قال لى أعيشُ فى عذابْ والحظُ أغلق فى وجهى كلَ الأبوابْ قتلتنى من أحببتها ورأت أن قتلى صوابْ خاننى الصديقُ والقريبُ والفقيرُ ليس له أحبابْ يصفعنى الحزنُ ويرمينى تحت أقدامِ الذئابْ ويشقُ اليأسُ شرايينى فأغرقُ فى دمّى المنسابْ وأحب الخيرَ للعالمِ ولست بحسودٍ أو كذابْ فأشفقَ قلبى عليه وأعطيتهُ من حبى بلا حسابْ وساندتهُ بمالى فقالَ رأيت الدنيا بعد الضبابْ اتخذته كأخٍ لى حين يفرحُ أفرحُ وحين يصابُ أصابْ أطعمتهُ من طعامى وألبسته من ثيابى وذللتُ له الصعابْ وحين عبسَ الزمانُ بوجهى والزمانُ ذو انقلابْ رأيتُ غدرَهُ يسقطُ على كمئاتِ الحرابْ وكأنّ جبالاً من القسوةِ سقطتْ على قلبى فذابْ ووفاؤهُ الذى كان كالورودِ اضمحلَ وأصبحَ كالسرابْ إن رأنى يديرُ وجهِهُ وإن تكلمَ عنى طعنَ وعابْ والعشرةُ التى كانت بيننا ككنوزِ سليمانَ صارت ترابْ فهل هذا جزاءُ الخيرِ يا من تعيشَ بشريعةِ الغابْ إنك لم تعدْ إنساناً أنت من الثعالبِ والذئابْ إن الوفاءَ قليلٌ فى الدنيا ونوادرُ فى حياتنا الأصحابْ