دافع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن موقف بلاده من تصعيد الحرب الأهلية فى سوريا، وذلك فى مقابلة بثت اليوم الخميس على قناة "روسيا اليوم" التى يمولها الكرملين. يذكر أن روسيا تعرضت لانتقادات قوية من الغرب لاعتراضها على قرارات لمجلس الأمن الدولى تهدف إلى الضغط على نظام الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يخوض قتالا مع معارضة مسلحة تزداد نشاطا يوما بعد يوم. وكانت روسيا قد أعلنت أن سياستها لا تهدف إلى دعم الأسد، فيما أعطى بوتين خلال المقابلة مؤشرا قويا بأن موسكو ربما تخلت عن الزعيم السورى. وقال "ندرك أن هذا البلد بحاجة إلى تغيير.. لكن ذلك لا يعنى أن التغيير لابد وأن يأتى بإراقة الدماء". والآن، يقدر النشطاء حصيلة ضحايا الانتفاضة التى بدأت فى مارس من العام 2011 فيما بين ثلاثة وعشرين ألفا وستة وعشرين ألفا. وأظهرت هذه المقابلة، التى حظيت بمشاهدة واسعة النطاق، الجانبين اللاذع والنضالى، خاصة فى قضية عقوبة السجن لمدة عامين التى فرضت الشهر الماضى على ثلاثة من أعضاء فريق "بوسى ريوت" لعرضهن الذى عرف باسم "بانك براير" والذى قدمنه فى الكاتدرائية الرئيسية بموسكو توسلا من السيدة مريم العذراء بأن تحفظ روسيا من بوتين. وقال بوتين "دائما ما أشهر بضرورة أن تكون العقوبة متماشية مع خطورة الجريمة. لست فى وضع الآن ولن يكون بأى حال لأعلق على قرار أصدرته محكمة روسية". وكانت إدانتهن قد أثارت انتقادا واسعا لروسيا بسبب التضييق على المعارضة وحرية التعبير. وحذر بوتين أيضا من أن روسيا سترد بالمثل فى حال فرضت أى دولة قيودا على سفر المسئولين الروس الذين يزعم تورطهم فى موت المحامى سيرغى ماغنيتسكى داخل السجن. وقال "ماذا يتوجب على روسيا فعله فى مثل هذه الحالات؟ اتخاذ خطوات مناسبة ووضع لائحة مشابهة لمسئولى الدول التى فرضت مثل هذه التدابير ضد روسيا". وكان ماغنيتسكى قد لقى حتفه خلال احتجازه نتيجة التهاب فى البنكرياس وذلك عقب اعتقاله من قبل مسؤولى الحكومة الروسية أنفسهم الذين اتهمهم بالفساد. وأدت قضيته إلى تشويه سجل روسيا فى مجال حقوق الإنسان ودفعت مجلس النواب الأمريكى إلى تمرير مشروع قانون فى يونيه يستهدف المسئولين الروس الضالعين فى القضية. وأفادت صحيفة "صنداى تايمز" أيضا بأن السلطات البريطانية أعدت قائمة تشمل ستين مسئولا روسيا قد يمنع دخولهم البلاد بزعم تورطهم فى وفاة ماغنيتسكى فى نوفمبر من العام 2009. وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولاياتالمتحدة، قال بوتين إن روسيا بإمكانها العمل مع ميت رومنى إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة، حتى رغم أن رومنى وصف روسيا بأنها "الخصم الجيوسياسى رقم واحد" للولايات المتحدة. وقال بوتين "سنعمل مع أى رئيس ينتخبه الشعب الأمريكى. لكن جهودنا ستكون على القدر الذى يريده شركاؤنا". وأعرب بوتين عن تخوفه بشأن مدى تأثير رئاسة رومنى فى حال فوزه على النزاع الطويل المدى بشأن خطط الناتو لوضع أجزاء من نظام دفاع صاروخى فى أوروبا، وتزعم روسيا أن النظام يمكن أن يقوض دفاعاتها. وقال بوتين إنه إذا فاز رومنى بالانتخابات "فسوف يوجه نظام الدفاع الصاروخى بالتأكيد ضد روسيا"، وتظهر استطلاعات الرأى تقارب التأييد لكل من أوباما ورومنى قبيل انتخابات السادس من نوفمبر.