الأسبقية للحيوانات.. دراسة إسبانية تكشف تاريخ أول قبلة قبل 21 مليون سنة

لماذا نتبادل القبل؟ هذا السلوك العاطفى الشائع فى كثير من الحضارات البشرية – بل والملاحظ أيضًا لدى عدد من الحيوانات – ظل لغزًا تطوريا محيرا، فهو لا يقدم فائدة واضحة للبقاء أو التكاثر، بل يحمل مخاطر مثل انتقال الأمراض، لكن دراسة حديثة تحاول إلقاء الضوء على هذا اللغز، وتكشف أن تاريخ القبلة يعود إلى زمن أقدم بكثير مما نعتقد.
القبلة أقدم مما كنا نتخيل.. تعود لأكثر من 21 مليون عام

كشفت دراسة إسبانية حديثة، نقلتها صحيفة الموندو الإسبانية، عن تاريخ أول قبلة على كوكب الأرض والتى تمتد جذورها إلى 21 مليون عام، وأكدت أن القبلة ليست سلوكا حديثا ولا حتى حكرا على الإنسان، بل أن الحيوانات كان لهم الأسبقية فى تبادل القبل، ويأتى بعدهم، النياندرتال، وهو الأسم الذى كان يكلق على البشر القدماء فى أوروبا وغرب آسيا قبل عشرات الآلاف من السنين.
قبلة

قام فريق البحث بمحاولة فريدة لإعادة بناء التاريخ التطوري للقبلة، معتمدًا على مقارنة بين الأنواع المختلفة وربط البيانات بشجرة عائلة الرئيسيات، مؤكدة أن القبلة سلوك قديم لدى القردة العليا، نشأ في الجد المشترك لها قبل 21.5 إلى 16.9 مليون سنة، ولم يندثر هذا السلوك، بل استمر حتى اليوم لدى معظم القردة العليا.
القبلة منتشرة فى 45% من ثقافات العالم
فى الحقيقة، وفقا للدراسة فإن ليست كل المجتمعات البشرية تمارس التقبيل، فبحسب الباحثة التطورية ماتيلدا بريندل المشاركة فى الدراسة التي، لا يوجد توثيق للتقبيل إلا في نحو 45% فقط من ثقافات العالم. وتوضح الباحثة أن اختلاف السياقات الاجتماعية بين الحضارات يطرح سؤالًا مهمًا:هل القبلة سلوك تطوري قديم؟ أم أنها ابتكار ثقافي حديث نسبيًا؟
وتشير كاثرين تالبوت، المشاركة في الدراسة من معهد فلوريدا للتقنية، إلى أن هذه الدراسة تمثل ، الخطوة الأولى، نحو فهم هذا السلوك الإنساني المعقد.
لماذا نتبادل القبل؟ العلم ما زال يبحث

رغم ذلك، يظل لغز القبلة قائمًا. فأسبابها التطورية غير واضحة بالكامل. وتوضح الباحثة أنه لا توجد بيانات كافية لتفسير لماذا تمارس الأنواع المختلفة التقبيل.
لكن هناك فرضيات بارزة، منها:
اختبار الشريك: حيث يعتقد بعض العلماء أن القبلة وسيلة لتقيم ملاءمة الشريك، عبر رصد الإشارات الكيميائية والهرمونية
تمهيد لزيادة الإثارة.. حيث وفقا للباحثين فإنها تعتبر مدخلا لرفع مستوى الإثارة وهو ما يساعد على التكاثر
تعزيز الروابط الاجتماعية: فالقبلة تعمل كإشارة ودية تساعد على تقوية الروابط سواء بين الحيوانات أو البشر
شجرة عائلة القبلات

بعد وضع التعريف، جمع فريق البحث بيانات من الدراسات العلمية حول الأنواع التى لوحظت وهى تتبادل القبل، خصوصًا القردة العليا مثل: الشمبانزى، البونوبو، والأورانجوتان..