نويت والنية لله منذ بداية الإعلان الدستورى ألا أكتب فى السياسة، حيث إن أجهزة الإعلام والصحافة والكُتاب الكبار يتناولون الموضوع من كل جوانبه فماذا أكتب أنا جديداً. الكلام المكرر كثير والعبارات والشعارات متقاربة المعانى بل ربما تكون موحدة الألفاظ ولكنى لم أتحمل ما يحدث على الساحة السياسية لأن المشكلة الكبرى أن الرئيس محمد مرسى بإعلانه الدستورى أدى إلى تقسيم الشعب إلى فريقين. ربما يكون فريق أكبر أو أصغر من الآخر، هذا لا يهم لأننا لسنا فى مباراة الفائز فيها هو الفريق الأكثر عدداً، العبرة من وجهة نظرى مكونات كل فريق أو بمعنى أقرب مدى كفاءة "اللعيبة". لقد خرجت تقريباً كل الفصائل السياسية عدا فصائل التيار الإسلامى يوم الثلاثاء الموافق 27/11/2،12م رفضاً للإعلان الدستورى المعيب، لكن منطق الفريق الآخر هو منطق الديكتاتورية التى ليس لها مقومات، وكيف تأتى المقومات ولا يوجد ثمرة واحدة استطعمها الشعب، ما الذى أفطر عليه الشعب بعد أن صام ستين عاماً ليشرب عليه ماء، أكاد أجزم أنه لا شىء، أيام حسنى مبارك كانت البطانة الفاسدة تخفى عنه حقيقة الأحداث فكان هم بصره الذى يبصر به وسمعه الذى يسمع به، وأخشى أن يكون نفس الوضع للرئيس محمد مرسى، وإن كان ما يبدد خوفى أن للسيد الرئيس خمسة أولاد أعتقد أنهم يتابعون الموقف عن كثب، ومن المنطقى أن يكونوا صادقين معه فى نقل الصورة وألا يغرروا به بأن شعبيته الجارفة سوف تفوز. الوضع غير ذلك أيها السادة، البلد على شفا حفرة من النيران، إن نوعية المعتصمين والمتظاهرين هذه المرة أغلبها مثقفة وواعية ولن ينطلى عليها العبارات أو الشعارات الخادعة. لقد مس الإعلان الدستورى القضاء، وهم عصب هذه الأمة، لا يمكن تجاهلهم أو الضغط عليهم، أرجو أن يستمع الرئيس مرسى ورفاقه وجماعته للآراء المعارضة قبل أن يستمع للآراء المؤيدة ويقوم بنفسه وهو أستاذ جامعى لديه قدرة على التحليل والتنقيب ثم الوصول إلى النتيجة وبناء عليها يختار الحلول المناسبة التى تتفق مع طبيعة المرحلة وبصفته رئيساً لكل المصريين، جانب الصواب سيادة الرئيس حين خطب وسط مؤيديه دون خجل، وعلى استحياء أشار فى خطابه إلى المتظاهرين فى ميدان التحرير، فهل هذا دليل يكفى بأنهم فى وجدانك وأنهم قطعة من نسيج هذا الوطن أم أن هذه الإشارة العابرة ذراً للرماد، العبرة بالأفعال لا بالأقوال. " أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه"