يوسف معاطي يكشف سر رفض فيلم "حسن ومرقص" وهذا طلب البابا شنودة للموافقة (فيديو)    9 اختبارات تؤهلك للالتحاق بكلية الشرطة    10 تيسيرات من «الداخلية» للمُتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة 2025    هي دي مصر، رجال الشرطة بأسوان يساعدون النساء وكبار السن السودانيين لتسهيل عودتهم إلى بلادهم (فيديو)    باستثناء الرومي والشيدر، ارتفاع كبير يضرب جميع أصناف الجبن بالأسواق، وصل إلى 37 جنيها    وزير العمل: أي عامل بلا عقد سيُعتبر دائما.. والأجنبي لن يعمل إلا بتصريح    الأمم المتحدة: آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة في غزة ينهار    وزير الخارجية الإيراني: لا يمكننا التخلي عن تخصيب اليورانيوم    البيت الأبيض: ترامب فوجئ بالغارات الإسرائيلية الأخيرة    البنتاجون يعلن سحب عناصر مشاة البحرية من لوس أنجلوس    زيلينسكي: الجولة الجديدة من المحادثات مع روسيا تنعقد في إسطنبول الأربعاء    «سيكون من العناصر الهامة».. عماد النحاس يكشف مفاجأة الأهلي في الموسم الجديد    أول تعليق من هداف الدوري الإيطالي بعد انضمامه إلى القادسية السعودي    أهلي جدة يحسم موقفه من المشاركة في السوبر السعودي بعد انسحاب الهلال    لاعب مفاجأة يخطف أنظار ريبيرو في معسكر الأهلي بتونس (تفاصيل)    رسالة نيدفيد لجماهير الأهلي بعد انتقاله لسيراميكا    الرابط الرسمي ل نتيجه الثانوية العامه 2025 عبر موقع وزارة التربية والتعليم فور اعتمادها    عودة القبة الحرارية، البحوث الزراعية يحذر من طقس الأربعاء ويثير المخاوف من ظاهرة "تنفس الظلام"    كنت بدور عليها ومش لاقياها، رانيا محمود ياسين تكشف حقيقة انفعالها على والدتها الفنانة شهيرة    «انهيار لغوي».. محمد سعيد محفوظ يرصد أخطاء بالجملة في بيان نقابة الموسيقيين ضد راغب علامة    إيمان العاصي تشارك في «قسمة العدل» والعرض خارج رمضان (تفاصيل)    في أول تجربة إخراجية.. محمد صلاح العزب يبدأ تصوير «سفاح التجمع» بطولة أحمد الفيشاوي    تامر أمين ل «فشخرنجية الساحل»: التباهي بالثراء حرام شرعا ويزيد الاحتقان المجتمعي    إسرائيل تقتحم منشآت تابعة لمنظمة الصحة العالمية في غزة وتحتجز موظفين    طريقة عمل الأرز البسمتي، في خطوات بسيطة وأحلى من الجاهز    دراسة "تبرئ" البيض من تهمة إيذاء القلب، ماذا قالت عن الكوليسترول الضار    سيمون توجّه رسالة حاسمة لجمهورها: لن أعلّق على ما لا يستحق    عضو مجلس شباب الزمالك بفلسطين: كايد يتمتع بإمكانيات كبيرة    لندن تعتزم فرض عقوبات على من يسهلون رحلات المهاجرين عبر القنال الإنجليزي    موعد مباراة ألمانيا وإسبانيا في نصف نهائي أمم أوروبا للسيدات والقناة الناقلة    جثة و3 مصابين في حادث تصادم ميكروباص وسيارة نصف نقل بالمنيا- صور    السفيرالمصري ببرلين يدعوا إلي زيارة مصرومشاهدة معالمها الأثرية والتاريخية والسياحية    فوز فريق كلية الذكاء الاصطناعي بالمركز الأول في الأولمبياد السابع للجامعات المصرية    وصول قطار العائدين السودانيين إلى محطة السد العالي في أسوان    محافظ شمال سيناء يستقبل وفد من دار الإفتاء المصرية    «خاتم فرعوني» عمره 3500 سنة يُعرض للبيع في مزاد بلندن بسعر بخس    التصريح بدفن جثة ربة منزل لقيت مصرعها خنقًا علي يد زوجها بالقليوبية    تفسير آية| «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا» الشعراوي يوضح سر وجود الإنسان وغاية خلقه    لا علاقة له ب العنف الجسدي.. أمين الفتوى يوضح معنى «واضربوهن»    مصرع شاب في مشاجرة بين تجار خُردة بالإسماعيلية.. والأمن يُلقي القبض على المتهم    الداخلية تعلن بدء التقديم لكلية الشرطة 2025-2026 إلكترونيًا    «جايب 6 أهداف في ست سنين».. أسامة حسن يطالب ببيع نجم الزمالك    رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يرحب ببيان دولي يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة    "مستقبل وطن" ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بالشرقية لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ    الداخلية تكشف ملابسات فيديو يظهر شخصًا يمارس البلطجة باستخدام سلاح أبيض في المنوفية    الاحتلال يشن غارات متواصلة على دير البلح    الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 علمي علوم.. مؤشرات كليات طب بيطري 2024 بالدرجات    برلمانيون: نائب رئيس "مستقبل وطن" يحظى بشعبية كبيرة في الشرقية (صور)    أول بيان من «الداخلية» بشأن فيديو مواطن تعدى بالضرب على زوجة شقيقه المتوفى للاستيلاء على أرض زراعية في البحيرة    إصابة 9 أشخاص بحالة إعياء بعد تناولهم وجبة عشاء في فرح ب الدقهلية    رئيس وزراء الكويت يستقبل كامل الوزير لبحث التعاون الاستثماري وتوسيع الشراكة الاقتصادية    التحقيق في وفاة سيدة مسنة إثر سقوطها من الطابق السادس بمستشفى طيبة بإسنا    ماذا قال عن بيان الاتحاد الفلسطيني؟.. وسام أبو علي يعتذر لجماهير الأهلي    سقوط سيارة نقل من معدية شرق التفريعة ببورسعيد وجهود لإنقاذ مستقليها    رسميا.. افتتاح وحدة مناظير أورام النساء بمستشفى 15 مايو التخصصي    ملتقى أزهري يكشف عن مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن الليل والنهار    هل النية شرط لصحة الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوع الحرائر
نشر في اليوم السابع يوم 14 - 09 - 2012

هن نساء آمن بوطنهن فهانت عليهن أنفسهن، هالهن ما يراه العالم كل يوم، مصمصا شفاه التأسى بلا أسى، ومدغدغا مشاعر البسطاء دون شعور، مللن من كثرة الأكاذيب، وتعذبن من رؤية الدم المنهمر، فقررن الإضراب عن الطعام تضامناً مع إخوتهن فى الداخل وما يلاقونه من قتل وتدمير، وإخوتهن اللاجئين فى الخارج وما يلاقونه من تجاهل وتجويع، وقررن أن يكون مقر الإضراب عن الطعام هو أمام باب جامعة الدول العربية، لعل الساسة الذين يمرون على بوابة الجامعة يعلمون أن للشعب السورى حقاً على إخوته، وأن هناك شعباً يعانى الأمرين، مر القتل فى الداخل والتشريد فى الخارج.
وأنت تقرأ هذه الكلمات ستكون نساء سوريا الأبيات قد دخلن فى يومهن العاشر من الإضراب عن الطعام، وبرغم أن كلا من "لينا الطيبى، وسلمى جزايرلى، ورولا الخش، ولويز عبد الكريم، ووفاء سالم، وجورجينا جمى" قد اتخذن كل الإجراءات الرسمية المتبعة فى الإبلاغ عن الإضراب وتسجيله والإعلان عنه، لكنهم حتى الآن يؤكدن أن الحكومة المصرية لم ترسل لهن طبيباً ليتابع حالتهن كما هو متبع، كما أن المبعوث الدولى للأزمة السورية "الأخضر الإبراهيمى"، الذى قابلنه صدفة أمام باب الجامعة لم يحدثهن سوى خمس دقائق عزمهن فيها على الغذاء معه لإنهاء الإضراب.
البطون الخضراء المحملة بالخصب والموعودة بالنماء تعاف الطعام من أجل مطلب واحد هو حث المجتمع العالمى على حقن دماء الشعب السورى، ومنذ بداية الإضراب قبل عشرة أيام ومطالبهن لم تتغير، وهى الإغاثة الفورية لأطفال سوريا ونسائها، وتأمين الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وفرض حظر جوى على النظام السورى وتأمين منطقة عازلة للأهالى، والعمل على إغلاق قناة السويس فى وجه السفن المحملة بالأسلحة التى يستخدمها النظام فى سوريا لقتل الشعب، وتسوية أوضاع اللاجئين السوريين، والضغط على النظام السورى من أجل تسهيل دخول وسائل الإعلام المختلفة ومنظمات حقوق الإنسان، وعدم منح مهل إضافية للنظام تحت أى ذريعة كانت، اللافت أن حرائر سوريا الأبيات المثقفات اللاتى ينتمين إلى ديانات وأعراق ومذاهب مختلفة لم تلجأ إلى هذه الخطوة إلا بعدما طفح بهن الكيل، وسدت أمامهن كل الأبواب، حتى إنهن بعدما سمعن كلمة الرئيس محمد مرسى المؤيدة للثورة السورية فى طهران استبشرن به خيراً وذهبن إلى قصر الرئاسة لمقابلته ليطلبن منه منع سفن السلاح المرسلة إلى بشار من العبور من قناة السويس، لكن لم يعرهن أحد انتباها، حتى بعد أن اعتصمن أمام القصر الجمهورى أياماً وأياماً.
يقول المثل العربى القديم "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" وها هن حرائر سوريا اللاتى اخترن أن يقاومن الجوع الجبرى فى الداخل بالجوع الاختيارى فى الخارج كانت لهن أخريات يقاومن جوعاً من نوع آخر، جوع الشهوة المنغمس فى ثوب الشفقة والمساعدة، فقد انتفضت نساء سوريا الأبيات من أجل شرفهم وكرامتهن فمد لهن البعض يد المساعدة، ثم سرعان ما اكتشفن أن تلك اليد لم تكن بيضاء، فتوالت عليهن عروض الزواج والاستضافة من بعض البلاد العربية، ثم سرعان ما اكتشفن أن تلك العروض التى تأتى باسم المساعدة ما هى إلا ستار لشهوات جائعة لقلوب لا تعرف الهمة إلى فعل الخير وإنما تعرف النهم الشبقى وحده، ولهذا قامت بعض حرائر سوريا بتدشين حملة من أجل مقاومة هذا السعار المنشر تحت عنوان "لاجئات لا سبايا" ليدافعن عن حقهم فى الحياة الكريمة دون ذل أو استرخاص، حفاظاً على المرأة السورية من التدنى لطلب العيش، وكلهن يرفعن شعاراً واحداً أبدياً هو "الموت ولا المذلة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.