تنطلق بعد غد الخميس بكل من مدينتى الجديدة وازمور فعاليات الدورة الثانية للملتقى الدُولى لفن "الملحون"، التى تنظمها الجمعية الإقليمية للشئون الثقافية، وعمالة إقليمالجديدة، بالتعاون مع عدد من الشركاء، على مدى ثلاثة أيام. وتشهد الدورة التى تقام تحت شعار "الملحون فى حضرة التصوف"، تقديم عدد من العروض الموسيقية، التى ستوزع ما بين فن الملحون، والموسيقى، والإنشاد الروحى، والفن الشعبى الجزائرى، والحضرة الصوفية، والذكر العيساوى، وذلك سيتم بانسجام مع تيمة الدورة التى تلامس التصوف بكل أشكاله وألوانه الموسيقية وتعبيراته الصوتية الجميلة. وسيعرف هذا المهرجان الفنى الذى يشارك فيه أكثر من مائة فنان يمثلون بلدان لبنان، إيران، تونس والجزائر والبلد المنظم، تنوعًا موسيقيًا، وغناءً روحيًا تعكسه الفقرات الفنية، وذلك من خلال ما ستقدمه الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة من الأغانى والابتهالات والتواشيح والمواويل لكل من جلال الدين الرومى، وابن الفارض، وابن زريق، والحلاج، وجبران خليل جبران، حيث يمتزج فيها الحس الموسيقى الصوفى بالنبرة الفنية الأصيلة فى هذا الشهر المبارك الكريم، إلى جانب الفنان على رضا كوربانى وما سيقدمه من أغانى التراث الصوفى الإيرانى؛ وكذلك ما ستقدمه الفنانة ريم حقيقى من روائع الفن الشعبى الجزائرى، ومن تونس تُقدم حضرة سيدى منصور فى صفاقس برئاسة المقدم سفيان السيالة؛ شذرات من تراث الحضرة الصوفية فى انسجام مع الحضرة العيساوية. ويُقدم فن (الملحون) المغربى فى كل حفلات ملحونيات من خلال مجموعة من الفنانات والفنانين المغاربة، تتقدمهم ماجدة اليحياوى، سناء مرحات، أسماء لزرق، محمد السوسى، عبد العالى البريكى وعبد المجيد رحيمى فى صحبة جوق لأمهر عازفى فن الملحون بالمغرب. كما ستعرف الدورة عقد ندوة علمية فى موضوع "فن الملحون فى رحاب التصوف" يوم السبت المقبل، يشارك فيها كل من الدكتور عباس الجرارى والأستاذ فوزى الصقلى، والأستاذ عبد السلام الخلوفى؛ وهى ندوة تحاول أن تلامس تيمات الوجود والإنسان والزمن والسفر الروحى فى فن الملحون، وكذا رصد التقاطعات التى ينسجها هذا الفن التراثى مع مختلف الفنون والألوان الإيقاعية والموسيقية الكونية. كما ستنفتح هذه الدورة على فضاءات أثرية كفضاء ابراهام مونيس، ودار السلاح بالمدينة العتيقة بآزمور، وفضاء حديقة محمد الخامس فى الجديدة من خلال ثلاث ليالى هى ليلة السفر الروحى، ليلة الحضرة الصوفية وليلة الإخاء والمحبة، مما يمنح المهرجان قيمة فنية راقية. وكانت الدورة قد سبقتها يوم ال26 من الشهر الماضى، تنظيم ندوة صحافية بالجديدة، تم فيها تقديم الخطوط العريضة لهذه الدورة، التى تشكل دورة النضج، بما تحمله من خصوبة فنية فى فقرات المهرجان، الذى سيحول مدينة الجديدة لا محالة إلى محطة دولية للموسيقى الروحية.
