- ألو... سيادة الرئيس ؟... هل تسمعنى ؟ - ألو... سيادة الرئيس ؟... فى خلال الحملة قصدى المعركة الانتخابية لرئاسة الجمهورية سمعناك كثيرا وصدقناك. - ألو... سيادة الرئيس ؟... حفظنا وعودك فى قلوبنا... وأخذتنا إلى مستقبل سوف يشرق بغد أفضل مما نحن فيه. - ألو... سيادة الرئيس ؟... لقد أعطيتك أعز ما أملك... أعطيتك جزءا منى... أعطيتك صوتى... أعطيتك مؤازرتى لك وحشد وشحذ الهمم لنراك تعلو فوق إرادة أرواحنا. - ألو... سيادة الرئيس ؟... لقد أخذتنا إلى حلم تحقيق الأمن الذى مازلنا نفتقده فى منازلنا وحل محله ضوضاء المقاهى وشاشات العرض وأصوات تصاحب لعب الطاولة والدومينو. - ألو... سيادة الرئيس ؟... لقد هجرت الراحة وخاصم النوم عيون كبار السن والمرضى وأصبحت الضوضاء أحد أسباب عدم تحصيل الطلبة والطالبات لدروسهم. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن الأمن أصبح فى حياتنا فى الشارع وهم وفى المواصلات سراب... وفى منازلنا ضيف عز علينا فراقه. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن الأسعار أشعلت النيران فى جيوبنا... وأصبح من الصعب أن نعيش عيشة آدمية... فالحرمان من السلع الضرورية أصبح القاسم المشترك بين معظم الأسر. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن المحروقات سواء كانت البنزين أو السولار أصبحا من أدوات رفع الأسعار بالمواصلات... مع عدم وجود الرقيب. - ألو... سيادة الرئيس ؟... لمحت فيك العزة والكرامة فأحببناك رجلا تشعر بكرامة المصرى... وإذا بكرامة المصرى تتبعثر تحت قدميه لضياع هيبة الدولة داخليا... وأصبح الكثير منا يشعر بالغربة داخل وطنه. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن عمر البرنامج ذات المائة يوما حملنى على جناح الأمل أن أسير فى الشارع ولى الحق فى السير فى أمان... إن حوادث السيارات بالإضافة إلى حوادث التوك توك... أصبحت تطل علينا مع كل صباح ومساء وما بينهما... المرور حلم ذاب مع نهاية البرنامج الذى كان بمثابة إعلان عن أشياء بعيدة المنال. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن مصر ليست القاهرة والجيزة والإسكندرية... إن عواصمالمحافظات والمدن والقرى تفتقد تحقيق ولو جزئى لعناصر برنامج المائة يوم. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن العمل طوال النهار والعرق الذى يتساقط كحبات المطر هو من أجل حياة كريمة أولها الخبز... إن الرغيف يؤكل نصفه ويلقى بالنصف الآخر فى القمامة لعدم جودته وبذلك نفقد 50% من الإنتاج لسوء حالته التى لا تتناسب مع الاستهلاك الآدمى. - ألو... سيادة الرئيس ؟... لن نفقد الأمل فى غد أفضل بعيدا عن المشاحنات السياسية بين المؤسسة الرئاسية والسلطة التشريعية. - ألو... سيادة الرئيس ؟... اسمح لى أن أقول لسيادتكم إن صناعة فرعون هو فن لا يجيده إلا ذوو الأطماع والمصالح الشخصية وهم المقربون إلى سيادتكم. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن بناء المصانع وتمهيد الطرق واستصلاح الصحراء شئ يسير... ولكن بناء الإنسان من الصعب وليس عسيرا. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن حسن الخلق أصبح عملة نادرة افتقدناها فى سوق التعامل فيما بيننا... افتقدناها فى الشارع وفى المكتب وفى المحال التجارية... افتقدناها فى تعامل الصغير مع الكبير... وأصبحت البجاحة ورفع الصوت وعدم الاحترام والبلطجة هى أدوات يعيش بها الكثير ممن افتقدوا طريق الحب والتواد والتراحم وهم كثر... ناهيك عن ضياع هيبة الدولة داخليا وأعنى رجال الإدارة كل فى موقعه أصبحوا صورة فى برواز عفا عليه الزمن. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن إعادة بناء الاقتصاد تبدأ من محاربة الفساد... والفساد مازال ينمو ويترعرع ويزداد رغم التحذيرات والصرخات التى يطلقها الشرفاء من أبناء مصر. وللأسف الكثير من المسئولين يكتفون بوضع رءوسهم فى الرمال... إن إنشاء هيئة مستقلة تابعة لمحاربة الفساد هى أولى الخطوات لإعادة السلوك الوظيفى إلى مساره الذى يجب أن يكون عليه. - ألو... سيادة الرئيس ؟... أعرف أن سيادتكم مشغول بالاستعداد لرحلة خارج البلاد كالعادة... أرجوك عش معنا حتى يتم تنظيم البيت من الداخل أولا... ثم انطلق إلى حيث يتم إعادة مصر بين الدول على مستوى القارات كلها لاستعادة مركزها الريادى... وأيضا جذب الاستثمارات وتنشيط التبادل التجارى من أجل إعادة بناء اقتصاد وهن عظمه... ومع ذلك أبقى معنا يا سيادة الرئيس حتى ننعم بتنفيذ عناصر البرنامج ذات المائة يوم أولا. - ألو... سيادة الرئيس ؟... أنت رئيس لنا كلنا على مختلف اتجاهاتنا السياسية والحزبية ومعتقداتنا الدينية... القرار الصادر من سيادتكم إنما هو مظلة يستظل بها كل أبناء مصر. - ألو... سيادة الرئيس ؟... إن أمن الوطن والمواطن جناحا طائر فلا يجوز ان يرفرف أحدهما ويتم شل الآخر. - ألو... سيادة الرئيس ؟... هل تسمعنى ؟ - للأسف يبدو أن الاتصال بينى وبين سيادته مقطوع... كم كنت أود أن يكون الاتصال كما كان بينى وبينه فى رحلة الترشح لرئاسة الجمهورية موجودا... ولكن يبدو أن الاتصال الآن مفقود.