حذر رئيس المجلس الأوروبى هرمان فان رامبوى، فى حديث نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الجمعة، من أن محاولات رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، استعادت بعض السلطات على حساب الاتحاد الأوروبى، التى قد تتسبب فى تفكيك الاتحاد. وأعلن كاميرون، الذى يواجه ضغوط "المناهضين لأوروبا" فى حزبه المحافظ، الشهر الماضى، أنه يدعم انتماء المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبى، لكنه يريد "اتفاقا جديدا" يتضمن إجراء ينص على عدم المساهمة فى بعض المشاكل الأساسية. وصرح فان رامبوى للصحيفة، "إذا كان لكل دولة عضو إمكانية الفرز فى السياسات الحالية لتأخذ منها ما تفضله، وترفض التى لا تعجبها فإن الاتحاد بشكل عام والسوق المشتركة بشكل خاص سيتفككان سريعا"، وتابع أن بإمكان كل الدول الأعضاء أن تكون لها مطالب خاصة وحاجات، وأن تعبر عنها وستأخذ تلك المطالب دائما فى الاعتبار فى مداولاتنا، إلا أنه اعتبر أن تغيير المعاهدات الأوروبية التى اقترحها كاميرون للتملص منها تنطوى على "إجراءات طويلة وثقيلة" تقتضى إجماع الدول الأعضاء السبعة والعشرين. وتفيد الاستطلاعات أن البريطانيين يميلون أكثر فأكثر إلى الانسحاب تماما من الاتحاد الأوروبى الذى ينظرون إليه كمؤسسة تتدخل فى شئون البلاد الداخلية، وتبذر الأموال فى حين تخضع البلاد إلى التقشف، إلا أن كاميرون تفادى حتى الآن أن يقترح بشكل واضح استفتاء حول البقاء، أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبى رغم ضغوط حزبه الرامية إلى اتخاذ موقف واضح من هذه المسألة. وأضاف رامبوى، أنه يعتبر أن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى قد يكون "كما لو أن صديقا يرحل فى الصحراء". وتنتمى المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبى منذ 1973، لكنها لم تنضم إلى منطقة اليورو والدول السبعة عشر الأعضاء فيها.