أثارت الدعوة التى تلقاها الرئيس الفلسطينى محمود عباس من الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، للمشاركة بالقمة المقبلة لدول عدم الانحياز فى طهران يومى 30 و31 أغسطس المقبل، اهتماماً بالغاً من الصحف الإسرائيلية اليوم الاثنين، واعتبرتها تقارباً بين السلطة وطهران على حساب حركة حماس، فيما رأى قيادى بحركة فتح أن الزيارة قد تكون بداية لعلاقة متوازنة مع الشعب الفلسطينى. ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى تقرير لها اليوم، أن العلاقات بين إيران والسلطة الفلسطينية توجد فى أسفل الدرك، لكن رغم ذلك استجاب رئيس السلطة أبومازن للدعوة للزيارة الأولى إلى طهران. واعتبرت الصحيفة الدعوة الإيرانية بادرة طيبة لأبومازن، والتى ولدت أغلب الظن "حسب الصحيفة" على خلفية التدهور فى العلاقات بين إيران وحماس. وأوضحت أنه أثناء الاضطرابات الدموية فى سوريا وقفت حماس ضد حكم الأسد، الذى يرعاه النظام فى طهران، لهذا تستغل الفرص فى محاولة لتقريب أبومازن إليهم. ورأت الصحيفة أن زيارة الرئيس عباس إلى طهران فرصة للرئيس أبو مازن للإعراب أمام واشنطن عن خيبة أمله من سياستها، وإشارة لإسرائيل تقول إن للفلسطينيين "إمكانيات أخرى" فى الشرق الأوسط، وستشكل الزيارة أيضا تذكيراً لحماس أن السلطة لا تزال الجهة التى تمثل الشعب الفلسطينى. ونقلت الصحيفة عن مصادر فى وزارة الخارجية الإسرائيلية القول "إنها لا تعد زيارة رسمية حقيقية، ولا يوجد تحسن فى العلاقات بين إيران والفلسطينيين، كما أن "أبو مازن" لا يسافر انطلاقا من الصداقة مع طهران". من جانبها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن أبو مازن يقاتل فى سبيل شرعية حكمه حيال العالم، لهذا فإنه سيحضر كل منتدى يمكنه فيه أن يوضح بأنه الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى. ونبهت الصحيفة إلى أن الزيارة قد تثير أعصاب كل جهة تساعد وتتبرع للسلطة الفلسطينية بالأموال، مشيرة إلى أن السلطة تتلقى دعما اقتصاديا من جهات فى الشرق الأوسط، يمقتون الإيرانيين ويخافون منهم، وهذه الجهات تتمتع بالأموال، بالبنى التحتية وبالدعم الأمريكى، مشيرة أيضا إلى الرباعية الدولية تقف فى قلب المقاطعات على إيران. من جانبه، قال مسئول فتح فى قطاع غزة الدكتور يحيى رباح إن العلاقات الإيرانية مع السلطة كانت متوترة، لأن طهران تدخلت فى الشأن الفلسطينى سابقا بشكل غير متوازن. وأضاف أن الزيارة تعنى "عودة المياه إلى مجاريها" فى العلاقات بين السلطة وطهران، شريطة ألا تتدخل الأخيرة بشكل سلبى فى الحياة الفلسطينية، وليس لطرف على حساب آخر. وأشار إلى أن إيران دولة مؤثرة فى المنطقة، والعلاقة معها شىء مهم بالنسبة للشعب الفلسطينى، لكن يجب عليها التعامل مع السلطة الشرعية للشعب الفلسطينى.