سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب أمريكى: "الاحترام المتبادل" ينبغى أن يكون أساسًا للعلاقات المصرية الأمريكية فى المستقبل.. الولايات المتحدة يجب أن تركز على التجارة والاستثمار فى مصر.. حكومة مرسى لابد أن تلتزم بتعهداتها الدولية
علق الكاتب مايكل دون، فى مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على ما تناوله الرئيس الأمريكى باراك أوباما حول العلاقات المصرية الأمريكية والتى ستقوم على أساس الاحترام المتبادل خلال المرحلة المقبلة – على حد وصف الرئيس أوباما - بعد أن تولى الرئيس محمد مرسى منصب الرئاسة فى مصر، ليكون أول رئيس إسلامى يتولى مقاليد الأمور فى البلاد منذ أكثر من ستين عاما، موضحا أن هناك ضرورة لأن تكون العلاقات على هذا الأساس خلال المستقبل. وأشاد الكاتب الأمريكى بالجملة التى اختارها الرئيس الأمريكى لتكون أساسا للعلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة فى ظل استياء جماعة الإخوان المسلمين – التى ينتمى إليها الرئيس المصرى الجديد – من العلاقات التى أرساها الرئيس السابق حسنى مبارك مع الولاياتالمتحدة. وأضاف الكاتب أن مرسى ربما لن يحظى بصلاحيات كبيرة خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن القادة العسكريين للبلاد، الذين أداروا المرحلة الانتقالية منذ سقوط الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011، قد استحوذوا على السلطة التشريعية وجزءا من السلطة التنفيذية، وبالتالى لم يتسلم الرئيس المنتخب السلطة كاملة، إلا أنه بالرغم من ذلك يبقى اللاعب الأبرز الذى سوف تتعامل معه الولاياتالمتحدة. وتساءل دون كيف ستتعامل الولاياتالمتحدة مع الحكومة المصرية الجديدة على أساس "الاحترام المتبادل"، فى ظل حالة الصراع على السلطة التى قد تسيطر على المشهد السياسى فى مصر بين الرئيس الإسلامى الجديد من ناحية، والقادة العسكريين للبلاد من ناحية أخرى، خاصة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أعرب عن إصراره على الاحتفاظ بالسلطة حتى الانتهاء من وضع الدستور الجديد الذى سوف يحكم البلاد خلال المرحلة القادمة. وأوضح الكاتب الأمريكى أن الولاياتالمتحدة ينبغى أن تعبر عن احترامها للمصريين من خلال إعادة قدر من التوازن فى العلاقات المصرية الأمريكية فيما يخص حرية التجارة والاستثمار، وهو ما يمثل أهمية كبيرة للمصريين خلال المرحلة الحالية فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية حاليا، ربما أكثر من المساعدات العسكرية التى لا تفيد سوى فئة قليلة من المصريين. واعترف الكاتب بأهمية احتفاظ واشنطن بعلاقات عسكرية قوية مع القاهرة، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه على تلك العلاقات لا ينبغى أن تكون على حساب مصالح المواطنين المصريين المدنيين، موضحا أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر ينبغى أن تقتصر فقط على الاحتياجات العسكرية، وأن تتوقف تلك المساعدات على مدى الدعم الذى يقدمه الجنرالات للعملية الديمقراطية فى مصر. وقال الكاتب الأمريكى إن بلاده ينبغى أن تعبر عن احترامها الكامل للقيم الديمقراطية فى مصر بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، موضحا أن إدارة الرئيس أوباما لم تحرك ساكنا فى ظل الانتهاكات العديدة التى كانت ترتكب فى مصر خلال المرحلة الانتقالية التى قادها المجلس العسكرى، موضحا أن تلك المرحلة قد شهدت العديد من الانتهاكات الانسانية، واقتصاد متعثر، بالإضافة إلى مداهمة منظمات المجتمع المدنى ومنعها عن ممارسة عملها وكذلك تسييس القضاء. وشدد الكاتب على ضرورة عدم تدخل المؤسسة العسكرية المصرية فى أعمال صياغة الدستور الجديد خلال المرحلة المقبلة، موضحا أن هناك ضرورة ملحة لعودة الحياة البرلمانية فى مصر، خاصة بعد قرار المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب. من ناحية أخرى شدد الكاتب على أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد أبدت ثقتها فى التعهدات التى أخذها الرئيس الجديد، حول احترامه لحقوق كل المصريين، من بينهم المرأة والأقباط، موضحة أنه سوف يقوم بتشكيل حكومة ائتلافية لا تقتصر على الإسلاميين. وأكد الكاتب أن الولاياتالمتحدة تنتظر من الحكومة المصرية الجديدة أن تعرب عن احترامها للمجتمع الدولى من خلال الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان من ناحية، واحترام التزاماتها الدولية ومعاهدة السلام مع إسرائيل من ناحية أخرى. وأضاف الكاتب أن "الاحترام المتبادل" يقتضى أن تقدم الحكومة المصرية على إلغاء القضية القانونية التى تم اتخاذها بصدد منظمات المجتمع المدنى العاملة فى مصر والعاملين فيها، موضحا أن استمرار تلك القضايا قد يهدد ويعرقل المساعدات الأمريكية لمصر. وأضاف أن الرئيس الجديد يمكنه علاج الأمر دون تدخل فى الشئون القضائية للبلاد من خلال تكليف المسئولين المختصين بتسجيل المنظمات الأمريكية العاملة فى مصر. واختتم الكاتب مقاله أن الولاياتالمتحدة ينبغى أن تكون أكثر جدية وانتباها عما كانت عليه من قبل، موضحا ان الإدارة الأمريكية ينبغى أن تكون حريصة على إقناع المصريين بجديتها حول ضرورة احترام الحكومة المصرية لها بنفس القدر الذى دائما ما يعبر عنه المسئولون الأمريكيون تجاه المصريين.