فى مساعٍ لإعادة لبنان لموقعه فى المحيط العربي.. "عون" يستكمل جولاته العربية بزيارة الكويت.. ويعلن: نؤيد المبادرة العربية للسلام.. مصر المحطة المقبلة.. ووزير الإعلام اللبناني: مرحلة جديدة من الانفتاح

توافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت
يواصل لبنان نهجه لمحاولة بناء جسور الثقة مع أشقائه العرب ، وقد بدأ الرئيس جوزيف عون وحكومته اتخاذ خطواتجادة فى هذا المسار، سواء على صعيد المواقف السياسية الرسمية إزاء القضايا المحورية فى المنطقة، أو الزيارات الخارجية لطرح برامح التعاون ومد أواصر الشراكة مع الدول العربية ولا سيما الخليج .
فى هذا السياق زار جوزيف عون المملكة العربية السعودية، عقب إعلانه رئيسا للبنان، التي استهل بها سلسلة زياراته الخليجية تلاها زيارة قطر و الإمارات العربية المتحدة وجرى خلال تلك الزيارات التشاور بشأن ملفات التعاون بين لبنان ودول الخليج فى المجالات المختلفة.
وسيراً على الدرب نفسه، يؤدى عون زيارة حاليا إلى الكويت، تأتي هذه الزيارة في سياق تحركات لبنانية تهدف إلى إعادة بناء العلاقات مع الدول الخليجية والعربية، واستقطاب الاستثمارات لدعم الاقتصاد اللبناني المتعثر.
وتأتى القاهرة محطة مقبلة لجولات عون بالمنطقة، وفق ما نقل موقع "الكتائب" اللبنانى، حيث تُجرى التحضيرات لاستكمال الجولة الخليجية والعربية التي ينوي رئيس لبنان القيام بها وستشمل القاهرة وبغداد في مرحلة لاحقة لزيارته إلى الكويت لإعادة وصل ما انقطع بين لبنان والعالم العربي بعد فترة طويلة من خلو سدة الرئاسة، التى امتدت ل26 شهرا، غاب عنها لبنان عن موقعه الرئاسي في قمتين عربيتين سنويتين دوريتين واقتصرت المشاركة خلالها على مستوى رئيس الحكومة، وهو ما أبقى لبنان بعيدا عن محيطه العربى، وفور توليه الرئاسة أعلن عون أن إعادة لبنان إلى موقعه بالمحيط العربى يأتى على رأس أولويات العهد الجديد فى لبنان.
جولات عربية
من جانبه، أوضح عون أن زيارته تأتي ضمن سلسلة زيارات إلى الدول العربية، وخاصة الخليجية، بهدف توجيه الشكر للكويت على دعمها المستمر للبنان واستضافتها للجالية اللبنانية، وأيضا فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائى.
وأشار إلى أن لبنان يتطلع إلى تفعيل العمل الدبلوماسي والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية، مؤكدًا أن بلاده بحاجة إلى استثمارات وليس هبات، وأن الكويت قادرة على المساهمة في بناء الثقة من خلال مشاركتها في عدد من المشاريع الحيوية.
كما جدد الرئيس عون موقف لبنان المؤيد للمبادرة العربية للسلام، مؤكدًا أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ، وأن الحلول تأتي عبر الحوار.
وشدد على أهمية دور الكويت في دعم الاستقرار اللبناني والعمل الدبلوماسي والاقتصادي، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها لبنان حاليًا.
بشائر، ومن جانبه، أكد وزير الإعلام اللبناني الدكتور بول مرقص أن زيارة الرئيس العماد جوزف عون، إلى دولة الكويت تحمل بشائر كبرى للبنان.
وأشار إلى أنها تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعا الوزير الأشقاء الخليجيين إلى العودة إلى لبنان، مؤكدًا على أهمية استعادة الزخم العربي في دعم الاستقرار اللبناني.
وتأتى اجولات الخليجية للرئيس عون أيضا فى سياق توقعات بامكان التوصل الى انفراجات واسعة في المنطقة ولبنان، ذلك أن الرهان على نتائج زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى دول الخليج العربي تنبىء بإمكان إطلاقه مبادرة كبيرة ستقود إلى انفراجات في أكثر من نقطة ولا سيما في غزة ولبنان واليمن، مما سيكون له ارتدادات سريعة على الوضع في لبنان ويشكل الانفتاح على هذه الدول بابا واسعا يفتح الطريق إلى مجموعة من المبادرات الخليجية تجاه لبنان على شكل استثمارات مالية؛ فلبنان كما قال الرئيس عون يسعى للحصول على تعزيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية بطريقة لا ترهق لبنان ولا تزيد من ديونه الخارجية بقدر ما هو يحتاج إلى ما يقود إلى توسعة حجم الاقتصاد اللبناني وضخ أموال فريش في هذه القطاعات بهدف تجاوز حالة الانكماش الاقتصادي وتسهيل الخروج من الأزمة النقدية .
تسهيلات متبادلة
واتفق كل من رئيس لبنان العماد جوزيف عون و رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، خلال زيارته الحالية إلى الكويت، على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت، وكذلك عودة الكويتيين إلى لبنان، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن يسفر لقاؤه مع أمير الكويت عن نتائج ايجابية في مختلف المجالات، وأكد تعاون لبنان مع الحكومة الكويتية في كل المجالات لا سيما في المجال الأمني.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء بالوكالة الرئيس عون بانتخابه، تضامن الشعب الكويتي مع أشقائهم اللبنانيين في كل الظروفه، مشيدا باللبنانيين المقيمين في الكويت، مؤكدا أنهم يقومون بواجباتهم دون مشاكل، وقال إن التعاون قائم بين الأجهزة الأمنية الكويتية ونظيرتها اللبنانية، ولا سيما في مجال مكافحة المخدرات، وأن المعلومات المتبادلة أدت إلى كشف عدة محاولات لتهريب المخدرات إلى الكويت.
وأضاف أن الكويت ماضية في تقديم المساعدة للبنان، وهي جاهزة لكل ما يطلبه لبنان في هذا الاطار، مؤكدا إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
كما التقى الرئيس عون خلال زيارته مع ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناولا بحث سبل تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية وإعادة إحياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري.
وتناول البحث القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد، وأهميتها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكذلك القمة الخليجية – الأمريكية التي ستعقد في السعودية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والرئيس الأمريكى دونالد ترامب.