صدر مؤخرا كتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان "هؤلاء الشعراء وعوالمهم المدهشة"، للشاعر الكبير فاروق شوشة، حيث يضم الكتاب بين ضفتيه ثمانية فصول: "مقدمة للكتاب كلمة أولى، شعر العقاد حوار الصخر والنهر ، عبد الحميد الديب وتر نافر وصعلكة مبدعة ، البنية الشعرية عند بدوى الجبل قصيدة اللهب القدسى نموذجا، نزار قبانى عصر من الشعر ، صلاح عبد الصبور عصر من الشعر ، قصيدة حجازى والجدلية الحية مع الموروث الشعرى"، وذلك فى 139 صفحة من القطع الصغير. يأخذ الكاتب فى هذا الكتاب القارئ من خلال فصول إلى هذه العوالم المدهشة لعدد من الشعراء، كاشفا عن وجود لهم لم نعرفه فيهم بالقدر الكافى ، حيث يؤكد شوشة فى الكتاب على أن العقاد الشاعر يبقى أضعاف العقاد الكاتب، كما يرى أيضا أن عبد الرحمن شكرى فى معظم شعره يقترب من طبيعة الفهم للشعر الذى أشاعته جماعة الديوان، حيث إن الشعر فى جوهره تعبير عن الوجدان وكشف لحالات النفس الإنسانية أكثر من اقتراب رفيقة العقاد والمازنى . وينتقل شوشة فى الكتاب إلى عبد الحميد الديب الذى يؤكد أننا أمام صورة عصرية للشاعر الصعلوك فى موروثنا الشعرى القديم، حيث إن الصعلكة فى حقيقتها ليست مجرد فقر، وإنما هى التمرد على ذلك والعزم على تغييره فى روح عارمة لاجتياز حاجز الفقر، بالإضافة إلى الإرادة الإنسانية الواعية بالحق المسلوب والذى يجب أن يكفله المجتمع لجميع أبنائه. جدير بالذكر أن فاروق محمد البغدادى شوشة من مواليد قرية الشعراء بدمياط فى التاسع من يناير 1936 ، حيث شغل العديد من الوظائف والمناصب المهمة فى الدولة، فقد تولى منصب رئاسة الإذاعة والتلفزيون الأسبق، كما عمل أستاذا للأدب العربى بالجامعة الأمريكية، أيضا عمل كأمين عام لمجمع اللغة العربية. وقد صدر له ما يقرب من العشرين ديوانا أشهرها "فى انتظار ما لم يجئ، يقول الدم العربى،، وقت لاقتناص الوقت ، الجميلة تنزل إلى النهر ، الرحيل إلى منبع النهر" ، بالإضافة إلى سيرته الذاتية التى تحمل عنوان "عذابات العمر الجميل"، كما حصل على عدد من الجوائز المهمة، نها "جائزة الدولة التقديرية ، محمد حسن فقى ، كفافيس".
