أكد الدكتور حسن سليمان، رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم الأسبق، أن الإسلام دين إنساني شامل، لم يقتصر دوره على إرساء العبادات والشعائر فقط، بل وضع منظومة قيمية وأخلاقية دقيقة تهدف إلى بناء مجتمع متماسك، مشدداً على أن "الخير" في المنهج الإسلامي ليس مجرد فكرة نظرية، بل هو سلوك عملي يجب تفعيله على أرض الواقع. وأوضح "سليمان"، خلال لقاء ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة اكسترا نيوز، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وضع خارطة طريق للأخلاق، حيث كان نموذجاً تطبيقياً للقرآن يمشي على الأرض، مؤكداً أن انتشار الإسلام في ربوع الدنيا لم يكن بالسيف، بل من خلال "المعاملة الطيبة" والسلوك القويم الذي فتح القلوب قبل البلدان.
فطرة المصريين والتعاون وفي سياق حديثه عن التكافل الاجتماعي، أشار رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق إلى أن حب الخير والتعاون هما جزء أصيل من "الفطرة المصرية"، وأضاف: "المصريون يمتلكون جذوراً عميقة في فعل الخير، وتجدهم في أي موقف طارئ أو أزمة يداً واحدة، حيث تتلاشى الفوارق وتظهر روح التعاون والأمان تلقائياً، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد)".
فلسفة الزكاة والإحسان وحول مفاهيم التراحم والإحسان، أوضح الدكتور حسن سليمان أن الشريعة الإسلامية وضعت "الزكاة" كفريضة لسد الفجوة بين الطبقات، مما يزرع الحب والترابط بدلاً من الحقد. وأكد أن الإحسان لا يتوقف عند المال، بل يشمل "الكلمة الطيبة"، و"الابتسامة"، والصدق، والأمانة، والإيثار، مشيراً إلى أن هذه القيم هي التي تصنع نسيجاً مجتمعياً قوياً لا يهتز.
واختتم "سليمان" تصريحاته بالتأكيد على أننا لسنا بحاجة لانتظار الكوارث أو الأزمات لنكون رحماء، بل يجب أن تكون قيم التراحم، وجبر الخواطر، والإحسان، ممارسات يومية وعادات راسخة في تعاملاتنا الحياتية.