المطربة فيروز كراوية واحدة من أبناء الفن المستقل الذين يحاربون من أجل تقديم نوع مختلف من الفن والغناء، يحمل كثيرا من الطابع الثورى، حيث فضلت أن تبتعد عن الطب الذى درسته، وتخلت عن لقب «الدكتورة» لتصبح فنانة، ونجحت مؤخرا فى أن تصدر ألبومها الغنائى «بره منى» عقب رحلة كفاح طويلة، ليثبت ألبومها وجوده فى سوق الكاسيت، خصوصا لما يحمله من وجهة نظر، وليس مجرد صوت جميل مع ألحان وكلمات مميزة، حيث قالت فيروز فى حوارها ل «اليوم السابع»، إنها من جيل ظُلم فى الحب والحياة والتعليم قبل أن يُظلم فى الفن. ◄◄ فى البداية نريد أن نعرف كيف بدأت حياتك الفنية؟ ولماذا اخترت هذا اللون المختلف من الكلمات والألحان، خصوصا أن سوق الغناء حاليا فى مصر تعانى من بعض الكساد؟ - بدأت حياتى العملية فى مجال الطب، لكن كان الفن والغناء يداعبان خيالى دائما، حتى بدأت بالفعل رحلتى الفنية من خلال مركز الإبداع الفنى، الدفعة الأولى، وكذلك مركز الهناجر للفنون، ولكن كانت انطلاقتى الحقيقية فى عام 2006، ورأيت أن أبدأ حياتى الفنية ليس من خلال تكرار الأغنيات القديمة لكبار المطربين، لأنها تحصر المطرب فى لون معين من الغناء لا يستطيع أن يخرج منه بسهولة، وتعمدت أن أبحث عن لون جديد من الغناء، وهناك شىء آخر دفعنى إلى تغيير وجهتى للغناء، وهو رغبتى فى تحدى الواقع الموجود حاليا، فالجيل الذى أنتمى إليه عانى معاناة شديدة، وكان محروما من الحب والتعليم الجيد والحياة السعيدة، فضلا على آليات التطور التى ظهرت مؤخرا. ◄◄ هل يعنى ذلك أنك تعمدت الغناء بطريقة مختلفة كنوع من التمرد على هذا الواقع الذى خرجت منه؟ - بالطبع، كنت أرى ضرورة أن ألعب فى تلك المنطقة البعيدة، فالغناء بشكل عام كان رومانسيا بشكل كبير، ويسرق الناس من هذا الواقع لعالم الخيال، ولكنى أعتقد أن الناس، خصوصا جيلى الذى بدأ يخرج للحياة مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، كانت فى حاجة لنوع جديد من الغناء. ◄◄ بالنسبة للألبوم.. كيف حضّرت له فى هذا التوقيت الصعب؟ وكيف امتلكت جرأة إصداره فى ظل ما تشهده مصر من تقلبات؟ أحضر للألبوم منذ عام 2009، حيث كان من المقرر أن يطرح بالأسواق فى يناير 2011، ولكن مع قيام الثورة أجلنا الألبوم إلى أجل غير مسمى، لأن طبيعة الأحداث السياسية متغيرة، ورغم أن هناك الكثير نصحونى بالتأجيل إلا أننى قررت النزول به فى هذا التوقيت، لأنه ألبوم يحاول لمس الكثير من المصريين، وأيضا لأنه ليس ألبوما صيفيا ولا من الألبومات التى تحدث ضجة، وكذلك ليس من الألبومات الكلاسيكية. ◄◄يعتمد كبار المطربين على توجيه أغنياتهم وألبوماتهم لشريحة معينة يعتمدون عليها، هل تعمدت أن توجهى ألبومك لشريحة بعينها؟ - من خلال الحفلات التى أحييتها عرفت نوعية الجمهور الذى يسمعنى فى ساقية الصاوى، ولاحظت أن الأغانى التى كنت أغنيها مثلا فى 2006 لا يصلح أن أغنيها فى العام الذى يليه، وهذا طبيعى، لأن الجمهور يسعى للتطوير، ومن بين أهم أولوياتى هو توجيه أغنياتى للفتاة، والمرأة المصرية مثل أغنية «بنات» التى تتحدث عن التركيبة النفسية للمرأة. وأرى أن ذلك أمر طبيعى، لكن للأسف الكثير ممن سمعوا الألبوم رأوا أننى تحاملت على الرجل، وهو ما لم يحدث، فأنا هاجمته بالفعل فى بعض الأغانى، ولكن فى أغنيات أخرى دافعت عنه، بل بالعكس جئت على المرأة لأن التناقض هو حالة أساسية للإنسان. ◄◄ لماذا يضم ألبومك الأول مشوارك الفنى 13 أغنية.. ألا ترين أنه عدد كثير من الأغانى؟ - فكرة أن يكون الألبوم يضم أكثر من 10 أغنيات أصبحت أمرا مألوفا بين المطربين، فالعمل الفنى من المفترض أن يعيش لسنوات طويلة، إضافة إلى أننا نرى فى مصر مطربين كبارا ولهم أسماؤهم وجمهورهم يطرحون ألبومات كل عام، ولكنى أعتقد أن الأفضل أن يطرح المطرب ألبوماته على فترات متباعدة، لكى تتاح له فرصة اختيار أفضل الكلمات والألحان، وأعتقد أن المستوى الفنى للألبوم كان حالة مكتملة. ◄◄ ولماذا وقع اختيارك على أغنية «بره منى» لتصويرها بطريقة «فيديو كليب»؟ - لنفس أسباب اختيارى للأغنية، لكى تكون هى الأغنية «الهيد»، فهى أغنية تحرّض على التمرد، وصادمة للكثيرين، وبها حالة درامية كبيرة وبها تمثيل، ولذلك تساعدنى على تصويرها «كليب». ◄◄ ألم ينتابك شعور بالخوف من المنافسة مع مطربين كبار منهم محمد منير؟ - لا، على العكس، فبطبيعة الحال لن أنافس محمد منير، ولكنى أعتقد أن موسم الغناء لابد أن يكون متنوعا، ولا يقتصر على لون واحد من الغناء أو نجم أوحد، وعلى الرغم من هذا التوقيت فإن نجاح الألبوم فاق توقعاتى.