أظهرت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون بجامعة "بوفالو" فى نيويورك، أن تعرض رجال الشرطة للتوتر النفسى يؤدى إلى إصابتهم بكثير من الأمراض، مثل البدانة وأمراض القلب والسكر والسكتة الدماغية والأرق والسرطان، وذلك مقارنة بأصحاب المهن الأخرى، وهى الدراسة الأولى التى أوجدت علاقة بين التوتر الذى يتعرض له رجل الشرطة وإصابته بكثير من الأمراض الصحية والنفسية. وقال جون فيولانتى الباحث بالجامعة - فى تصريح على الانترنت - إن رجال الشرطة الذين يعملون فى نوبات ليلية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوراثية، مقارنة بزملائهم الذين يعملون فى النوبات الصباحية. وأجرى الباحثون دراستهم على أكثر من 450 شرطيا فوجدوا أن حوالى 40 فى المائة منهم مصابون بالبدانة مما يزيد 8 فى المائة عن النسب العامة للبدانة فى المجتمع ، وأن 25 فى المائة منهم يعانون من التوتر بسبب قلة عدد ساعات النوم بينما تبلغ النسبة فى المجتمع أقل من 19 فى المائة. وأوضحوا أن معدلات الانتحار بين رجال الشرطة بلغت 8 أضعاف معدلات الانتحار لدى رجال الشرطة المتقاعدين مما يخالف الاعتقاد السائد أن المتقاعدين من الشرطة أكثر ميلا للانتحار. وأشار الباحثون إلى وجود مشكلة إضافية يعانى منها رجال الشرطة تتمثل فى عدم قدرتهم على طلب المساعدة الصحية فعلى سبيل المثال إذا عانى احدهم من مرض فى القلب لن يسمح له بالعودة إلى الشارع وإذا ذهب لطلب الاستشارة النفسية أو العقلية قد يمنع من الحصول على الترقيات الوظيفية مما يعرضه للخجل من رؤسائه وزملائه فى العمل، وفى بعض الحالات قد يؤخذ منه سلاحه. لذا يبدو حسب نتائج الدراسة أن رجال الشرطة يدفعون ثمنا باهظا من اجل الحفاظ على تماسكهم على الرغم من إنهم يخفون داخلهم قلقا وخوفا يسبب أمراضا قاتلة، دون أن يستطيعوا الإفصاح عن ذلك خوفا من فقد وظيفهتم.