تشهد سماء الوطن العربي مساء اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 ظاهرة جميلة حيث يقترب القمر من عنقود النثرة الواقع في كوكبة السرطان في مشهد يمنح الراصدين فرصة جميلة لالتقاط هذا التجاور السماوي البديع. القمر والعنقود وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه سيظهر القمر والعنقود داخل مجال رؤية واحد عند استخدام المنظار ما يسمح بمشاهدة توزيع نجوم العنقود والتمييز بين لمعانهما بسهولة. ويعد عنقود النثرة من أكثر العناقيد المفتوحة إثارة للاهتمام إذ يبعد حوالي 580 سنة ضوئية عن الأرض ويضم أكثر من ألف نجم من بينها نحو 300 نجم يشبه الشمس. تقدر كتلة هذا التجمع بما بين 500 و600 كتلة شمسية ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة وتشير الدراسات إلى أن اثنين من نجومه على الأقل يملكان كواكب تدور حولهما بينما تنتمي غالبية نجومه إلى الفئات الطيفية G وK وM الغنية بالنجوم الشبيهة بالشمس والأبرد منها. يعرف هذا العنقود باسم خلية النحل بسبب انتشار نجومه بطريقة تحاكي سربا من النحل. ويمكن رؤيته بالعين المجردة في المواقع المظلمة أما داخل المدن أو في وجود ضوء القمر فيكون استخدام المنظار أفضل لرؤية تفاصيله بوضوح. يبدأ أفضل وقت للرصد بعد منتصف الليل وحتى قبيل الفجر حين يرتفع القمر والعنقود فوق الأفق الشرقي وتتيح المناظير والتلسكوبات الصغيرة رؤية النجوم الفردية والعلاقة الظاهرية بينها وبين القمر. أما في المناطق المليئة بتلوث الضوء فيجب توفير موقع أكثر ظلمة للحصول على مشاهدة جيدة. ورغم اقترابهما في السماء فإن هذا اللقاء ظاهري فقط فالقمر لا يتجاوز بعده عنا 1.3 ثانية ضوئية بينما يقع عنقود النثرة على مسافة 580 سنة ضوئية. لكن تصور مشهد السماء من داخل هذا العنقود يظل فكرة آسرة وسط آلاف النجوم الشبيهة بالشمس والكواكب التي قد تدور حولها. يتميز عنقود النثرة بأنه أكبر قليلًا من الثريا عند النظر إليه في السماء رغم أن الثريا أقرب بكثير إلى الأرض ما يسهل التمييز بينهما عند الرصد بالمنظار. يمثل هذا الاقتران فرصة رائعة لاكتشاف جمال عنقود النثرة والتأمل في عمق السماء، حيث ينساب القمر بالقرب من هذا التجمع النجمي المذهل، مضيفًا لمسة مضيئة لليل الشتاء.