سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القصة الكاملة لتنافس 130 مطبعة بمناقصة الكتاب المدرسى.. المطابع الحكومية والقومية قررت المقاطعة وتراجعت بعد ضغوط من "الشورى" حتى لا يحرج الوزير.. والمطابع الخاصة اضطرت للمشاركة خشية فوات الفرصة
أنهت وزارة التربية والتعليم أمس سجالا استمر أسبوعا كاملا بينها وبين أصحاب المطابع الخاصة وممثلى المطابع الحكومية ومطابع الصحف القومية، بعد أن تقدمت 130 مطبعة بعرضها المالى والفنى للوزارة ودفعت تأمين المناقصة على حد تأكيد المهندس عدلى القزاز مستشار وزير التربية والتعليم، وذلك رغم المظاهرة التى نظمها اتحاد العمال المستقل أمام الباب الخارجى لوزارة التعليم، ونددوا فيها بحكم الإخوان وقطع الأرزاق، وهو الأمر الذى دفع الوزارة للاستعانة بسيارة أمن مركزى وقفت أمام قصر الأميرة فائقة الذى يضم مكاتب الوزير وكبار القيادات لتأمينها ضد أى أعمال عنف متوقعة. المناقصة بدأت فى الواحدة ظهرا بحضور مندوب عن مجلس الدولة، وبعد أن استدعى أحمد المصرى رئيس قطاع الكتب اثنين من عمال أمن الوزارة لحمل صندوق كبير يحمل 130 مظروفا تتضمن عروض المطابع التى تقدمت للفوز بكعكة الكتاب المدرسى للعام الدراسى 2013_ 2014 والتى تعقد بنظام المناقصة العامة لأول مرة بعد سنوات من العمل بنظام الممارسة المحدودة، والذى كان يسمح بتقسيم العمل بين المطابع الحكومية "الأميرية والشرطة والجيش ودار الكتب والوثائق القومية"، ومطابع الصحف القومية "الأهرام وأخبار اليوم وروز اليوسف والجمهورية وغيرها" والمطابع الخاصة، ليقتسم الجميع مكاسب المناقصة والتى تقدر قيمتها ب250 مليون جنيه. المناقصة عقدت وبمشاركة عدد كبير من المطابع، رغم قرار غرفة الطباعة باتحاد الصناعات مقاطعتها بعد اتفاق 90 مطبعة فى اجتماع عام عقد الخميس الماضى على ذلك وبمباركة خالد عبده رئيس غرفة الطباعة ونائبه إسلام عنانى، والذى هدد بمحاصرة الوزارة بمظاهرات تضم عمال المطابع الذين سيتأثرون من جراء حرمان مطابعهم الصغيرة من المشاركة فى المناقصة هذا العام، وهو القرار الذى حظى بموافقة الصحف القومية أيضا، إلا أن قرار المهندس سعد حمدان رئيس الهيئة العامة للمطابع الأميرية بالمشاركة فى المناقصة أثار جدلا كبيرا بين أصحاب المطابع الصغيرة بعد الإعلان عنه فى اجتماع الخميس أيضا. وعلى الرغم من قرار الصحف القومية بمقاطعة المناقصة، إلا أن اجتماعا عقد أول أمس السبت بمقر الوزارة بممثلى الصحف القومية ورؤساء مجالس إداراتها مع المهندس عدلى القزاز مستشار وزير التربية والتعليم، كشف عن تراجع الصحف القومية عن قرارها، وهو الأمر الذى فسره خالد عبده رئيس غرفة الطباعة بوجود ضغوط سياسية مارسها مجلس الشورى على الصحف القومية التى يشرف عليها وفقا لقانون الصحافة، من أجل المشاركة بالمناقصة، وحتى لا يحرج وزير التعليم أمام الرأى العام باعتبار الكتاب المدرسى قضية أمن قومى وضمانة لاستقرار العام الدراسى. مشاركة الصحف القومية بالمناقصة، بالإضافة إلى المطابع الأميرية والشرطة والجيش دفع أصحاب المطابع الخاصة للمشاركة بالمناقصة خشية فوات الفرصة عليهم، مما دفع ما يقرب من 84 مطبعة خاصة لتقديم عروضها المالية والفنية أمس، إلا أن الوزارة فتحت المظاريف الفنية فقط بحضور أصحاب المطابع وأعلنت عن تفاصيلها، على أن يتم عقد جلسة مماثلة بعد عشرة أيام لفتح مظاريف العروض المالية واختيار المطابع التى قدمت أفضل العروض.