«المتحدة» صارت عقلا استراتيجيا يقود صناعة الرأى العام «المتحدة» بصفتها المؤسسة الأكبر فى صناعة الإعلام المصرى والعربى، لم تعد مجرد مظلة إدارية تجمع قنوات وصحفا ومنصات، وإنما صارت عقلا استراتيجيا يقود صناعة الرأى العام ويعيد رسم حدود الحوار الوطنى ويفتح أمام المجتمع فضاءات جديدة للتعبير فى انسجام مع حركة سياسية أوسع تشهدها الدولة المصرية منذ سنوات حيث تعالت نغمة الانفتاح وتوسع نطاق الحوار وارتفعت قيمة الكلمة كأداة للتأثير والتغيير، لقد أثبتت التجربة أن الإعلام ليس مجرد وسيط ناقل للأحداث، بل هو رافعة كبرى للتفكير الحر ومساحة تصنع الجدل المسؤول، وتؤسس لوعى متجدد يتماشى مع متغيرات المجتمع والدولة معا. طارق نور رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية القرار الذى اتخذته المتحدة بإتاحة مساحة جديدة على شاشة ON لشخصية بحجم وتأثير باسم يوسف، قرار لا يمكن اختزاله فى كونه تعاقدا مع نجم لامع أو صفقة جماهيرية بل هو إعلان صريح عن انتقال الإعلام المصرى إلى مرحلة نوعية أكثر رحابة وأعمق التزاما بحرية التعبير وأكثر انفتاحا على التعدد والتنوع، الذين حاولوا أن يسخروا من الخطوة، لم يدركوا أن السخرية الحقيقية تقع على عاتقهم هم إذ غابت عنهم رؤية التطور الكبير الذى يصوغ ملامحه الإعلام المصرى اليوم، ولم يستوعبوا أن المشهد الإعلامى الوطنى صار قادرا على أن يتسع لكل الأصوات الجادة وأن يمنح حتى المختلفين فرصة الظهور ما دامت الحرية تمارس فى إطارها المسؤول والجاد. مصر تدخل الانفتاح السياسى والإعلامى مرحلة تتجاوز فكرة الصوت الواحد إلى فكرة الحوار المتعدد لقد أرادت «المتحدة» من خلال هذه الخطوة أن تؤكد أن مصر تدخل بالفعل مرحلة جديدة من الانفتاح السياسى والإعلامى مرحلة تتجاوز فكرة الصوت الواحد إلى فكرة الحوار المتعدد، وتمنح المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامة معا مساحات أوسع للتعبير والجدل دون أن تفقد بوصلتها الوطنية أو احترامها لثوابت المجتمع، هذه الروح لم تولد من فراغ، وإنما هى امتداد لمسار بدأ مع الحوار الوطنى حين اتسعت قاعات النقاش لتضم مختلف القوى والتيارات وتحول صوت الإعلام إلى مرآة تعكس هذا التنوع وتبنى جسورا بين الدولة والمجتمع. باسم يوسف الإعلام المصرى قادر على أن يزاوج بين الإبداع والجرأة من جهة وبين الانتماء والالتزام الوطنى من جهة أخرى ولعل من الإنصاف أن نقول إن تجربة باسم يوسف التى تبدأ فى إطار محدد اليوم يمكن أن تتحول إلى نموذج أوسع فى المستقبل، نموذج نستعيد به الأجواء القوية للحرية المسؤولة ونعمق به فكرة أن الإعلام المصرى قادر على أن يزاوج بين الإبداع والجرأة من جهة وبين الانتماء والالتزام الوطنى من جهة أخرى، فالمسألة لا تتعلق باسم فرد أو بشهرة إعلامى، بل تتعلق برؤية مؤسسة وبإرادة سياسية وبروح جديدة تتسع لتجارب متعددة تسعى لأن تجعل من مصر ساحة إعلامية رائدة تحترم التنوع وتحتضن الاختلاف وتبنى ثقة جديدة مع جمهورها المحلى والعربى. الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إننا ونحن ننتمى إلى هذا الكيان الكبير ندرك تماما أن مثل هذه الخطوات ليست مغامرات عابرة وإنما حلقات فى مشروع متكامل يسعى لأن يكتب فصلا جديدا فى تاريخ الحريات الإعلامية المصرية، مشروع يضع الحرية تحت مظلة المسؤولية والانفتاح تحت سقف الانتماء والجدل تحت عنوان الجدية والالتزام، وهو مشروع نثق أنه سيستمر ويتوسع ليؤكد أن مصر لم تعد كما كانت وأن الإعلام المصرى بقيادة المتحدة لم يعد مجرد ناقل للاحداث بل صار شريكا فى صناعة الوعى وحارسا للحرية وصوتا يتجدد مع كل مرحلة ويعلو مع كل انفتاح.