سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يسحب "النور" بساط المعارضة من تحت أقدام "الإنقاذ".. سياسيون يتوقعون دورا بارزا للحزب السلفى فى مواجهة الحرية والعدالة.. جاد: ليس لديه مشروع كامل كالجبهة.. "الوفد" يتوقع تشكيل الطرفين لمعارضة قوية
نشأة حزب النور الحديثة لم تمنعه من الفوز بالمركز الثانى خلال الانتخابات البرلمانية الماضية بعد حزب الحرية والعدالة، وبعد فترة قصيرة تم حل مجلس الشعب، ولعب دورا سياسيا بارزا فى تدعيم مواقف الحزب الحاكم ضد قوى المعارضة، وفى لحظة تفتت قوة الحزب ليخرج من رحمه حزب جديد هو "الوطن". الساحة السياسية ألقت بالاتهام على حزب الحرية والعدالة، بل وجعلته هو العامل الرئيسى فى إلقاء الفتنة داخل الحزب السلفى، ومحاولة تقسيمه حتى يستطيع الإخوان قيادة المشهد الإسلامى السياسى فى مصر، وبعدها بفترة قصيرة، تمت إقالة خالد علم الدين من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية، والسبب الرئيسى فى هذه الإقالة يرجع إلى الخلاف السياسى بين الحزب الحاكم وحزب النور الذى يمثله علم الدين فى مؤسسة الرئاسة. هنا استطاع حزب الحرية والعدالة أن يرد "الصاع" صاعين لحزب النور الذى ذهب وتضامن مع جبهة الإنقاذ الوطنى ممثل المعارضة الرئيسى طوال الفترة الماضية، وبعدها تعالت صيحات قيادات الحزب السلفى الذين أفصحوا عن ارتباك شديد داخل مؤسسة الرئاسة، واتخذ حزب النور لأول مرة موقف الحزب المعارض وبشراسة.. فترى هل يستطيع حزب النور أن يسحب بساط المعارضة من جبهة الإنقاذ الوطنى. "اليوم السابع" حاول استطلاع آراء عدد من الخبراء والسياسيين فى هذا الشأن، حيث أكد الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أنه من الممكن أن يتحول حزب النور لمعارض قوى، ولكن من الصعب أن يسحب البساط من تحت أقدام جبهة الإنقاذ الوطنى، وذلك لأن جبهة الإنقاذ تعبر عن تيار مدنى، فيما يعبر حزب النور عن تيار إسلامى وهو نفس الأيدلوجية التى ينبثق منها الحزب الحاكم. وقال جاد، إن معارضة حزب النور هو معارضة موقف بسبب خلاف سياسى، أما معارضة جبهة الإنقاذ الوطنى فهى معارضة مستمرة منذ بداية حكم الإخوان وحتى الآن، لافتا إلى أن جبهة الإنقاذ لديها مشروع كامل بديل للمشروع الإسلامى، والفارق هنا يكمن فى المشروع بالكامل وليس فى رؤية أو موقف. وتوقع جاد أن الخلافات بين الحرية والعدالة والنور ستتصاعد خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن الحزب الحاكم يتعامل مع خصومه بغطرسة وغرور، وحالة شديدة من التعالى التى تدفع بخصومه إلى اتخاذ موقف معارض لسياساته. وأكد جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أنه حينما ظهر حزب النور منافسا للحرية والعدالة، على الفور تحالف مع جبهة الإنقاذ الوطنى، وتفاعل معها، الأمر الذى ألقى بظلاله على حزب الحرية والعدالة الذى حاول منذ فترة إخراج قطب جديد من رحم الحزب السلفى، ومحاولة تفتيته، هذا إلى جانب محاولته المستمرة للتشهير بقيادات النور، والتى كان آخرها إقالة خالد علم الدين من منصبه واتهامه باستغلال منصبه ونفوذه فى التربح. وأشار زهران إلى أن الحرية والعدالة ترغب فى قيادة الأحزاب الإسلامية وهو ما ظهر جليا فى ذهاب الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس الحزب الحاكم إلى الدكتور محمد البرادعى القيادى البارز بجبهة الإنقاذ الوطنى والجلوس معه على طاولة واحدة بالرغم من اتهامه بالتكفير لأكثر من مرة، وذلك من أجل التواجد فى صدارة المشهد دائما. الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس الشعب السابق، أكد أنه بعد نجاح أمريكا فى تفتيت الاتحاد السوفيتى إلى دويلات صغيرة، اتهموهم بتهريب الأسلحة النووية إلى إيران، واستمر تكسير العظام، لأن روسيا اتصلت بالصين دون أخذ رأى الذى يظن أنه أصبح القطب الأوحد، لافتا إلى أن هذا الدور لعبه الإخوان مع حزب النور، خوفا من المنافسة وتوحد الجماعة السلفية، وعندما قام بدور وطنى لا غبار عليه محاولة منه للم الشمل وتوقف الاستقطاب، إلا أن مطالبه كانت على غير هوى الإخوان، فبدأ الضرب تحت الحزام والإقصاء. وأضاف أبو العلا أنه من أجل مغازلة بقية التيار، وعقابا سريعا لنادر بكار على الإفصاح أن الكتاتنى قابل البرادعى، ردا على معايرته بالتباحث مع جبهة الإنقاذ بدأ التشهير بالنور من مؤسسة الرئاسة مباشرة. عادل عبد المقصود عفيفى، رئيس حزب الأصالة السابق، يرى أنه من الصعب أن يقوم حزب النور بموقف المعارض القوى لأن حزب الحرية والعدالة أكثر تنظيما ولديهم خبرة تمتد ل 80 عاما فى العمل السياسى، لذلك فهو حزب صعب المنال، أما حزب النور فقد انقسم وحدثت به انشقاقات ولا يستطيع أن يمثل معارضة قوية. الدكتور عبد الله المغازى، المتحدث باسم حزب الوفد، أكد أن سياسات حزب النور خلال الفترة الأيام القليلة الماضية سيكون لها أثر كبير على حزب الحرية والعدالة، مشيرا إلى أنه بدأ يتخذ خطوات جادة نحو التواجد فى صفوف المعارضة، وسيتحالف مع جبهة الإنقاذ الوطنى ليمثلا معارضة حقيقية وقوية، إلا أنه لن يستطيع أن يسحب البساط بالكامل من تحت أقدام جبهة الإنقاذ الوطنى.