سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تبدأ فى ضخ الغاز من أضخم حقل بحرى بالبحر المتوسط بعد 3 شهور.. وزير الطاقة الإسرائيلى: الغاز المستكشف سيحررنا من مصادر النفط العربى وسيخفض أسعار الكهرباء
دشنت إسرائيل رسميا أول منصة عائمة لإنتاج الغاز على نطاق واسع فى حقل "تمار" البحرى الواقع على بعد 90 كيلومتراً غرب ميناء "حيفا" بحضور وزير الطاقة الإسرائيلى عوزى لانداوا، وفريق من أصحاب حقوق الامتياز فى شركتى "نوبل إنرجى" الأمريكية و"ديلك" الإسرائيلية على سطح المنصة. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن الحقل الجديد يعد الأكبر فى منطقة البحر المتوسط، وإن حجم الاستثمار الذى وضع فى الحقل والمنصة حتى الآن يزيد عن ثلاثة مليارات دولار. وقد عمل على إنجاز هذه المنصة التى بنيت فى تكساس ما لا يقل عن 3 آلاف شخص، وتحوى ما يزيد عن 26 كيلومتراً من الأنابيب المربوطة ببعضها بخزانات وحنفيات ومنظومات رقابة، وهى منتشرة على أربع طبقات مختلفة تسمح بمعالجة الغاز وتوزيعه. ومن المتوقع أن تنتج المنصة الجديدة وتضخ الغاز الطبيعى إلى إسرائيل قريبا، ويبلغ ارتفاع المنصة 290 متراً، كما أن وزن الأعمدة التى تقف عليها يبلغ 34 ألف طن، وستضخ المنصة التى بلغت تكلفة بنائها وحدها مليار دولار، والغاز الوارد إليها من حقل "تمار" إلى محطة استقبال فى أشدود عبر أنابيب يبلغ قطرها 16 بوصة، تم تمديدها فى قعر البحر وبطول يصل إلى 150 كيلومتراً، وسيعمل على المنصة بشكل دائم ما لا يقل عن 20 شخصاً، غالبيتهم إسرائيليون. ويأمل الشركاء الذين تعاقدوا بشكل أساسى على بيع الغاز لشركة الكهرباء الإسرائيلية، ولعدد من شركات إنتاج الكهرباء أن يحققوا لإسرائيل استقلالية فى مجال الطاقة، موضحين أن تحويل إنتاج الكهرباء فى إسرائيل من السولار والفحم إلى الغاز يوفر سنوياً مليارات من الدولارات. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن الاستثمار السريع فى المنصة قاد إلى التخطيط لتشغيلها بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من الآن، حيث تنظر الشركات صاحبة الامتياز فى الحقل بفخر لنفسها، لأنها أفلحت فى تحقيق ذلك خلال فترة قياسية، موضحة أن اكتشاف الحقل تم أصلاً قبل أربع سنوات، وسيكون معداً للإنتاج الواسع بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وهذا يعنى أن حقل تمار سيكون مورد الطاقة الأساسى لإسرائيل خلال السنوات المقبلة، قبل تجهيز حقل "لفيتان" الذى سيدخل أيضا فى مرحلة الإنتاج مستقبلا. وشارك فى الحفل الرسمى إلى جانب وزير الطاقة الإسرائيلى مدير عام وزارة الطاقة، ومدير مصلحة الغاز الطبيعى فى الوزارة والمسئول عن شئون النفط والغاز. وتهدف المنصة التى حملت فى أجزاء عملاقة على ناقلات بحرية من الولاياتالمتحدة عبر بحار ومحيطات إلى تسهيل إنتاج الغاز بكميات تجارية بهدف تسويقه إسرائيلياً ودولياً. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المنصة وصلت وركبت أجزاؤها قبل ثلاثة أسابيع فى موقع على بعد 24 كيلومتراً غرب ميناء "عسقلان". وأشارت معاريف، إلى أن هناك منصة بحرية صغيرة لإنتاج الغاز مقامة منذ زمن فى الموقع المعروف ب"مارى بى" والواقع أيضاً أمام ميناء عسقلان، ولا تخدم المنصة الجديدة فقط، كموقع لإنتاج الغاز، وإنما أيضاً لتخزينه على طريق تسويقه. ومن خلال هذه المنصة سيتدفق الغاز أيضا إلى منصة "مارى بى" ليوصل بخط الغاز الرئيسى الإسرائيلى على البر، ويعتبر إنجاز نصب المنصة مرحلة مركزية فى بدء ضخ الغاز من حقل تمار البحرى. ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن تركيب المنصة يعتبر عملاً هندسيا معقدا قامت به ونفذته شركة أمريكية، وبالرغم من أنه يخدم بشكل أساسى حقل "تمار"، إلا أنه سيخدم فعلياً خمسة آبار لإنتاج الغاز تقع فى منطقة مساحتها 250 كيلومتراً مربعاً. وأعلن رئيس مجلس الإدارة فى شركة "ديلك" اسحق تشوفا، أنه ينبغى تشجيع الاستثمار فى حقول أخرى ومواصلة جذب المستثمرين لتكثيف تطوير المشاريع خدمة لإسرائيل، مضيفاً، "بفضل الإرادة والرؤيا وصلنا إلى استقلال الطاقة الإسرائيلية، ونحن نفخر بالفرصة التى سنحت لنا لجلب بشرى الطاقة التى ستحدث ثورة فى اقتصاد إسرائيل وفى بيوت كل سكانها". فيما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلى على المنصة، أن تدشين الموقع نال قبل أيام دعماً من المرجع الاقتصادى الأعلى فى إسرائيل مدير البنك المركزى الإسرائيلى ستانلى فيشر، الذى قام بتحديث توقعات نسبة النمو الاقتصادى، ورفعها إلى الأعلى بسبب إنتاج الغاز فى "تمار". وقال لانداوا: "أنا فخور ومتأثر بأن كل هذا جرى فى ولايتى"، مشيراً إلى أن هذه البشرى لن تجعل الكهرباء أرخص وأكثر نجاحا فقط، وإنما هى خطوة عملاقة نحو تحريرنا من التعلق بمصادر الطاقة الأجنبية وخصوصاً بالنفط العربى".