد مهمة رئيسة لأية دراسة ، إذ لا ينبغي أن نتحول إلي مجرد حالات فولكلورية كما يقول د. فارس خضر ، في كتابه ميراث الأسي ، لذا لا ينبغي أن نعزو مظاهر التخلف في القري المصرية إلي توجهات الساسة وإهمال الأنظمة المتعاقبة وحسب ، ولكن علينا أن نعترف بأن كثيرا من حمولة المأثور الشعبي وبالتبعية حملته ينضح بالقيم الضاغطة علي الوعي ، هذه القيم تلعب دورا رئيسا في ترسيخ بعض عناصر التخلف ، غير أن غالبية الباحثين درجوا علي الاكتفاء بتناول الجانب البهيج بما يحمل من إيجابيات وجماليات لهذه المأثورات ، معتبرين وجود بعض القيم الفاسدة أمرا هينا يمكن التغاضي عنه أو تناسيه.
إن التراث والمأثور الشعبي زاخم بعناصر حية وفاعلة وتكتنز بداخلها من القيم ما يسمح لها ولنا أن نسعي لها، والتحصن بالجانب المضيء منها ، لأنه جزء حيوي من خصوصيتنا الثقافية وهويتنا ، وفي نفس الوقت لا يجب أن ندير ظهورنا لما يحرزه العلم من قفزات ، وما تنعم به البشرية من تقدم يحفظ إنسانية الإنسان ويحقق حلمه في أن يعيش حياة كريمة ، والراجح أن الدراسات الإنسانية تنشط كلما شعر الإنسان بأخطار بالغة تتهدد خصوصيته الثقافية ، فكأن محاولة الكشف عن الجذور هي إحدي آليات الدفاع والمقاومة ضد الغزو والانتهاك للمقومات الأساسية للهوية ، الأمر الذي يؤكده د. فارس خضر في ميراث الأسي .
إن البحث عن مفردة في تراثنا ومأثورنا الشعبي بمثابة اللعبة الخطرة ، لأنها قد توقع الباحث في خضم بحر واسع متلاطم الأمواج دون الوصول إلي بر يأمن إليه ، لكن علي قدر الخطورة تكمن المتعة حينما تتكشف العلاقات التي تجتذبها تلك المفردة في عادة أو تقليد، أو حين تذوب في أغنية شعبية لتأتي صراحة أو ضمنا ،وهل "المرأة" مجرد مفردة علي الواحد تتبعها ، أم عالم كامل له تعينه وأيقونته ، أم هو عالم تتعالق به مجموعة من الحقول الفولكلورية (عادات تقاليد أمثال أشعار شعبية صناعات وحرف شعبية ة إلخ ) وإذا تتبعنا ما يتعلق بهذه المفردة التي تفتح أفقا بحثيا مهما متصلا بدورة الحياة بداية بالميلاد مرورا بالزواج والحياة وانتهاء بالموت سنجد أنفسنا أما سردايب سحيقة بحاجة إلي فك غموضها ،وبحاجة أيضا إلي سنوات طويلة بعمق هذه السراديب ... (يتبع).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.