أقام النشاط الثقافى بدار الأوبرا المصرية الجمعة الماضية أمسية ثقافية سينمائية للفيلم التسجيلى "أنا سعيد جداً لدرجة أننى سألعب الجولف" سيناريو وإخراج سامح إسطفانوس وقد امتلأ المسرح الصغير عن آخره بالمشاهدين من المتخصصين والمهتمين بالفن السينمائى، وكان الحضور بالفعل لافتاً، وقبل عرض الفيلم ألقى كل من د. خالد عودة العالم الجيولوجى ود. عادل بشاى، كلمة قصيرة عن المخاطر التى تواجه مصر فيما يخص أزمة المياه. وقد حشد المخرج سامح إسطفانوس كل طاقات فريق العمل لصنع فيلم مؤثراً بحق يطرح به موضوعاً فى غاية الأهمية والقوة، ذلك كان سبباً فى أن يستغرق أكثر من عامين فى صنع الفيلم، أما الندوة التى أعقبت عرض الفيلم وأدارها الناقد الكبير د. رفيق الصبان الذى قال فى بداية الندوة: أنا فخور بهذا الفيلم وهذه هى المرة الثانية التى أشاهده فيها بنفس القدر من المتعة والانفعال، ويتميز الفيلم بما تتميز به السينما التسجيلية من صفة "الصدمة"، بالفعل فإن الفيلم صادم بشكل عنيف فى موضوعه وفكرته ومعالجته وأسلوب إخراجه الاحترافى العالى وهذا ليس غريباً لأن السينما يجب أن تكون صادمة للجمهور خصوصاً إذا كانت سينما تسجيلية. أما مدير التصوير محمود عبد السميع فقد أشاد بالفيلم وقال: أرى أن المخرج الواعد سامح إسطفانوس يسير على درب المخرج الراحل حسام على، ذلك الفنان الذى كان يختار موضوعات قوية ومهمة ومؤثرة لكافة قطاعات الجمهور، لذلك أنا فخور أن جيل المخرجين الجدد مثل سامح يحمل هماً وفكراً، يستطيع التعبير عن الاحتياجات الملحة للرجل البسيط ويتطرق إلى موضوعات قوية تهم وتؤثر فى المجتمع، وأن الدولة بكل مؤسساتها نائمة فى العسل ولا تلتفت لفقراء شعبها واحتياجاتهم، هذا الفيلم هو كما قال د. رفيق إنه صدمة بكل معانى الكلمة، لذلك أتمنى أن تصحو الحكومة وتكتشف حال الحياة فى مصر. وحضرت أيضا الفنانة آثار الحكيم التى قالت: الفيلم رائع وأثر فى تأثيرا كبيرا وانفعلت بكل إللى شفتها على مدار مدة العرض، وسامح مخرج متمكن جداً، وأنا فخورة وسعيدة إن المخرجين الجدد بيفكروا فى البلد بالشكل ده وأتمنى أن فيلم سامح يتعرض فى كل مكان وكل شارع فى مصر. أما الناقد طارق الشناوى فقال: الحقيقة إن سامح فاجأنى جداً بهذا الفيلم، وكنت متعجباً من عنوان الفيلم قبل المجئ للمشاهدة ولم أكن أتوقع أن العنوان الساخر الطويل يخفى وراءه موضوعا هاما جداً وإنسانيا للغاية ومؤلما إلى حد بعيد، أما عن النجم محمود حميدة الذى شارك فى الفيلم كضيف شرف بأدائه الرائع والمؤثر لقصيدة شديدة الجمال فقد توقعت خلال المشاهدة أن تكون من تأليف فؤاد حداد وذلك لمعرفتى السابقة بارتباط حميدة بأشعاره ولم أكن أعرف أن مؤلفها هو أحمد حداد، لكن يعاب على الفيلم التطويل الواضح لذلك كان يمكن اختصار قليل من زمن الفيلم. الناقد ياقوت سعيد أشاد بالفيلم وقال: الفكرة والموضوع عبقرى بحق، والمونتاج المتوازى كان رائعاً وكذلك المؤثرات البصرية، شدنى كثيراً مشهد سقوط كرة الجولف فى المياه ومشهد لعب الأطفال البلى فى الحارة حيث عبر المخرج بهذا المشهد عن انحيازه لهؤلاء الفقراء والمطحونين.. فى الحقيقة فإن الفيلم يبشر بمخرج مهم وكبير. أما الد. خالد عودة (العالم الجيولوجى فقد أكد على أنه قد انبهر بالمستوى الرائع للفيلم فى طرح الموضوع، وطريقة الإخراج وكل العناصر الفنية السينمائية وقال: لا أخجل عندما أعلن لكم أننى خلال المشاهدة دمعت عيناى من شدة التأثر وبراعة المخرج الكبيرة فى التأثير، وأؤكد لكم أن مدة الفيلم التى قاربت ساعة هى أبلغ تعبير عما يهمنا جميعاً بمعنى أنه يمكنك عن طريق فن السينما خلال ساعة واحدة أن تقول وتعبر وتؤثر فى الناس أكثر من آلاف الخطب على منابر المساجد، أشكر المخرج الواعد سامح إسطفانوس على الفيلم وشرفت بمشاركتى فى بعض المشاهد العلمية داخل سياق الأحداث، وسيكون هذا الفيلم هو بداية لتعاونى مع المخرج فى إبداع أفلام أخرى تحكى موضوعات شديدة الأهمية . وعلى الجانب الآخر فقد تحدث د. حفنى (مدير أحد ملاعب الجولف) معبراً عن إعجابه الشديد بالفيلم واستمتاعه به ورغبته فى مشاهدته مرة أخرى، لكنه قال إن به كثيرا من المفاهيم الخاطئة عن لعبة الجولف حيث إن المياه المستخدمة فى الرى هى إما مياه البحر المحلاة أو مياه الصرف الصحى المعالجة وأن لعبة الجولف ليست هى السبب فى نقص المياه عن الفقراء إضافة إلى أن الإهدار موجود فى نواح أخرى كثيرة، وما يجهله الكثيرون أن هناك دولا نهضت اقتصادياً عن طريق لعبة الجولف، وفى حقيقة الأمر أن بالفيلم استخفافا بالرياضة وبلعبة الجولف كما طلب أستاذ هشام حسين وهو أحد لاعبى الجولف بإصرار شديد أن يعبر عن رأيه مما أثار حفيظة كل الحضور، حيث هاجم الفيلم ومخرجه وقال إن الفيلم فيه مبالغة وحقد شديدان، وأن المخرج سامح إسطفانوس استخدم فن السينما فى عمل "شعللة" وغرضه غير جميل بالمرة، وأنه يتحتم عليه الاعتذار عن صنع هذا الفيلم وصنع فيلم آخر يعتذر به عن إساءته للعبة الجولف البريئة تماماً من كل هذه الإدعاءات. غاب الفنان محمود حميدة عن حضور الحفل بسبب ظرف طارئ قبل الموعد بساعتين، وحضر جمع كبير من السينمائيين ومنهم النجمة آثار الحكيم والناقد طارق الشناوى والمخرج الكبير على بدرخان ومدير التصوير محمود عبد السميع والناقد ياقوت سعيد والمخرج د. خالد بهجت ومدير التصوير سمير فرج والمخرجة د. مها الشناوى والمخرجة د. سعاد شوقى والمخرج تامر السعيد ود. عمرو عبد السميع ود. خالد توحيد والمخرج د. عادل يحيى ود. أشرف توفيق ومدير التصوير سامح سليم والفنان هشام إسماعيل والناقد السينمائى إمام عمر - والمفكر السياسى كمال زاخر وعدد من المسئولين فى الاتحاد الأوروبى والمجلس العربى للمياه.