إدمان ال"فيس بوك"

الفيس بوك عالم مثير يضم الحقائق والأكاذيب ويحتوى على المعلومة والطرفة والأخبار مأساوية ويشمل المفكر والأديب والجاهل يستطيع أى شخص أن يدخل إلى هذا العالم الذى يستوعب كل المتناقضات. يلجأ إليه البعض للهروب من الواقع ويلوذ به كل من يريد شغل وقت فراغه ويستخدمه العلماء والأدباء ويمكن لأى شخص أن يكتب من خلاله ما يشاء أفكار هادفة أو ساذجة مدح أو ذم. ويصعب جدا محاسبة أو مساءلة كتاب الفيس بوك ولا ضابط للسرقات فى الفيس بوك سواء للأفكار أو الأخبار أو حتى الجروبات. ووصل الحال ببعض الشباب إلى إدمان الفيس بوك والشعور بأن هذا العالم الافتراضى أفضل من عالم الواقع. فكل من يتعامل مع الفيس بوك يجد ضالته ومبتغاه فمجرد أن يكتب شيئا يجد ردود تستحسن أو تستهجن وإذا أراد أن يتحاور مع الآخرين وجد الصحبة والمنتدى وإذا نشر رأيه السياسى سرعان ما يجد من يؤيدون وقد تجد جروبات أو صفحات تحمل عناوين ساذجة وتضم مئات الألوف من الأعضاء.
الفيس بوك أقرب إلى الحرية المطلقة رغم وجود ضوابط أخلاقية أرادها مؤسسيه. وحالة الإدمان تأتى من مساحة الحرية التى يتمتع بها الشباب عبر الفيس بوك فلا حرج فى شىء ولا أحد يراجع أحدا وحتى اللغة المستخدمة قد تكون خليطا بين الحروف والأرقام الإنجليزية. وحدث ولا حرج عن الصور المفبركة والإنسانية التى تدمى القلوب. ويمكن أن تنقل ما تشاء ممن تشاء إلى من تشاء، عالم يقدم كل شىء بلا مقابل والنتيجة لا شىء، إننى أرصد حالات الانبهار التى سيطرت على عقول شبابنا وأهيب بالمسئولين عن الفيس بوك وضع الضوابط التى تجعل منه أداة هادفة منظمة تفيد ولا تضر تراقب ولا تحجر تبنى ولا تهدم. والبداية الصحيحة هى اشتراط المشاركة بالأسماء الحقيقية وليست بأسماء مستعارة وأن تضع دول العالم قانونا موحدا لهذا الموقع العالمى الذى أبهر الجميع ولا يزال.