تواصلت الاشتباكات بين مجموعات سنية وأخرى علوية فى مدينة طرابلس فى شمال لبنان، رغم بدء الجيش بتعزيز انتشاره فى مناطق الاشتباكات منذ الصباح الباكر، اليوم الأحد، بحسب ما أفاد مصدر أمنى. وقال المصدر الأمنى، "كانت الاشتباكات ضارية طيلة الليل، وسقط فيها قتيلان و12 جريحاً، ما يرفع عدد الضحايا منذ السبت إلى 14 قتيلاً و48 جريحاً"، مشيراً إلى أضرار مادية بالغة. وبدأ الجيش بدأ صباح اليوم، الأحد، يعزز انتشاره فى مناطق الاشتباكات فى باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، وذلك بعد اجتماع ليلى عقد فى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتى ضم فعاليات المدينة وقيادات أمنية أكد على التشدد فى ضبط الأمن وإزالة كل المظاهر المسلحة. وطلب الاجتماع الذى عقد ليلاً برئاسة رئيس الحكومة المتحدر من طرابلس من الجيش اللبنانى وقوى الأمن الداخلى "اتخاذ كل الإجراءات الحازمة فورا لوقف الاشتباكات فى مدينة طرابلس من دون تمييز". وطلبوا من الأجهزة الأمنية "الضرب بيد من حديد والتعامل بصرامة وحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار فى المدينة". كما أكدت "كل قيادات المدينة" بحسب بيان صادر عن الاجتماع، "سحب الغطاء السياسى عن كل العابثين بالأمن والاستقرار" و"إزالة جميع المظاهر المسلحة من كل الشوارع والأحياء". ثم عقد اجتماع أمنى فى سرايا طرابلس برئاسة وزير الداخلية مروان شربل الذى أعلن أن "جميع الأطراف موافقة على دخول الجيش وقوى الأمن الداخلى إلى مناطق الاشتباكات، وأن خطة أمنية لإنهاء التوتر ستبدأ اليوم الأحد. وكان تبادل إطلاق النار بدأ بشكل متقطع اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت تخلله سقوط قذائف اينرغا، ثم حصل تصعيد تحول إلى اشتباكات عنيفة. وشهدت طرابلس كبرى مدن الشمال، معارك بين باب التبانة وجبل محسن فى منتصف مايو أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص، انتشر على إثرها الجيش فى مناطق الاشتباكات وعمل على ضبط الوضع. ومنذ بدء الاضطرابات فى سوريا فى منتصف مارس 2011، يسود التوتر فى المدينة على خلفية الأزمة السورية التى تنقسم حولها طرابلس وكل لبنان. وتعتمد الحكومة اللبنانية المؤلفة من غالبية تضم حزب الله وحلفاءه المؤيدين للنظام السورى، سياسة "النأى بالنفس" فى الأزمة السورية، متجنبة اتخاذ مواقف منها خشية انعكاس ذلك على الوضع اللبنانى الهش.