"مع الحركات الإسلامية فى العالم- رموز وتجارب وأفكار" هو عنوان حصيلة رحلات قام بها المؤلف لبعض البلدان التى تنشط فيها أهم الحركات الإسلامية، سواء من حيث القوة والتأثير أو من حيث القدرة على الاجتهاد والتجديد. الكتاب الجديد لحسام تمام الباحث المختص فى شئون الحركات الإسلامية يشتبك مع عدد من الأفكار والتجارب والرموز الحركية الإسلامية المثيرة للنقاش والجدل فى أنحاء مهمة من العالم الإسلامى، من المغرب غربا إلى ماليزيا شرقا، ومن تركيا شمالا إلى السودان جنوبا، وبعض البلاد التى زارها أكثر من مرة، فكانت فرصة للتعرف عن قرب على بعض تجارب الحركات الإسلامية وخبراتها فى هذه البلاد. ويخص الباحث الحالة الإسلامية المصرية فى تشابكاتها الخارجية، فيتوقف عند ظاهرة "المراجعات" وتأثيراتها المستقبلية على الحركات الإسلامية الجهادية، ويتبنى أطروحة مخالفة،يرى فيها أنها لن تكون مهمة فى استشراف المستقبل، كما يطرح سؤالا تهدد حماس الأمن القومى المصرى؟ ليحلل طبيعة العلاقة بين الحركة وبين الإخوان فى مصر، رافضا منطق التعامل مع حماس كذراع للإخوان يمكن أن يؤثر على الأمن القومى المصرى. يحتل تنظيم القاعدة جزءا مهما من الكتاب ومنها"فخ القاعدة!" الذى أوقع أمريكا فى وحل المنطقة من خلال قراءة لاستراتيجية القاعدة التى كانت قد أعلنتها حتى قبل تفجيرات سبتمبر لاستدراج أمريكا، وتراجع النفوذ المصرى فى التنظيم الذى كانت معظم قياداته وكوادره مصرية. يقدم تمام قراءة فى معركة "النبوءة والسياسة" التى اندلعت قبل عامين بين "العدل والإحسان" والدولة المغربية بسبب"منام" تداولته الجماعة الذى انتهى بمعركة سياسية حاسمة.مع تقديم قراءة لمشروع حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية فى إدارة العلاقة بين المجالين الدعوى والسياسى، عبر تجربة واقعية يراها الكاتب كنموذج يستحق الاستفادة منه خاصة فى الحالة المصرية التى تعانى الخلط بين المجالين. فى موريتانيا يرصد تجربة الشباب الصوفى المتأثر بخبرة الحركة الإسلامية للتقريب بين الصوفية والفقهاء، وفى السودان يحلل تأثيرات عملية التحديث والعصرنة فى الطرق الصوفية التى يفترض كونها نموذجا للتقليد الإسلامى، ويتوقف عن دخول ثقافة الإدارة والترفية والمتعة أو ما يمكن تسميته بالبروتستانتية الإسلامية.ثم ينتقل إلى ماليزيا ليقدم تحليلا نقديا لمشروع الإسلام الحضارى الذى دعا إليه الزعيم مهاتير محمد، ينتهى منه إلى وصفه بكونه" مشروع الرأسمالية المسلمة فى دولة أقليات!" وفى تركيا يعرض للانقسام داخل الحركة الإسلامية بين "الأربكانية" و"الأردوجانية" على أساس مشروع كل منهما تجاه أمريكا والغرب، مع رصد ما اعتبره المؤلف ظاهرة التوجه نحو اليسار لدى قطاع مهم من المثقفين الإسلاميين الأتراك. وينتهى باستشراف مستقبل العلاقة بين الحركات الإسلامية وأمريكا عبر دراسة تاريخية للعلاقة وتطوراتها، كما تلتقط ظاهرة أحزاب "العدالة والتنمية" الإسلامية التى اجتاحت عددا من بلدان العالم الإسلامى ويشرح تحولات الحركة الإسلامية من السياسى إلى الاجتماعى وقضايا التنمية، ويختتم بأن السلفية صارت الطرح الأقوى والأكثر دينامية فى العالم الإسلامى.