في خطوة جديدة تعكس تسارع مصر نحو تبني أحدث التقنيات العالمية، شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مراسم توقيع تراخيص تشغيل خدمات "إنترنت الأشياء" للسيارات بين الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وسبع من كبريات الشركات العالمية المصنعة للسيارات. تأتي هذه الخطوة لتفتح الباب أمام عصر جديد من النقل الذكي والخدمات الرقمية، بما يضمن تعزيز مستويات الأمان والراحة للمواطنين، ودعم الاقتصاد الوطني، ووضع مصر في مكانة متقدمة على خريطة التكنولوجيا العالمية. ما هي خدمات إنترنت الأشياء للسيارات؟ تقوم هذه التقنية على ربط السيارات بشبكات الإنترنت بشكل آمن ومنظم، بما يتيح للسائق والمستخدم الاستفادة من أنظمة الملاحة الذكية، وخدمات التتبع، والقدرة على إرسال إشارات استغاثة أوتوماتيكية في حالات الطوارئ. وتمثل هذه الخدمات نقلة نوعية في عالم النقل، حيث تجمع بين التكنولوجيا والراحة والأمان، وتمنح تجربة قيادة متطورة ومختلفة. من هم الشركاء في هذه المبادرة؟ قام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بتوقيع تراخيص جديدة مع سبع شركات عالمية كبرى تشمل: أونستار (التابعة لمجموعة جنرال موتورز)، منصور إم جي أوتوموتيف (العلامة الصينية IM)، جلوبال أوتو (بي إم دبليو)، ألفا عز العرب (التي تضم فولفو وأستون مارتن ولوتس و Lynk&CO)، الشركة المصرية العالمية للسيارات EIM (Zeekr وBAIC)، الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف (أودي وسكودا)، وشركة SMG الهندسية للسيارات (بورشه وسكانيا). وبذلك تدخل مصر في شراكة مباشرة مع أبرز الأسماء العالمية في صناعة السيارات الذكية. ما الفوائد التي تعود على المواطن؟ تمثل هذه الخطوة إضافة نوعية لتجربة القيادة اليومية، حيث تتيح للسائق: التمتع بأنظمة ملاحة دقيقة ومحدثة باستمرار. استخدام خاصية التتبع لتحديد موقع السيارة في أي وقت. الاستفادة من أنظمة استغاثة فورية في حالة وقوع حادث. الاطمئنان إلى أن جميع البيانات الشخصية والبيانات المتعلقة بالسيارة محمية بشكل كامل وفق معايير أمنية صارمة. ماذا يعني ذلك لمصر والاقتصاد الوطني؟ لا يقتصر الأمر على توفير خدمات أذكى للمواطن، بل يمتد إلى دعم خطة الدولة في بناء منظومة نقل ذكي متكاملة، تتماشى مع استراتيجية "مصر الرقمية". كما يسهم في تعزيز ثقة الشركات العالمية بالسوق المصري، ويدعم جذب الاستثمارات في مجال التكنولوجيا المتقدمة، فضلا عن تعزيز مكانة مصر إقليميا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هل هذه التقنية مطبقة في دول أخرى؟ نعم، فقد تم بالفعل تطبيق خدمات إنترنت الأشياء للسيارات في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، حيث أصبحت جزءا أساسيا من تجربة القيادة الحديثة. والآن، مع هذه الخطوة، تنضم مصر إلى قائمة الدول التي توفر هذه الخدمة لمواطنيها في إطار منظومة رسمية منظمة ومؤمنة. هل الخدمة متاحة في مصر حاليا؟ بحسب ما أعلنه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فإن بعض السيارات الجديدة المطروحة بالفعل في السوق المصري من الشركات المذكورة أصبحت مجهزة بهذه التقنية، ما يجعل مصر تدخل فعليا عصر السيارات الذكية، وليس فقط على مستوى التصريحات أو الخطط المستقبلية. يمثل إدخال خدمات "إنترنت الأشياء" للسيارات في مصر نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر أمانا وذكاء في قطاع النقل. ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنية، يتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورا ملحوظا في تجربة القيادة والبنية التحتية الرقمية على حد سواء، بما يضع مصر في موقع ريادي في مجال التحول الرقمي على مستوى المنطقة.