واصل منسوب مياه النيل ارتفاعه اليوم الأربعاء، بزيادة قدرها 11 سنتيمتراً عن أمس الثلاثاء، ليصل لنحو 172 مترا و10 سنتيمترا مقابل 172.99 متر، وهو ما يؤكد أن مؤشرات فيضان النيل الجديد للسنة المائية تشير إلى أنه سوف يكون فيضانا أعلى من المتوسط. وأشار تقرير تلقاه الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والرى، إلى أن الإيراد الوارد لبحيرة ناصر بلغ 717 مليون متر مكعب، فى حين بلغ المنصرف خلف خزان أسوان 170 مليون متر مكعب تكفى لاحتياجات البلاد من الزراعة والصناعة. وتوقع بهاء أن يبلغ الوارد من مياه الفيضان للعام الحالى 93 مليار متر مكعب للموسم المائى 2012 -2013 التى بدأت من أول أغسطس الحالى وحتى يوليو 2013، وذلك وفقا لرصد المعدلات المتزايدة لسقوط الأمطار على الهضبة الإثيوبية، والتى تترجم فى ارتفاع منسوب المياه ببحيرة السد العالى، حيث تتراوح زيادة المنسوب ما بين 10 و12 سنتيمترا. أعلنت اللجنة السودانية العليا للفيضان استقرار مناسيب النيل فى معظم الأحباس المائية، وفقًا للبيانات الواردة من المحطات الرئيسية وصور الأقمار الصناعية، والتى تشير إلى وجود سحب متفرقة فى الهضبة الإثيوبية. وأوضح أنه تم اعتماد برنامج لخفض المنصرف من المياه خلف السد العالى لزيادة حجم التخزين من البحيرة، تعويضا لما تم صرفه على مدى الشهور الأخيرة من مخزون المياه الاستراتيجى، حتى وصول المنسوب لأقل من 170 متراً، حتى بدأت شهور سقوط الأمطار الجديدة على الهضبة الإثيوبية، لترفع منسوب المياه أمام السد منذ أول أغسطس لنحو أربعة أمتار. أضاف، أننا بدأنا فى تخزين كميات المياه الواردة للسد العالى يوميا بعد خصم ما يتم صرفه لاحتياجات البلاد، مؤكدا أنه لا توجد أية مخاوف على البلاد من فيضان النيل هذا العام فى ظل وجود السد الذى مازال يقوم بدوره القومى فى حماية البلاد، سواء من إخطار الفيضانات العالية أو المنخفضة. وأوضح أنه يتلقى تقارير يومية من بعثة الرى المصرى بالسودان حول تأثير معدلات الأمطار المتزايدة على الهضبة الأثيوبية على القرى السودانية المتاخمة للنيل، حيث تتعرض العديد منها للغرق والتدمير. كما أن برنامج الخفض التدريجى للمنصرف من السد العالى يأتى لزيادة حجم التخزين فى البحيرة، وكإجراء احترازى لغرق جزر النيل التى يختفى معظمها نتيجة زيادة المنصرف، وحفاظا على منظومة الاتزان المائى بين حجم المنصرف، والمطلوب لاحتياجات البلاد المائية وبين حجم المطلوب تخزينه لتعويض الفاقد من منسوب المياه بالبحيرة. وأشار إلى أن مصر تراقب تطورات الفيضان من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الدايم الذى يمثل أقدم محطة لقياس منسوب النيل الأزرق على الحدود السودانية – الإثيوبية من محطات الرصد، وقياس المناسيب التابعة للرى المصرى بالسودان، وبالتنسيق مع الرى السودانى باستخدام أحدث الطرق العلمية علاوة على تحليل صور الأقمار الصناعية للسحب الممطرة فوق الهضبة الإثيوبية.