عبر الدكتور ثروت الخرباوى، الكاتب والمفكر والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، عن رحابة صدره واتساعه لتقبله أى نقد ضد كتابه "سر المعبد" الذى ما زال يتعرض لهجوم من بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، لافتًا إلى أنه لو كان يعلم أن الباحث بهاء الأمير سوف يتحدث عن الماسونية وينتقد المصادر التى تحدث عنها لجاء بالنسخة الأصلية لكتاب "شاهين ماكاريوس"، لافتًا إلى أن انتقادات "الأمير" اعتمدت على إصدارات لاحقة فيما بعد. جاء ذلك خلال الندوة الفكرية التى عقدت ظهر اليوم، الجمعة، ضمن فعاليات البرنامج الثقافى للدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لمناقشة كتاب "سر المعبد" الصادر عن دار نهضة مصر، وتحدث فيها الكاتب الصحفى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدار دار الهلال سابقًا، والدكتور ثروت الخرباوى، وبهاء الأمير، الباحث فى الجماعات الإسلامية، والذى انتقد فى بداية حديثه غياب أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين للرد على ما جاء فى الكتاب، لافتًا إلى أنه لم يشارك فى الندوة للدفاع عن الجماعة، وأدار الندوة الشاعر فتحى عبد الله، وحضرها الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعدد من جمهور المعرض. وأوضح "الخرباوى" أن حديثه عن الماسونية ودرجاتها لم يكن بهدف التأكيد على مثلية المقارنة ووضعها فى نفس الدرجة، بقدر ما كان يتحدث عن دخول مصطلحات جديدة فى منهج الجماعات ومدى التشابه الكبير بينها وبين الجماعات العالمية مثل الماسونية، ومنها لفظة "الأستاذية"، مؤكدًا على أن حديثه عن الماسونية لم يكن كلامًا فى الهواء بل اعتمد على ما قالته قيادات الجماعة نفسها ومنهم سيد قطب نفسه، لافتاً إلى أنه يعلم سبب تغيب الدكتور حلمى الجزار عن الندوة، موضحًا أنه قرأ "سر المعبد" كما اعتمد "الخرباوى" على أجزاء من كتابه قالها له "الجزار". وقال "الخرباوى" لم أضع كتابى كحقيقة كاملة غير قابلة للنقد، وهذا ما دعيت له القارئ فى مقدمته، ودائمًا ما أنتظر أن أى قارئ أن يقدم نقدًا له، ونتناقش حولها، وللأسف يظن غالبية قراء الكتاب أننى كاره للإخوان بدرجة كبيرة، ولم يسأل أحدهم لماذا نكتب عن التجارب الذاتية التى نتعرض لها، ولقد سبق وقلت إن أعظم يوم فى حياتى كان يوم أن دخلت الجماعة، وقلت فيما بعد إن أعظم يوم أيضًا هو يوم أن خرجت منها، وتلك تجربة ذاتية تضيف إلينا ولا تنقص منَّا أبدًا، ولهذا فأنا لم أكتب لأفضح "الإخوان"، ومجمتع الإخوان كأى مجتمع به الجيد والسىء. وأشار "الخرباوى" إلى أنه حذف صفحات من كتابه "سر المعبد" كانت تتناول أحداثًا عن بعض القيادات بالجماعة قد مات ولهذا رأى أنه من غير اللائق أن يتحدث عنهم، فى حين أنه لا يمكنهم الرد ما يقوله. وقال "الخرباوى": للأسف، أفراد جماعة الإخوان المسلمين يصلون لدرجة أنهم يمنحون "البنا" درجة الكمال التى هى مقتصرة على الله عز وجل وحده، فلا يسمحون لأحد أن ينتقده أو يناقش أفكاره وما كان يدعو له، ويرد عليه، فى حين أن قيادات بالجماعة وصفت الصحابة بالمنافقين، وهو ما لم يعترض عليه أفراد الجماعة، لافتًا إلى أن سيد قطب وصف الصحابى عثمان بن عفان رضى الله عنه ب"المنافق" وهو مثبت فى كتبه، لافتا أيضًا إلى أن الجماعة ينبسون كلمة "صاحب الدعوة" على حسن البنا، فى حين أن صاحب الدعوة الحقيقى هو الرسول صلى الله عليه، الذى جاء بالإسلام، موضحًا أيضًا أنه لا يمكن إطلاق هذا التعبير على عمومه على أحد الأفراد العاديين.