في قلب المدينةالمنورة، توجد "بئر رومة" التى أوقفها الصحابي عثمان بن عفان للمسلمين؛ لتكون صدقة جارية على مر العصور. تقع البئر في الجزء الشمالي الغربي من المدينة، بالقرب من وادى العقيق. ولا تزال البئر حتى اليوم محط اهتمام الزوار والمهتمين بالتاريخ الإسلامي، لما تحمله من دلالات عظيمة على الكرم والبذل في سبيل الله، حيث تروي الأرض هناك قصة من أسمى قصص الوقف الإسلامي. ما هى قصة البئر؟ هذا الموقع الذي يفيض بالبركة، ظل معينًا للعطاء منذ أن اشتراها عثمان رضي الله عنه من أحد اليهود آنذاك، ووقفها لخدمة المسلمين حين اشتدت حاجتهم للماء؛ فأصبحت رمزًا خالدًا للإيثار، وواحدة من أبرز المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة الخلفاء الراشدين. بئر رومة، المعروفة باسم بئر عثمان، هي بئر تاريخية في المدينةالمنورة اشتراها الصحابي عثمان بن عفان لتكون وقفاً عاماً للمسلمين. في بداية الهجرة إلى المدينة، كان المسلمون يجدون صعوبة في الحصول على الماء، حيث كانت بئر رومة، التي كانت عذبة المياه، مملوكة ليهودي كان يبيع الماء بثمن. حفز النبي محمد المسلمين بقوله: "من يشتري بئر رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة". استجاب عثمان بن عفان لهذا الحث، فاشترى نصف البئر ب 12 ألف درهم وجعل نصيبه صدقة للمسلمين، بحيث يصبح لهما في الأسبوع يومان في الاستقاء. عندما رأى اليهودي أن المسلمين يستفيدون من مياه البئر بكثرة في يوم عثمان، عرض عليه بيع النصف الآخر، فاشتراه عثمان منه بثمانية آلاف درهم وجعله وقفاً للمسلمين أيضاً. من هو مالك البئر؟ كانت البئر لرجل من مزينة، ثم آلت إلى رومة الغفاري، ومنه اشتراها يهودي، وبدأ اليهودي يبيع مائها للمسلمين، وكان يبيع القربة بمد، ثم اشتراها عثمان بن عفان، وكان نصفها باثني عشر ألف درهم، والنصف الآخر بثمانية آلاف درهم، ثم تصدق بها على المسلمين. وفي عصر الدولة السعودية اهتمت الدولة بالبئر وباستصلاح الأرض التي تقع فيها والاستفادة منها في زراعة النخيل وتوزيع ثمره على المحتاجين، ليستمر وقف الصحابي عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حتى يومنا هذا.وفق واس.