تساءلت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية اليوم عن ما إذا كان "العراق الجديد" حليفا حقيقا للولايات المتحدة، كما تزعم إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أم أنه عميل لإيران كما يخشى الكثيرون من جيرانها. وقالت المجلة- فى سياق تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة- "إن العراق يتأرجح الآن على خيط رفيع بين الولاياتالمتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية تجرى حساباتها على أن واشنطن تحتاجها كحليف أساسى، من أجل الحفاظ على الثورة النفطية وبيع أسلحتها، إلا أنه كلما انكمش حجم النفوذ الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط، مثلما بدأ يتجلى الآن، كلما تمكنت تركيا وإيران من إعادة ملىء الفراغ الإقليمى". وأكدت أن محاولة استكشاف وفك طلامس التحالفات السياسية لبغداد أمر ليس بالهين، معتبرة أنه كى يتم فهم معطيات السياسة الخارجية العراقية يجدر التعرف جيدا كيف تشكل البيئتين الداخلية والإقليمية سلوك الحكومة. ورأت المجلة أن الغزو الأمريكى للعراق قد تمخض عنه ثلاثة نتائج محورية فى المنطقة يتمثل أولها: فى تحول جذرى فى موازين القوى الإقليمية لصالح إيران، نتيجة الإطاحة بنظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين، الذى كان يُكن عداء شديدا للنظام الإيرانى، إضافة إلى تدمير الجيش العراقى. وأضافت أن النتيجة الثانية كانت بزوغ وتنامى دور الجماعات الجهادية، حيث كرس متشددون من المذهب السنى أنشطتهم للكفاح ضد الاحتلال الأمريكى فى العراق والحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، وأن تلك الجماعات رأت فى أحداث الربيع العربى فرصة جديدة لتوسيع نطاق نفوذها داخل المنطقة. وأشارت المجلة إلى أن النتيجة الثالثة تبلورت فى الصراع الطائفى فى البلاد، حيث تتنازع الجماعات المسلحة فيما بينها لملء الفراغ فى السلطة، الناجم عن الإطاحة بنظام صدام حسين البعثى.