الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومن خلفه، فريقه من التوائم المتشابهة إلى حد التطابق فى الجوهر، حولوا البيت الأبيض إلى قاعة «فِخَاخ» للإيقاع بالضيوف وإحراجهم أمام كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، فى مشهد مهين، يهز صورة الضيف أمام شعبه أولا، قبل الشعوب الأخرى، الهدف إما لانتقام من باب التأديب لهذا الزعيم أو ذاك لموقفه الداعم للفلسطينيين، وضد ما ترتكبه الحكومة الإسرائيلية من مجازر بشرية، وحرب إبادة فى قطاع غزة، أو بهدف ابتزاز صارخ للحصول على صفقات معادن أو مكاسب تجارية. مصطلح الفِخاخ المنصوبة فى البيت الأبيض لاصطياد زعماء الدول، أقرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية واسعة الانتشار، عندما وصفت ما فعله دونالد ترامب مع ضيفه الكبير، سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، ب«الكمين المدبر»، وقالت: إنه قبل لحظات من لقاء الرئيسين مساء الأربعاء الماضى، كان مساعدو البيت الأبيض يضعون شاشتين تليفزيونيتين كبيرتين فى الجناح الغربى، ولم يكن رامافوزا يعرف بهذا الكمين، وفوجئ بطلب ترامب إطفاء الأنوار، تمهيدا لعرض فيديو، زعم فيه تعرض البيض فى جنوب أفريقيا للاضطهاد والإبادة الجماعية. ترامب، تعامل فى الكمين وكأنه الآمر الناهى، والمحقق الذى يوجه الاتهامات، تمهيدا لإيقاع العقاب المناسب على ضيفه، برعونة وكبر وغرور، ثم، ويا للعجب! باختلاق الوقائع الكاذبة. «رويترز» أحرجت كل القاطنين بالبيت الأبيض، وجعلت منهم مجرد مناضلين خلف الكيبورد، ومحاربين بالهواتف المحمولة، سواء كانت «أندرويد» أو «آبل»، عندما أكدت أن المقطع «الكمين» الذى استعان به ترامب وفريقه من التوائم لإثبات أن هناك اضطهادا وحرب إبادة للبيض فى جنوب أفريقيا، مجرد مقطع أذاعته الوكالة فى الثالث من فبراير الماضى، ويُظهر عاملين فى المجال الإنسانى ينقلون أكياس جثث فى مدينة جوما الكونغولية، عقب اشتباكات دامية مع متمردين مدعومين من رواندا. كمين البيت الأبيض، المهين، والمبنى على الفبركة والكذب، ينطلق من فكرة معاقبة جنوب أفريقيا على موقفها المشرف والمنتصر للإنسانية ضد حكومة تل أبيب المتطرفة، التى تقود حرب إبادة على قطاع غزة، وأن جنوب أفريقيا انتفضت وأدانت إسرائيل، ووجهت لها اتهامات أمام محكمة العدل الدولية العام الماضى بالإبادة الجماعية للفلسطينيين، وطلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب، وقدمت أدلة قوية تُظهر كيف انتهكت حكومة إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تعزيز القتل والتهجير والتدمير، مستخدمة أسلحة محرمة، كما منعت دخول المساعدات الإنسانية. ال«سى إن إن» لفتت الأنظار إلى أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب ومنذ توليه المنصب، لم يتردد فى تحويل اجتماعاته بالبيت الأبيض إلى لحظات من العداء العلنى. موقع «أكسيوس» الأمريكي، أكد أيضا أن البيت الأبيض فى ولاية ترامب الثانية، أصبح خطرا وفخا للزعماء والرؤساء والمسؤولين، وأن زيارته لم تعد مجرد فرصة ثمينة لكسب ثقة الرئيس الأمريكى ومصداقيته فى الداخل، وقال: فى عهد «ترامب الثانى» يجب عليك تحمل خطر الوقوع فى فخ الزيارة. ما حدث مع رئيس أوكرانيا، ورئيس وزراء كندا الجديد، ورئيس جنوب أفريقيا، مجرد نماذج للفخاخ المنصوبة على مسرح الابتزاز السياسى بالبيت الأبيض، وأمام كاميرات الإعلام بمختلف مشاربها، خاصة الإعلام الداعم لترامب، وهنا لا بد من الجزم بأن هذه الفخاخ ستدفع الزعماء الذين يحترمون ذواتهم، ويُقدرون صورتهم أمام شعوبهم، برفض زيارة البيت الأبيض، ورفض الخضوع وبكامل إرادتهم للاصطياد بفخاخ البيت الأبيض، والجلوس أمام ترامب وفريقه ليتلقى الاتهامات ووابلا من الهجوم، لهز صورتهم والنيل من هيبتهم أمام شعوبهم؟ ترامب وفريقه، خرجا عن التقاليد والأعراف والبرتوكولات الدبلوماسية، وعدم تقدير الضيوف فى المقر الذى كان يوما تتفاخر به أمريكا، بأنه قبلة تقدير الزوار، واحترامهم، وحولوه إلى كمين للإهانة وتشويه الصورة، بهدف الابتزاز وعقد الصفقات بإذعان، أو الانتقام من مواقف القادة من إدانة بلادهم للمجاز البشرية التى ترتكبها «النجمة ال51» إسرائيل فى غزة، ولذلك يحذر الخبراء ووسائل الإعلام الرصينة، القادة والزعماء من زيارة البيت الأبيض، تفاديا للحرج والإهانة!