ستيفن سبيلبرج يحقق حلم طفولته من خلال الفيلم.. ودانيال داى لويس فى الطريق للأوسكار الثالثة وصلت إيرادات الفيلم السينمائى الأجنبى lincoln للمخرج ستيفن سبيلبرج إلى 250 مليون دولار أمريكى، والذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية المصرية والعالمية أيضا، ويلقى نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرين، وتم ترشيحه ل12 جائزة أوسكار منها أفضل ممثل وممثلة وأفضل إخراج، حيث يرصد حياة إبراهام لينكولن، الرئيس الأمريكى السادس عشر الذى كانت فترة رئاسته غير عادية ومليئة بالحروب السياسية، والمعارك الحربية وانفصال وانقسام البلد، لكنه استطاع أن ينهى كل هذا قبل أن تنتهى حياته. ويركز الفيلم على أن فترة رئاسة لينكولن كانت 4 سنوات فقط، لكنه غير خلالها تاريخ الشعب الأمريكى وحول العبيد إلى أحرار وجعل من ذوى البشرة السمراء مواطنين، فالفيلم يغوص فى أعماق حياة لينكولن الخاصة ليتعرف الجمهور على وجه مختلف وجديد لشخصية أسطورية، يصوغها المخرج ستيفن سبيلبرج. ويدعو الفيلم الجماهير مباشرة إلى قلب وروح إنجازات لينكولن الأخيرة، مركزا على أنه شاب أمريكى عادى تم انتخابه عام 1860 رئيساً للولايات المتحدة، على أساس برنامج يعارض توسيع العبودية إلى الغرب الأمريكى وهو الموقف الذى عجل بانفصال الولايات الجنوبية عن الاتحاد، حيث انفصلت 11 ولاية وأعلنت تكوين دولة مستقلة سميت بالولايات الكونفدرالية الأمريكية، ورفض لينكولن قبول الانفصال وخاض حرباً شرسة ضد الجنوب للحفاظ على الاتحاد وإلغاء الرق فى الولاياتالمتحدة، ولكن تم اغتياله برصاصة فى عام 1865 بعد وقت قصير من استسلام الجنوب. وفكرة تقديم فيلم عن لينكولن تظهر الجانب الإنسانى عن قرب فى أحلك الأوقات السياسية، كانت تشغل المخرج ستيفن سبيلبيرج منذ الطفولة، منذ ذلك الحين كان يقرأ عن لينكولن وصار على نحو متزايد متأكداً أن حياة الرئيس الأمريكى السابق حافلة بالأحداث بشكل مكثف ويشمل مئات القصص التى لا تصلح أن تقدم سينمائياً فقط بل وتظل على صلة بكل عصر تقدم فيه. استغرق سبيلبرج وكاتب السيناريو تونى كوشنر الذى سبق وأن تعاون مع سبيلبيرج فى فيلم Munich، عقداً من الزمن لإيجاد القصة المناسبة ليقولاها عن لينكولن، والطريقة التى يريدان أن يعرضا بها هذه القصة، وعندما فعلا ذلك، كان من المدهش أن القصة تناولت أشهر قليلة جداً فى حياة لينكولن القوية، وتلك الأشهر القليلة تلقى الضوء على جوهر الرجل، باعتباره عبقرية سياسية، ورب أسرة، والأهم من ذلك كله كمدافع شجاع عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. يقدم شخصية لينكولن الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين دانيال داى لويس والمرشح حالياً للأوسكار عن هذا الدور بعد أن حصل عن أدائه على جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل درامى، حيث اختاره سبيلبيرج خصيصا لهذا الدور لأنه يعتقد أن دانيال يفهم شخصية لينكولن جيداً على كل المستويات، بينما يقول دانيال عن التعاون مع سبيلبيرج "إنه مخرج منفتح جداً، وهو أفضل شىء يمكن أن يحدث لأى ممثل أن يعمل مع عقلية منفتحة بهذا الشكل، بجانب إحساسه القوى الذى يعد مزيجاً رائعاً مع ثقته الشديدة فى نفسه وثقته فى طاقات كل من حوله". بينما تجسد النجمة سالى فيلد دور السيدة مارى زوجة لينكولن لتستطيع أن تجعل من هذه الشخصية الأسطورية زوجة وأم حقيقية فى خضم فترة صعبة يواجهها زواجها، وتؤكد المنتجة كاثلين كينيدى أن سالى بالفعل استطاعت أن تجلب مارى إلى الشاشة وتظهر معاناتها ودعمها لزوجها طوال الوقت، وقامت سالى بقراءة العديد من الكتب وقامت بالكثير من البحث عن المعلومات التى تتعلق بشخصية مارى كإنسانة واجتمعت بالعديد من المؤرخين وجامعى المذكرات وذهبت فى كل مكان لتجمع أكبر قدر من تفاصيل حياة مارى.