ينظر بعض الآباء إلى الاعتذار لأبنائهم، أنه سلوك يقلل من هيبتهم أمام أولادهم، فيلجئون إلى حيل أخرى للاعتذار، فيعطى أحدهم لأولاده هدية أو بعض المال، كنوع من المصالحة أو يلجأ إلى "الطبطبة" ولكنهم جميعاً لا يتفوهون أبداً بكلمة "آسف". على عكس الرأى السائد بأن الاعتذار يقلل من هيبة الآباء ترى دكتورة سلوى عبد الباقى أستاذ علم النفس الاجتماعى بكلية التربية جامعة حلوان، أن اعتذار الأب يجعل الابن يحاكى سلوك الأب فيعتذر عندما يخطئ. فالطفل يتوحد مع أفعال الأب والأم ويحاول تقليدهم، وتؤكد أن اعتذار الوالدين يضيف لهم نوعاً من المصداقية وينفى عنهم الازدواجية التى تربك الابن، الذى يجد والديه يعاقبانه على خطأ وفى ذات الوقت يرتكبان نفس الخطأ. فى حين أن عدم اعتذار الآباء يمثل بداية لعدد من الانحرافات السلوكية لدى الأطفال الذين ينشأون على عدم الاعتذار، وبالتالى عدم احترام قواعد وقوانين المجتمع فى الستقبل. وترى أن صورة الأب "السيد عبد الجواد" الذى يخاف منه أولاده ولايحترمونه غير مطلوبة، فيجب أن يفهم الأولاد أن الآباء يخطئون ويفشلون فيقتنعوا أن الفشل ليس نهاية المطاف. "ثقافتنا مشبعة بالأوامر والمرعوبية الاجتماعية بالطاعة، فى حين يتم تجاهل تربية الأطفال على أسلوب المناقشة والتفكير"أضافت دكتورة سلوى مطالبة بضرورة إفساح المجال أمام الأبناء للتمرد الإيجابى الذى ينشط ملكات الإبداع عند الأطفال. وتؤكد دكتورة إيمان سند مدرس بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، أن الاعتذار يزيد من هيبة الوالدين ويعتبر وسيلة لتعليم الأبناء الاعتذار فى حالة الخطأ، ويوصل رسالة غير مباشرة بأن الشخص إذا شعر بخطئه فمن الأفضل أن يتراجع ويعتذر فالاعتذار يكون فى بعض الحالات أسهل من التمادى فى الخطأ. ويخلق الاعتذار نوعاً من التواصل بين الآباء والأبناء، ويقلل من فكرة صراع الأجيال ويفتح الطريق أمام مناقشات جادة بين الابن والأب، فيتحول الاتصال بينهما من اتصال أحادى الجانب من الأب للابن إلى خلق حالة من النقاش بين الطرفين، كما أكدت أنه يقلل من العنف لدى الأطفال كما يعطى الاعتذار للابن الاحساس بأنه شخص مسئول وإنسان كامل.