كشف موقع Medscape ، إنه في تطور يمكن أن يشكل استراتيجيات علاج السرطان، وجد الباحثون أدلة على أن لقاحات كورونا المعتمدة على تقنية mRNA، يمكن أن تعزز فعالية العلاج المناعي للسرطان وتحسن نتائج السرطان بشكل كبير. و كشفت الدراسة، إن تلقي لقاح mRNA لفيروس كورونا في غضون 100 يوم من بدء العلاج المناعى (ICI) كان مرتبطًا بتحسن كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام بين المرضى المصابين بسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة المتقدم (NSCLC) وسرطان الجلد النقيلي . لقاحات كورونا المعتمدة على تقنية mRNA قال الدكتور آدم جريبين، الأستاذ بمركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن، والذي قدّم البحث في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي (ESMO) لعام 2025 الذي نُشر بالتزامن في مجلة نيتشر: "إنه تشير نتائجنا إلى أن لقاحات كورونا المعتمدة على تقنية mRNA الحالية، والمستخدمة حاليًا في جميع أنحاء العالم، يمكن إعادة استخدامها لتحسين نتائج علاج مرضى السرطان". وأضاف: "إن هذا يفتح الباب أمام تطوير لقاحات تعتمد على الحمض النووي" RNA "عالمية تُقوّي المناعة، وقد تُفيد الملايين" وأوضح الدكتور جيف كولر، أستاذ بيولوجيا الحمض النووي الريبوزي والعلاجات في جامعة جونز هوبكنز، والذي لم يشارك في البحث، إن ما يثير الاهتمام في هذا العمل هو إمكانية تطوير لقاح جاهز قائم على الحمض النووي الريبوزي المرسال لتعزيز العلاج المناعي للسرطان، مضيفا، "إنه مع زيادة الاستثمار في الأبحاث والدراسات السريرية، قد نتمكن من إيجاد أحماض نووية جاهزة ذات تأثيرات كبيرة على الجهاز المناعي لدى مرضى السرطان". قال لينارد لي، الأستاذ المشارك في مركز علم الأورام المناعي بجامعة أكسفورد، بإنجلترا، في بيان صادر عن مركز الإعلام العلمي البريطاني: "هذه نتيجة مثيرة للاهتمام، ومع ذلك، يجب أن نتوخى الحذر قبل استخلاص أي استنتاجات"، وأكد الموقع، إنه يخطط فريق جريبين حاليًا لإجراء تجربة سريرية عشوائية للتحقق من صحة النتائج الحالية. وأضاف جريبين، أن هذه الدراسة المعروفة باسم التحصين الشامل لتعزيز فعالية العلاج المناعي والاستجابة له، قد تساعد في تطوير الحمض النووي الريبوزي الأكثر فعالية لتقوية المناعة الشاملة. ميزة البقاء على قيد الحياة في سرطان الرئة وسرطان الجلد في حين أن العلاج المناعى أحدث ثورة في علاج السرطان، إلا أن هذا العلاج غير فعال لدى المرضى الذين لا تظهر لديهم استجابات مضادة للأورام مسبقًا، كما أوضح جريبين خلال عرضه التقديمي في الجمعية الأوروبية للطب السريري، يمكن للقاحات السرطانية المصممة خصيصًا باستخدام تقنية mRNA أن تزيد حساسية الأورام للعلاج المناعى. وفي عمل سابق نُشر هذا العام، أظهر جريبين وزملاؤه أن لقاحات mRNA لمستضدات غير الأورام تثير أيضًا مناعة مضادة للأورام. في دراسة استعادية شملت 884 مريضًا مصابين بسرطان الرئة غير صغير الخلايا غير القابل للاستئصال في المرحلة الثالثة أو الرابعة، اكتشف فريق البحث أن تلقي لقاح mRNA لفيروس كورونا في غضون 100 يوم من بدء العلاج داخل الخلايا كان مرتبطًا بتحسن يقارب الضعف في متوسط البقاء على قيد الحياة بشكل عام (37.3 شهرًا مقابل 20.6 شهرًا بدون لقاح) ومعدل بقاء عام أفضل بشكل ملحوظ لمدة 3 سنوات 55.7% مقابل 30.8% . كانت ميزة البقاء على قيد الحياة هذه مماثلة للمرضى الذين يعانون من المرحلة الثالثة غير القابلة للاستئصال (مخاطر نسبية، 0.37) والمرحلة الرابعة من المرض (مخاطر نسبية، 0.52). لُوحظت نتائج مماثلة في دراسة شملت 210 مرضى مصابين بسرطان الجلد النقيلي، تلقى 43 منهم لقاح كورونا خلال 100 يوم من بدء العلاج المناعي، بعد 3 سنوات، أظهر المرضى الذين تلقوا لقاح كورونا المعتمد على تقنية mRNA تحسنًا ملحوظًا في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 3 سنوات مقارنةً بمن لم يتلقوا اللقاح (67.6% مقابل 44.1%؛ نسبة الخطورة: 0.37)، كما أظهر المرضى الذين تلقوا لقاح كورونا mRNA تحسنًا ملحوظًا في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 3 سنوات دون تطور المرض (39.5% مقابل 23.7%؛ نسبة الخطورة: 0.63). أوضح جريبين، إنه كلما اقتربت الفترة بين تلقي اللقاح والعلاج المناعي، ازدادت فائدة البقاء على قيد الحياة. وأكد الموقع، إنه من الجدير بالذكر أن تلقي لقاحات الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي الغير معتمدة على تقنية mRNA بالقرب من بداية العلاج المناعى لم يكن له أي تأثير على البقاء على قيد الحياة بين الأشخاص الذين يتلقون العلاج المناعي للسرطان، على حد قوله. لاحظ الفريق أيضًا فائدة لقاح mRNA في نماذج الفئران المصابة بسرطان الجلد وسرطان الرئة غير صغير الخلايا المقاومة للعلاج المناعي، أدى إعطاء لقاح mRNA مع العلاج المناعى إلى إبطاء نمو الورم بشكل كبير في نموذج الفأر مقارنةً بالعلاج المناعي وحده. وأوضح الموقع، إنه كما هو الحال مع مرضانا، فقد رأينا أن إضافة لقاح mRNA لفيروس كورونا أدى إلى تحسيس هذه الأورام للأدوية المناعية مما أدى إلى تحسين السيطرة على الورم". ما الذي قد يفسر فائدة البقاء على قيد الحياة بين المرضى الذين تلقوا لقاحات كورونا المعتمدة على تقنية mRNA لفيروس كورونا إلى جانب العلاج المناعي؟ أظهر تحليل السيتوكين "السيتوكينات هي إشارات كيميائية شبيهة بالهرمونات والنواقل العصبية، تستخدم للسماح لخلية بالتواصل مع الخلايا الأخرى"، إن لقاحات كورونا mRNA تنتج زيادةً في الإنترفيرون من النوع الأول، وتحديدًا الإنترفيرون ألفا، وأوضح جريبين أنه في نماذج الفئران، عندما تم حجب الإنترفيرون ألفا، اختفى التأثير الإيجابي للقاح كورونا mRNA، مما يشير إلى أن الإنترفيرون ألفا هو وسيط أساسي وضروري لهذه الاستجابات المضادة للأورام، كما تم العثور على ارتباطات مماثلة لاستجابة التطعيم لدى البشر، بما في ذلك الزيادة في الإنترفيرون من النوع الأول، وتنشيط الخلايا الليمفاوية النقوية لدى المتطوعين الأصحاء. أشار جريبين، إلى أن فائدة البقاء على قيد الحياة كانت متشابهة مع جرعة أو جرعتين من اللقاح، وفي الجرعات الأولية والمعززة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن استجابة إنترفيرون ألفا للحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) هي ما يُحرك هذا التأثير.