في روايات عبده خال، ومن بينها (الموت يمر من هنا) و(مدن تأكل العشب) و(نباح) و(فسوق) و(الأيام لا تخبّئ أحدا).. تلوح رهانات سردية أساسية على تجارب بعينها، تنهض على التقاط عالم رحب، مفتوح على عدد كبير من الشخصيات، وعلى أزمنة وأماكن مختلفة يرتبط في قطاع منه بقرى جنوبية فقيرة وعلى تصوير لعلاقات وأعراف ومواريث خانقة مكبّلة، يتمرد عليها بعض الشخصيات ويدفع ثمنا فادحا إزاء تمرده.. كما يتصل التناول السردي لهذه التجارب بحضور دلالات مركزية ملحّة، مثل الموت، والحب، والشهوة، والسفر، والسلطة، والمعاناة.. وكلها تتجسد خلال اهتمام بالتداخل بين السياسي والاجتماعي والثقافي والأنثروبولوجي، وبالتداخل بين ما هو جماعي وما هو فردي. وفي روايات أحدث له، ومن بينها (ترمي بشرر)، (لوعة الغاوية)، (صدفة ليل)، (وشائج ماء) .. مساحات أكبر للتساؤلات حول الوجود، والزمن، وما يبقى وما يتوارى في الذاكرة، وحدود المعرفة، وما وراء المشهد الظاهري... يتحقق هذا كله، في أعمال عبده خال، خلال اعتماد تقنيات سردية وبنائية أثيرة: الحركة بين المركزية والتبعثر، المراوحة بين حضور الصوت الفردي وتعدد الرواة و"أصحاب الأقوال" في النص الواحد، بما يعني تعدد زوايا النظر إلى الواقعة الواحدة، والصياغات الشعرية التي تتخلل أحيانا لغة السارد الأساسي، والاهتمام بمخاطبة، مباشرة أو غير مباشرة، ل"مرويّ له" حاضر في تصور الكاتب حضورا متعدد الأشكال، والقص التفريعي الذي يغدو معه "الحكي"، والشغف به، مسعى من مساعي الكتابة، ومطمحا من مطامحها.