في كتابات الكاتبة العراقية عالية ممدوح التي عاشت لفترات طويلة في بلدان عدة خارج العراق، ومن بينها رواياتها (ليلى والذئب) و(الغلامة) و(المحبوبات) و(حبات النفتالين) و(الولع)، ومجموعتها القصصية (هوامش السيدة "ب").. ومن بينها أيضا نصها (الأجنبية) الذى تتقاطع فيه ملامح سيرية، مرتبطة بالسيرة الذاتية، وأخرى روائية في هذه الكتابات أو الأعمال جميعا حضور لافت لاهتمامات أساسية ولتناولات مركزية يتم التنويع عليها من عمل لآخر، من زوايا عدة، وبمعالجات متنوعة؛ أغلبها موصول ببتناول قضايا المرأة العربية المقموعة بأشكال شتى، أسيرة سجون كثيرة، بالمعنى الحرفي والمجازي، وموصول أيضا بالوقوف عند قضايا تتعلق بالحب، والتمرد والثورة، والقمع، والحرب، والتسلط، والفساد ونفوذ الثروة، والحلم، والهوية، والحرية، والنفي والاغتراب، والمسافات القائمة بين المجتمعات المتقاربة والمتباعدة، في الشرق والغرب. في القلب من هذه التناولات تتعدد المراكز المكانية (في بغداد، وخارجها حيث العالم المترامي)، وتتنوع الوقائع المتصلة بأزمنة مرجعية أو تاريخية محددة.. كما تتباين أشكال السرد وطرائقه، خلال نزوع "التجريب" الواضح الذي يتمثل سرديا بأشكال عدة؛ من بينها ذلك الانتقال من كتابة تنتمي إلى الصوت الداخلي لساردة أو رواية أساسية، إلى اعتماد أصوات العالم الخارجي بلغاته وتعبيراته ولهجاته التي تنتمي إلى تكوينات اجتماعية وثقافية شتى، إلى التقاطع بين الروائي و"السيرذاتي"، إلى الصياغات الشعرية التي تتأسس على قدر من التأمل وقدرة على الاستخلاص.. وكذلك، في هذه التناولات، يتجاور ويتكافأ اهتمامان: اهتمام برصد الوقائع الصغيرة، العارضة أو الطارئة، واهتمام بالتوقف عند ما يمثل نوعا من "طقوس الحياة" المتكررة، الأبدية تقريبا. ولعل هذا الملمح الأخير يشير إلى أن كتابات عالية ممدوح، أو أغلبها، مدفوعة بسعي يكاد يكون ثابتا وراسخا في عالمها كله: استكشاف واكتشاف ما هو مقيم، فيما هو عابر.